"سيب" بلاتر. الرئيس السابق والأشهر للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا لا يريد أن "يسيب" الفيفا ولا الفيفا يريد أن "يسيبه". فرغم إقصائه من رئاسة الفيفا أواخر العام الماضي. وانتخاب رئيس جديد. مازالت فضائح بلاتر تتكشف. ومازالت الدعاوي القضائية بفساده تلاحقه في موطنه سويسرا وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومازال بلاتر. من جهته. يصر علي العناد. ويعارض قرارات منعه من ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة. يوم الخميس الماضي. نشر الرئيس الجديد ل "الفيفا" جياني إنفانتينو تفاصيل آخر ميزانية للاتحاد في عهد بلاتر. وهي ميزانية .2015 نشر الميزانية يمثل بداية عهد جديد ل "فيفا" يحاول فيه الرئيس المنتخب الوفاء بوعوده بالتزام الشفافية ومحاربة الفساد. وتحسين صورة الاتحاد التي تلوثت باتهامات طالت 41 من كبار مسئوليه وعلي رأسهم بلاتر نفسه. فمنذ 2002 لم ينشر بلاتر أو يعلن تفاصيل أي ميزانية ل "فيفا".. كان يتكتم كل ما يتعلق بأوجه انفاق الموارد المالية الهائلة التي كان يجنيها الاتحاد. خاصة في السنوات التي كانت تقام فيها فعاليات كأس العالم. مفاجأتان ظهرتا في تفاصيل ميزانية 2015: أولاهما: ان الميزانية تعاني من خسائر بلغت 122 مليون دولار. وهو أمر مستغرب في اتحاد دولي لديه مصادر دخل تدر مئات الملايين من الدولارات. أما المفاجأة الأخري. فهي المرتب السنوي الذي كان يحصل عليه بلاتر. والذي ظل سراً حربياً لم يكشف عنه طوال السنوات التي تولي فيها رئاسة "فيفا". لقد تبين ان بلاتر كان يتقاضي 3 ملايين و700 ألف دولار في السنة. وهو ما يزيد 15 مرة علي ما يتقاضاه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الذي لم يتجاوز مرتبه السنوي 242 ألف دولار. وهو مرتب معلوم للكافة. لأن ميزانية اللجنة الأولمبية الدولية ومرتبات قادتها كانت دائماً.. علنية. تقرير ميزانية 2015. ألقي بمسئولية الخسائر علي زيادة بند "المصروفات غير المنظورة". وعلي الانفاق المتزايد علي تطوير اللعبة. والتكاليف "القضائية" التي تضاعفت. في الدفاع عن "فيفا" ومسئوليه في مواجهة الدعاوي التي رُفعت ضدهم في تلك السنة. ومعروف ان بند "المصروفات غير المنظورة" في أي ميزانية. هو الصندوق الأسود للفساد المالي. كما ان الدعاوي القضائية كانت تتعلق. معظمها باتهامات فساد. لا أحد يعرف شيئاً عن ميزانيات فيفا ما بين 2002 وهذه الميزانية الأخيرة.. وهل كانت كلها خاسرة أم تحقق فائضاً.. ولا كم كان يتقاضي بلاتر سنوياً فيها. خاصة في سنوات فعاليات كأس العالم. يبدو ان القيادة الجديدة ل "فيفا" تنوي اغلاق ملف الماضي حتي لا يظل اسم الاتحاد يتردد مرتبطاً بالفساد. وتكتفي بقرارها الجديد بنشر كل الميزانيات القادمة. بما فيها مرتبات رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد.