ما نعاصره اليوم لأشبه بحرب غير مباشرة ، فنحن كوطن عربى قُدر لنا أن تستنزف ثرواتنا بعدة طرق مختلفة ، أولها فساد السلطات التى نهبت الثروات وخلفت للمواطن العربى الجوع والفقر والمرض والجهل ، وكذلك الحروب الأهلية والنزاعات الطائفية . وزد عليهما الديون الخارجية ، وكذلك الربيع العربى الذى خلف الدمار وما زالت النزاعات السياسية مستمرة . هل هذا من قبيل الصدفة ! أما أنها استراتيجية وتخطيط مُدبر ومُحكم ! إن الحقيقة دائماً واضحة لمن يسعى إليها ، ولا يستطيع أحد أن ينكر أننا أُريد لنا أن نقبع فى دوائر التناحر والتنازع والخسران ، ولا تقوم لنا قائمة . إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا صلاح أمرك للأخلاق مرجعة ... فقوّم النفس بالأخلاق تستقم إذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً دعونا نسلط الضوء على بلدنا الحبيبة مصر ، لنتساءل أين نحن من القيم والأخلاق يا سادة ! أننا نعانى من أزمة أخلاقية وانحلال فكرى ونحن بالفعل نقترب تدريجيا من الهاوية ولقد أوشك مجتمعنا على نبذ ذوى الأخلاق وأعتبارهم شواذ ! إن المادة الفنية و المادة الإعلامية والمنتج السينمائي ، أصبحت مواد سامة ، تقتل القيم والمبادئ والانتماء ببطء . صناعة السينما أو كما أُسميها " التلوث البصرى" أصبحت تجارة أصحاب المال يسخرونها لأهوائهم ، ويسقطون على الشباب وابل من الفساد الأخلاق الذى خلق منحنيات فكرية وظواهر اجتماعية مرضية فى المجتمع "كالتحرش الجنسى " مثلاً تتنافى مع ديننا وأخلاقنا وقيمنا . الصوتيات أو كما اسميها " التلوث السمعى " إيضاً لا تبرأ من الاشتراك فى تلك الجريمة ، هؤلاء خرجوا علينا من أوكار الفساد بما يسمونه " المهرجانات وشعبيات " والتى تمتلئ بالكلام الوقح البزيئ الذى ينتهك القيم ويخدش الحياء . الأزياء والموضة التى ملئت محلاتنا من المنتجات المستوردة التى تحمل جمل وشعارات غير لائقة أخلاقياً ، والتى تكتشف الجسد اكثر من أن تسترة . التعليم الجامد الذى يهرب منة الطلبة نظرا لفقدان عناصر الترغيب والتجديد . الاعلام الأخرق الذى أصبح أعلاميوة أبعد عن دورهم أكثر مما يتخيلون وظنوا أنهم هم من يوجهوا الحياة فى الوطن بأن يضجع أحدهم على كرسية الدوار وينفخ انفاسة الغاضبة ويحرك يدية بتعبيرات النفور وتظهر تعرجات جبهتة ويحمر وجهة مطلقا جمل الاستهجان الانهزامية ! لأ هون عليك عزيزى . حاولت جاهداً أن أكون -بقدر ألأمكان - غير ناقد او ناقم ، ولكن ألإيجابيات أصبحت شئ يجب أن ننقب عنة . إننا تم أختراقنا من الداخل ، نحن هدف مرصود تتبعة سهام سامة من كل حدب وصوب ويجب أن نتحصن بالعلم وألأخلاق . فلقد أصبحنا نلهث خلف الشهوات بدون اكتراث وأصبحت اللامبالاة شعارنا ، وضاقت بنا أنفسنا حتى أننا أصبحنا لا نطيق بعضنا البعض . لقد هاجرنا بعيداً عن الدين وهجرنا القيم والأخلاق فأصبحنا أمة بلا هدف وصيد يقع فى شراك جهلة وكذلك تجاهلة لواقعة والحيد عن الهدف . أنظر الى حال الشباب وستعى ما أقول ، البنات مستهدفات لأنهن أمهات المستقبل وإذا أردت أن تهلك أمة فلتفسد فكر النساء ، أما الشباب فلا عمل وبلا مستقبل ، يستقبلون الحياة ببؤس واشمئزاز ، ويهربون من واقعهم بالأدمان والوقوع فى الرذيلة . تحدثوننا عن لأمجاد ، تتحدثون بإسم الماضي وتعيشون فى الماضى ، نحن متأخرين كثيرا ، لن أقول أفيقوا قبل أن يفوت ألأوان ، يؤسفنى أن أقول بالفعل لقد فات ألاوان . فأين نحن من الثورات الصناعية والتكنولوجية وأين نحن من الأسواق العالمية ، وأين نحن حتى من أنفسنا . أدركوا ما أدركت من أنفسكم وكفاكم بكاء على الأطلال .