** لم أتوقع ردود أفعال الإعلاميين والقراء والمتابعين علي ما تناولته في هذه المساحة في الجمعتين السابقتين حول ما يجري في القنوات الفضائية الخاصة والبرامج الحوارية "توك شو" عامة وتصرفات وسلوكيات وأداء المذيعين والمذيعات ومقدمي هذه البرامج "التوك شو" التي أصبحت تثير الغم والقرف لدي غالبية جمهور المشاهدين المتابعين لهذه البرامج الذين يمطرون مذيعي ومذيعات ومقدمي ومقدمات هذه البرامج بمداخلاتهم اللاذعة والمنتقدة ليس لأدائهم فقط.. وإنما للإعلام المصري الذي أصبح بالفعل يشكل خطرا علي الأمن المصري والعربي في آن واحد. ولعل ما فعلته المذيعة عزة الحناوي علي قناة القاهرة حاليا والثالثة سابقا - وخروجها علي آداب المهنة خير دليل علي أن هناك "فيروس" ما أصاب أغلب مقدمي ومقدمات البرامج التي نال التليفزيون المصري جزءا منها وتحول المذيع أو مقدم البرامج من كونه مذيعاً يلتزم بقواعد وآداب المهنة إلي ناشط سياسي أو حقوقي.. أو خبير استراتيجي أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف فهو يفهم في كل شيء وأي شيء. وبصراحة وبمنتهي الوضوح.. لم أتوقع أن تنهال عليّ العشرات من المكالمات الهاتفية والبرقيات البريدية التي كان في أغلبها ثناء علي ما تناولته من نقد للفضائيات الخاصة وبعضها يعاتب علي الشدة في النقد وأني كنت عنيفا في انتقاداتي ونقدي لها. وللحق أقول إنني لم أزعل أو أغضب من كل من انتقدني بل استقبلت كل انتقاد بصدر رحب.. وكنت اتحاور مع صاحب الرأي استمع إليه بكل إنصات.. واحمد الله ان غالبية الانتقادات كانت في إنني كشفت للقارئ ما يجري في كواليس ستوديوهات هذه الفضائيات التي أعرف منها الكثير و الكثير التي لو نشرت جزءا منها لتواري أغلب من يعملون فيها خجلا.. لأن البعض منهم ينسي أو يتناسي أن الوسط الإعلامي وما يجري في الاستوديوهات وكواليس القنوات التليفزيونية وبخاصة الفضائيات يخرج للعلن.. بأسرع مما يتوقع.. فكما يقول المثل الشائع "الحيطان لها ودان".. فإنني أقول "إن للاستوديوهات ايضا لها عيون وودان". المهم أن أحد المتصلين سألني إلي متي سيظل مذيعو ومذيعات الفضائيات الخاصة علي انتهاك آداب وقواعد المهنة التي يصرون علي عدم تعلمها أو اتباعها..؟! فأجبته قائلا: سيظلون ينتهكون آداب وقواعد المهنة طالما ظلت الأجندات التي يطبقونها قائمة.. وطالما ظلت الملايين التي يتقاضونها من أصحاب القنوات تنهال عليهم كلما ازدادوا في إنتهاك قواعد وآداب المهنة والتضحية بالأمن القومي للوطن. قاطعني محدثي متسائلا: وما العمل إذن..؟! قلت له مجيبا: بصراحة يجب إخضاع مقدمي ومقدمات البرامج الحوارية "التوك شو" ومذيعي ومذيعات البث المباشر "الهوائي" بالتليفزيون المصري والفضائيات الخاصة لاختبارات الكشف الدوري بمعرفة أطباء الطب النفسي وقياس قدراتهم الذهنية والعقلية التي تصاب بالعلل كنتيجة طبيعية لتوهم الشهرة والنجومية ولنا في "توفيق عكاشة" و"عزة الحناوي" وغيرهما خير مثال علي ما أصيبوا به من كثرة ظهورهم علي الشاشة.. وللحديث بقية إن كان في العمر باقية.. و"تحيا مصر".. و"تحيا مصر".