علي الرغم من جرأتها وشهرتها بتجسيد أدوار الإغراء السينمائية.. إلا أن الكثيرين لا يعلمون أن الفنانة "ناهد شريف" نشأت في أسرة تربيتها منضبطة وعسكرية.. فهي الابنة الوسطي لضابط شرطة.. لكنها دخلت عالم الفن من خلال مأساة تعرضت لها في حياتها. اسمها الحقيقي "سميحة محمد زكي النيال" توفيت والدتها يوم زفاف شقيقتها الكبري عندما كانت في الثامنة من عمرها.. الأمر الذي أصاب ناهد بحالة اكتئاب نفسي شديد وحاول الأب إخراجها منها بمساعدة الشقيقة الكبري إلا أنها لم تشعر للحياة بطعم.. وازدادت نفسيتها سوءا مع وفاة والدها بعد عامين من وفاة الأم! الشيء الوحيد الذي أخرجها من حزنها وحالتها النفسية المتدهورة هو اتجاهها لعالم الشهرة والأضواء ليتحول اسمها إلي "ناهد شريف" وتنطلق في سماء الفن وما ساعدها علي ذلك اقترانها بالمخرج السينمائي "حسين حلمي المهندس" الذي أخرج لها مجموعة أفلام.. وبذلك لم يساهم بشكل كبير في تحقيق نجوميتها فقط.. وإنما منحها قلبه أيضا وتزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما.. واشتهرت في بداية عملها الفني بدور الفتاة المغلوبة علي أمرها والتي تعيش مأساة وأزمة في حياتها وهو ما كان يناسب نفسيتها الحزينة وقتها.. فتفوقت ولفتت أنظار الجماهير وسرعان ما وقع الانفصال وبهدوء بعد فترة زواج قصيرة.. حاولت ناهد بعدها التقرب من نجوم السينما وكان الفنان "كمال الشناوي" الأقرب لها رغم أنه يكبرها بعشرات السنين.. وتوطدت العلاقة بينهما خاصة بعد أن مثلت أمامه بطولة فيلم "تحت سماء المدينة" ثم أنتج لها "نساء الليل" وحصلت عنه علي جائزة التمثيل الأولي.. بعدها قررا الزواج بشكل سري لأن الشناوي كان متزوجا ولم يكن يرغب في الانفصال عن زوجته.. وبالفعل عاشا سويا ولكن مع مرور الوقت شعرت بالملل وضاقت من دور النصف زوجة فاتفقا علي الطلاق عقب قيامها ببطولة فيلم بتمويل لبناني صورته في الكويت اسمه "ذئاب لا تأكل اللحم" أثار ضجة لظهورها فيه عارية وتعرضت بعده لأبشع النحوت والألفاظ والتهم.. وبسببه ابتعدت عن الأضواء لفترة ثم تزوجت من صاحب ملهي لبناني وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "لينا".. ثم تعرضت لصدمة كبيرة بعد معاناتها من آلام المرض الخبيث وأجرت جراحة خطيرة في السويد لكنها لم تستطع استكمال العلاج لنفاد النفقات اللازمة لإقامتها واضطرت للعمل قبل الشفاء فأرهقت نفسها بينما زوجها تخلي عنها ولجأت إلي السفارة المصرية بلندن وتخلصت منه بالطلاق.. وبعد أن أكد الأطباء استحالة شفائها عادت إلي القاهرة ودخلت مستشفي القوات المسلحة بالمعادي وقضت به أياما معدودة لترحل بعدها عن عالمنا في 7 أبريل 1981 عن عمر يناهز 39 عاما تاركة صورتها باستغلال جسدها فنيا في ذهن المشاهد الذي لا يعلم شيئا عن المآسي التي عانت منها في حياتها!..