يمثل الناقد الكبير د. محمد عبدالمطلب قيمة مهمة في حياتنا الثقافية والفكرية . فهو واحد من كبار نقادنا الذين صالحوا بين التراث والمعاصرة. فرغم كونه أحد أبناء كلية دار العلوم. فإن د. عبدالمطلب لم يغلق باب الاجتهاد والتواصل علي نفسه . لم يكتف بكونه عالماً بالتراث وهاضماً له وممسكاً بناصيته ومبرزاً لتجلياته . لكنه جمع بين ذلك وبين الانفتاح علي التيارات الحديثة والمعاصرة. فهو أكثر النقاد في جيله انفتاحاً علي التجارب الحديثة خاصة الشعر. وأكثرهم اهتماماً بها وكتابة عنها. من موقع العالم الخبير المدرك أن لكل عصر أو جيل خصوصيته ومطالبه ودرجة استجابته. وقد جاء فوز الدكتور عبدالمطلب بجائزة الملك فيصل العالمية في النقد التطبيقي ليؤكد مكانة الرجل ودوره كناقد كبير واستاذ جامعي ربي وعلم العشرات من الأدباء والنقاد. ولأن الدولة لم تلتفت بعد إلي الاحتفاء بهذا الفوز الكبير والمستحق . فقد بادر صالون الشاعر والناقد د. عبدالناصر هلال إلي الاحتفاء بهذه القيمة النقدية والفكرية الكبيرة في حياتنا. وصالون عبدالناصر هلال .الذي لايدعمه رجل أعمال أو مؤسسة . بل يقوم علي جهده الشخصي. نهضت فكرته علي السعي لإيجاد ثقافة بديلة والبحث عن فكر حر وإبداع متجدد بعيداً عن تكلس وتكاسل المؤسسة الرسمية. ويسعي الصالون كذلك للنظر في السائد المطروح من إبداع وفكر عبر استضافة رموز هذه الاتجاهات سواء من مصر أو من الدول العربية . وذلك لكسر المحلية الضيقة وعدم حصر النشاط في الأدب فقط . وإنما جعله يمتد ليشمل الفلسفة والطب والسياسة وغيرها من المجالات . وإن ظل الابداع في مقدمة الاهتمامات. بدأ الصالون نشاطه باستضافة د. شاكر عبدالحميد في ندوة عنوانها " بين الابداع وعلم النفس . حيث ألقي عبدالحميد محاضرة وافية حول شروط وآليات الابداع. وكان الابداع الشعري حاضرا في هذه الندوة من خلال الشاعر السعودي أحمد قران الزهراني الذي قدم مجموعة من القصائد الحداثية التي تؤكد اجتياح التجديد في الشعر العربي بصفة عامة والشعر السعودي بصفة خاصة. وجاءت احتفالية تكريم د. محمد عبدالمطلب . كما يقول د. عبدالناصر هلال بمثابة رد الجميل لهذا الرجل الذي أضاف لجائزة الملك فيصل العالمية حيث استشعر الجميع المصداقية في الجائزة بعيدا عن المجاملات والحسابات الخاصة التي تحكم معظم الجوائز في وطننا العربي. التكريم شارك فيه أدباء ونقاد من كل الاتجاهات. وبدأ اللقاء بحديث رفيق دربه د. يوسف نوفل الذي كشف كثيراً من أسرار حياة د. عبدالمطلب العليمة والإنسانية . وتوقف عند محطات مهمة في تاريخه. وقدم بانوراما متكاملة تكشف شخصية هذا الناقد والمفكر عبر علاقته به التي استمرت سنوات طويلة. وقدم مجموعة من الحاضرين شهادات تتعلق بالجانب الإنساني والنقدي والأكاديمي للدكتور عبدالمطلب. حيث عرج د. علاء رأفت عميد كلية دار علوم القاهرة علي مواقف د. عبدالمطلب الشجاعة نحو أبنائه في لجان الترقيات . وشارك د. عبدالناصر حسن رئيس قسم اللغة العربية بآداب عين شمس بشهادة عدد فيها الأدوار التي يلعبها د. عبدالمطلب ومآثره الكثيرة علي تلامذته . ومن جامعة طنطا أسهب د. محمد دسوقي في ذكر فضائل استاذه عند مناقشة رسالته للدكتوراه. وقدم اسامه البحيري من نفس الجامعة شهادة عميقة تعلقت بدور د. عبدالمطلب ورعايته له في تنمية قدراته في التعامل مع التراث والمعاصرة. وتوالت الشهادات من خلال د. عبدالله عبدالحليم وكيل آداب حلوان . والشاعر الكبير رفعت سلام الذي عرج علي فكر عبدالمطلب المستنير في تعامله مع نصوص الحداثة . وكيف استطاع أن يخلق حالة من التواصل بين النصوص الجديدة التي تنغلق علي كثير من القراء وبين الباحثين الطامحين لفك مغاليق الشعرية المغايرة للسائد والمألوف . وتساءل الكاتب محمد الشافعي لماذا لم تنجب دار العلوم شخصية أخري مثل د. عبدالمطلب تصالح بين الأصالة والمعاصرة. كما شارك في اللقاء د. عشري محمد . ود. صفوت البردان من اليمن . ود. عبدالله رمضان . وكذلك الفنانة داليا عبدالوهاب التي قدمت محموعة من أغاني أم كلثوم وعبدالمطلب . وكذلك الموسيقار د. ناجي نجيب الذي قدم مجموعة من الألحان والأغاني.