أكدت أحدث دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية ان ظاهرة ختان البنات في مصر تتزايد رغم تشديد العقوبات علي مرتكبي هذه الجريمة لتصل إلي الحبس 10 سنوات لمن يجري هذه العملية مشيرة إلي ان 92% من النساء المتزوجات التي تتراوح أعمارهن بين 15 إلي 49 عاماً خضعن للعملية. أشارت الدراسة الي ان مصر تأتي علي رأس دول العالم التي تتم فيه هذه العملية رغم الأبحاث الطبية التي أكدت انعدام الفوائد الطبية المترتبة علي اجراء هذه العملية ولكنها تتسبب في الاصابة بصدمة عصبية نفسية لمن تجبر علي اجراء هذه العملية.. والسؤال: من المسئول عن استمرار الظاهرة وكيف نقضي عليها؟! تقول د. هيام نظيف- عميد معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس: ان مصر مازالت تحتل المقدمة من حيث معدلات انتشار ظاهرة ختان البنات علي مستوي العالم رغم كل الجهود التي تبذل سواء من الحكومة أو الجمعيات الأهلية لمحاربة هذه الظاهرة والحد منها الا ان هذه الجهود تفتقر لتطبيق ميداني فاعل في القري والأرياف ما يجعل هذه الظاهرة كابوساً يهدد مستقبلهن. تضيف انه خلال السنوات الخمس الماضية وفي ظل حالة الفوضي والانفلات التي انتشرت في مصر وأصبح القانون في اجازة لذلك انتشرت عمليات الختان بدون وجود أي رادع.. كما ان الحملات التي تقوم بها بعض الجمعيات تحولت الي مجرد شعارات رنانة لأنها لا تحارب هذه الظاهرة ميدانياً في القري والأرياف ولكنها تكتفي بمحاربتها عن طريق الانترنت فقط!! وتؤكد د. إيمان شريف- استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: ان هذه الظاهرة تعد جزءاً من الثقافة العامة وهي خليط من الدين والعادات والتقاليد وموروث اجتماعي لا علاقة له بالاسلام لأنها لا تطبق في السعودية وهي البلد الذي نزل فيه الاسلام مشيرة إلي ان هذه الظاهرة كانت قد بدأت في التراجع قبل ثورة 25 يناير الا ان جماعة الاخوان قاموا خلال فترة حكمهم في اعادتها عبر قوافل طبية مجانية للختان. أشارت إلي ان هذه العادة أقوي من القانون كما انها تتم داخل البيوت وليس داخل المستشفيات لذلك فان الابلاغ عنها صعب جداً خاصة في الأرياف. أضافت: لقد سمعت من احدي الرائدات بالريف تقول اننا مهما عملنا ندوات وحملات توعية فلا جدوي منها لأن هناك اعتقادا راسخا في العقول بان هذه العادة واجب ديني!! أكدت ان هناك العديد من الرجال يشترطن عند الزواج ان يكون قد جرت عملية الختان للعروس واذا لم تكن كذلك فإن يرفض الزواج منها!! أوضحت ان القضاء علي الأمية وتعليم الناس وخاصة في الأرياف سيؤدي الي القضاء علي هذه الظاهرة مشيرة الي انه طالما هناك أمية فستستمر الظاهرة وتنتشر أكثر وأكثر. المشروع توقف وتقول الدكتورة نسرين فؤاد- المدير التنفيذي لمشروع ختان الإناث بائتلاف الجمعيات الأهلية: ان هذا المشروع كان يجوب جميع المحافظات ليقوم بحملات توعية للأهالي بالاضافة الي تدريب الأطباء وساهم بالفعل في الحد من الظاهرة بعد ان كشف عن مخاطرها علي البنات مشيرة الي ان المشروع توقف منذ ديسمبر الماضي بسبب توقف التمويل الذي كان يأتي من الخارج مما أدي إلي توقف حملات التوعية وتدريب الأطباء. أضافت ان الائتلاف يسعي حالياً بالتعاون مع رجال الأعمال في تمويل هذا المشروع حتي يواصل دوره في القضاء علي هذه الظاهرة التي ليس لها أي علاقة بالأديان ولكنها عادة قديمة تتسبب في مشاكل عديدة للبنات. أشارت الي أنه رغم وجود حالات ختان للبنات تجري كل يوم في العديد من المحافظات الا ان القانون لا يطبق الا في حالة تعرض الفتاة لمشاكل صحية تؤدي إلي نقلها للمستشفي أو في حالة وفاتها ولكن بدون ذلك لا يتم الإبلاغ عن الأطباء الذين يجرون هذه العمليات كما ان معظم هذه العمليات تتم في المنازل وفي ظل عدم وجود أي اشتراطات صحية!! وتقول المحامية مروة محمد- المحامية بالنقض: ان تعريف العاهة المستديمة وفقاً للمادة 240 من قانون العقوبات هي فقد منفعة عضو من أعضاء الجسم أو تشويهه مما يترتب عليه اصابة دائمة يستحيل الشفاء منها ويعاقب عليها بالسجن من ثلاث الي خمس سنوات اما اذا كانت مع سبق الاصرار والترصد فتزيد العقوبة الي عشر سنوات لذا تم اعتبار عملية ختان الاناث عاهة مستديمة. أضافت ان القانون يطبق علي ولي الأمر وعلي الطبيب أو الطرف الذي قام بتلك العملية لأنها جريمة وهما الاثنان طرفا اتهام. أضافت ان هناك حالات طبية قد تطلب اجراء عملية الختان كنوع من العلاج وفي هذه الحالة لا توقع العقوبة علي أي طرف من الأطراف!! وتضيف رضا السيد- رئيس جمعية الأسرة والطفل بعزبة خيرالله: الجمعية دائماً تقوم بدور توعوي للأسر في عزبة خيرالله لأن نسبة كبيرة من السيدات لا يعرفن سوي أن الختان هو الفضيلة ولذلك تقوم بالجمعية بدور التوعية بأن هذه العادة لها مخاطر وان القانون شرع لها عقوبة الحبس.. فهناك نتائج ايجابية لكثير من السيدات بل أصبحن يهتمين بتعليم البنات والعزوف عن الزواج المبكر بنسبة كبيرة.. فالمجتمع المدني أصبح له دور فعّال في محاربة هذه العادات السيئة.. التي انتشرت في سنوات الانفلات وحكم الاخوان!!