من منا لا يتذكر قصيدة الرائع أمير الشعراء أحمد بك شوقي التي يقول فيها: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.. فقوم النفس بالأخلاق تستقم ما نحن فيه الآن من ترد وفساد مجتمعي إنما مرجعه الأول والأخير لضياع الأخلاق وتفشي الكذب آفة المجتمعات والنفاق والغش والفساد وبتلك الأوبئة تنتهي الأمم وكسلة تفاح عطبة يستشري العفن.. حتي ليصبح الخلوق.. الأمين.. العفيف.. المؤمن غريبا منبوذا.. يضيع الحق ويعلو صوت الزيف علي ايدي مرضي العيوب الخلقية يضم الخاء.. حتي ليظن أهل الباطل انهم علي صواب وتضيع الحقائق.. وفي هذه الحالة لا نملك إلا قول أمير الشعراء: إذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا فالأمم تنزوي ويقضي عليها بفساد الأخلاق.. وما بالنا لو كان المعلم والمعلمة من أصحاب الضمائر الخربة واللسان البذيء وما حالنا لو كان من يقوم علي المؤسسات لحماية الحقوق وتنفيذ العدالة من خربي الذمة والضمير.. وما واقعنا عندما يكون أرباب الحرف والكلمة من المسئولين عن تنوير العقول ممن لا يجيدون إلا الزيف والتلون.. وما مستقبلنا ومن يعرفون الحق يصمتون صمت الموتي.. هل بهؤلاء تقوم أمة؟! هل بهؤلاء يبدو في الأفق أمل لمستقبل؟! والحل إذن هل يكون بالسقوط معهم.. أم بالسباحة ضد تيار واما حياة كريمة أو الموت بشرف؟! الاختيار صعب لكنه ليس من المستحيلات.. لو تكاتف الشرفاء ومدوا ايديهم لبعضهم وتعاونوا.. لو تجمع الشرفاء وقاوموا المد الرهيب من سفلة المجتمع خلقيا لتدمير مستقبل وطن عرف عنه النبوغ قديما في كل شيء.. الأخلاق والعلوم والأدب والمعرفة.. شعب لم نكن فيه قوم سوء.. لم نكن إلا من الأمم التي قدمت لها أخلاقها فقيل فينا شعب متدين بالفطرة وشعب ودود وشعب كريم وشعب عفيف وشعب فيه العالم والمعلم و.. فيه الإنسان كما يجب ان يكون.. أما الآن فبكل الأسي والحزن وانفطار القلب.. نحن لا يجوز علينا إلا ان نقيم المأتم والعويل علي ذهاب الأخلاق والضمائر.. لكننا لن ننضم لصفوف الصامتين.