أعربت الكوادر والقيادات النسائية عن غضبها واستيائها لرفض مجلس النواب اقتراح النائبة هبة هجرس بمنع الحلف بالطلاق داخل قاعة مجلس النواب والنص علي ذلك في اللائحة الداخلية للمجلس. أكد القيادات النسائية ان هذا الرفض يسمح للنواب باستخدام الحلف بالطلاق في جلسات البرلمان ويعطي صورة سيئة لبرلمان ثورة 30 يونيو. فتقول الدكتورة سامية خضر - استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن ظاهرة الحلف بالطلاق أصبح ظاهرة تؤرق الكثير من السيدات في مصر كما أنها تؤثر علي الأطفال وعلي المجتمع ككل مشيرة إلي أنه كان يجب علي البرلمان أن يأخذ زمام المبادرة وينص في لائحته الداخلية علي منع الحلف بالطلاق داخل جلسات البرلمان خاصة بعد أن شاهدنا أحد النواب يحلف بالطلاق انه لن يؤدي القسم الدستوري في البرلمان. أضافت ان ظاهرة الحلف بالطلاق أصبحت منتشرة في المجتمع المصري ويستخدمها الكثير من الرجال ومنهم علي مستوي عال من التعليم - في التعامل والحياة دون الاهتمام بمدي تحريم الشرع والدين للطلاق والحلف به - وهناك نساء كثيرات تعانين من ذلك حيث تقع في حيرة من أمرها وكونها علي ذمة زوجها أم لا!! أشارت د. سامية إلي أنه من العار ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يرفض برلمان مصر إلغاء الحلف بالطلاق داخل جلساته وكأنه يعطي الضوء الأخضر للنواب للحلف بالطلاق أثناء عرض اسئلتهم أو استجواباتهم رغم أن د. علي عبد العال رئيس مجلس النواب من الشخصيات الجديرة بالاحترام والحريص علي الالتزام بالقيم والمبادئ والأخلاق داخل قاعة البرلمان. وتتفق معها د. زينب عفيفي - رئيس الاتحاد النوعي لأيتام مصر ورئيس جمعية اللالئ : مؤكدة علي أن هناك رجالا كثيرين يتفوهون دائما في جميع المعاملات اليومية والحياتية بالحلف بالطلاق مشيرة إلي أن المرأة تتساءل دائما "هل الحياة مع زوجها سليمة وصحيحة أم كثرة حلفه بالطلاق جعلت الحياة الزوجية بينهما لا تجوز دينيا. أكدت د. زينب علي ضرورة أن تتصدي نائبات البرلمان وهن كثيرات بالتصدي لهذه الظاهرة داخل المجلس وفضح كل نائب يستخدم الحلف بالطلاق في أحاديثه داخل المجلس حتي يرتدع الآخرون ويتوقفون عن استخدام هذا الحلف داخل برلمان مصر. تقول المحامية تغريد شمس الدين - رئيس جمعية التحرر الاقتصادي: إن كثيرا من التجار والعمال يحلفون بالطلاق في كل المعاملات والاحاديث ولكني أتعجب كثيرا من ان يقوم نواب يمثلون الشعب باستخدام هذا الحلف بأبغض الحلال داخل قاعة البرلمان علي أي شيء وعلي أتفه الأسباب وأتمني من د. علي عبد العال وهو شخصية محترمة أن يمنع أي نائب من التفوة بهذا الحلف داخل المجلس وأن يطرده من الجلسة حتي لا يكررها مرة أخري. وتقول جمهورية عبدالرحيم - رئيس جمعية نساء من أجل التنمية: إن البرلمان خيب آمال وتطلعات وطموحات الكثير من أبناء الشعب حيث ظل النواب بتناقشون لمدة تزيد علي الشهرين في لائحة المجلس الداخلية ويتشاجرون علي اللجان وعددها وكأن الشعب انتخبهم حتي يضعوا لائحة مجلس النواب وليس لحل مشاكل الملايين من المواطنين مؤكدة علي أن الدورة البرلمانية قاربت علي الانتهاء بينما المجلس لم يفعل أي شيء لإقرار القوانين اللازمة للبدء في تطبيق الدستور الذي وافق عليه الشعب بأغلبية ساحقة. أضافت أنه من العيب أن تطرح النائبة هبة هجرس اقتراح منع الحلف باليمين فيثور عليها النواب برفض اقتراحها ويؤكدون علي أن الحلف بالطلاق هو حل أصيل لهم رغم انه محرم شرعا وليس من الإسلام في شيء كما أن من يحلف بالطلاق كثيرا يدل علي تربيته وبيته ومدي معرفته بدينه والتزامه. تطالب الدكتورة راندا فخر الدين - رئيس الاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل: بضرورة معاقبة النائب الذي يحلف بالطلاق داخل قاعة المجلس لأنه يمثل الشعب ومن غير المعقول أن يكون نائب الشعب علي هذا المستوي من الانحطاط وتتساءل: ما الداعي للحلف بالطلاق داخل جلسات البرلمان بينما من المفروض أن يسعي النواب للبحث عن حلول للمشاكل التي يعاني منها الشعب. تقول المحامية فاطمة حسب الله - رئيس رابطة القانونيين بالقاهرة: إن الحل يجب أن يأتي عن طريق الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية من خلال النزول إلي المناطق الشعبية والعشوائية وتوعية المواطنين بهذه الظاهرة مشيرة إلي أنه إذا كان نائب الشعب في البرلمان يخالف الشرع ويرتكب هذه المخالفة فماذا يفعل أولاد الشوارع وما هي اللغة التي يتحدث بها العوام في الشارع؟! أضافت أن الزوجة من الناحية النفسية تشعر بالخوف وعدم الأمان من زوجها الذي يحلف كثيرا بالطلاق كما أن اطفاله يتعلمون منه تلك العادة ويتوارثونها بدون إدراك لخطورة الحلف بالطلاق وتحريمها.