شبح العنوسة أصبح يطارد ملايين الشباب والبنات في مصر.. بعد ان كشفت الاحصاءات الرسمية لعام 2015 زيادة الشباب والفتيات الذين تجاوزت أعمارهم ال 35 عاماً ولم يتزوجوا حتي الآن.. حصلوا علي لقب "عانس" ولا شك ان هذه الظاهرة الخطيرة لها عواقب وخيمة وتعد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الأسر المصرية..وأدت الي انتشار الزواج العرفي ودفعت بالشباب الاقبال علي ادمان المخدرات. تقول د. زينب شاهين- أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة: ان ظاهرة العنوسة باتت من أهم التحديات التي تواجه مصر حيث تشهد ارتفاعاً عاماً بعد آخر ويقدر عدد العوانس في مصر بأكثر من 13 مليون عانس من الجنسين وهناك حوالي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج بدون زواج وهذا الرقم مرشح للتزايد بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها مصر منذ سنوات. تؤكد أن من أهم عوامل القضاء علي العنوسة والحد منها في مصر ضرورة ايجاد حلول مبتكرة للتشغيل والتوظيف وفتح أسواق جديدة لفرص العمل لتحقيق دخل مستقر يمكنهم من الارتباط والعيش بشكل مستقر. وتضيف د. سامية الساعاتي- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة: الفتاة العانس تعيش في أغلب الأحيان أسيرة مجموعة مختلفة من المشاعر السلبية التي قد تؤثر في شخصيتها اذا تجاهلتها ولم تحاول علاجها وتتمثل في عدة نقاط أولها الميول العدوانية نحو النساء المتزوجات وقد يحدث هذا في الحالات المتأخرة من العنوسة مع وجود العديد من النساء المتزوجات في محيط علاقات العانس من أخوات أو أقارب أو أصدقاء ويزيد الأمر سوءاً عندما يصاحب ذلك ابتعاد من المتزوجات تجاه الفتاة العانس خوفاً منهن بأن تؤثرن علي أزواجهن.. والأمر الثاني الميل نحو الانعزالية ويحدث هذا في أغلب حالات العنوسة خوفاً من نظرة المجتمع السلبية لها فتنطوي الفتاة علي نفسها وتقل صديقاتها تدريجياً.. والأمر الثالث التمرد علي الأسرة لشعورها ان لأسرتها دوراً في مشكلتها سواء من الأب الذي لم يسع لتزويجها أو عارض زواجها ورفض من تقدم لها من الشباب لأسباب متعلقة بالمهر أو خلافه والأمر الرابع النزعة التشاؤمية من الحياة والشعور بالاحباط المستمر وتزداد هذه النزعات مع تقدم العمر وتأخر سن الزواج. وتقول د. سهير سند- استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: اعتقادي ان أحد أهم الاسباب للعنوسة هي رفض المتقدم للزواج إما أن يكون ليس علي قدر المقام أو ان "أصله وفصله" ولا يتناسب مع عائلة الفتاة. تضيف د. سهير ان بعض الفتيات يرفضن الزواج بحجة إكمال الدراسة في الجامعة وربما تفشل في بعض سنوات الدراسة فتتخرج وهي في سن كبيرة ويمر عليها العمر وهي لا تشعر حتي يفوتها قطار الزواج. وتقترح أن تتدخل الدولة من خلال الحد من مشكلة بطالة الشباب وكذلك منح تيسيرات للراغبين في الزواج بحيث توفر شقة لكل عروسين بأسعار مخفضة وفي متناول الشباب حديثي التخرج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العديد من الفتيات والشباب أيضاً!! وتقول سامية عبدالمقصود- خبيرة تنمية بشرية ان من أهم أسباب العنوسة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع فالعديد من الشباب بلا وظائف ولا شقق وأسعار الوحدات السكنية أصبحت خيالية بالاضافة الي ارتفاع أسعار الأثاث والأجهزة الكهربائية بينما الشاب لا تكون لديه أي امكانيات مادية للزواج. أكدت ان الحل لمن أراد الحل ومن أراد القضاء علي هذه المشكلة ان يسهل هذا الأمر بالابتعاد عن المغالاة والتفاخر.. مما يؤدي الي الحد من هذه الظاهرة الخطيرة. أشارت الي أن هناك العديد من الأسر بدأت تتجه الي زواج بناتها بزوج متزوج مادام يوفر لها جميع الامكانيات التي ترغب فيها ابنتهم وهذا الحل يخص الأسر فقط دون النظر الي المشاكل التي تترتب عليها من أهل الزوجة الأولي. ويضيف د. أحمد جمال ماضي أبوالعزائم- استاذ الطب النفسي: هناك عوامل مجتمعية طرأت علي مجتمعاتنا بالنظر الي المادة في كل شيء مضيفاً أن تلك النظرة أصبحت هي المتحكم في الزواج. أوضح ان غالبية أولياء الأمور لم ينظروا الي شكل المتقدم للزيجة ولكن أصبحت القدرة علي توفير حياة مرفهة هي أهم الأولويات. أضاف ان ازدياد ظاهرة العنوسة كارثة اجتماعية خطيرة لابد ان يساهم الجميع في حلها والتوعية بأهداف الزواج الحقيقية بعيداً عن الأحلام والماديات قائلاً: الوضع مخيف خاصة ان الفتاة التي تطاردها العنوسة دائماً ما تشعر بالحرمان والاحساس بالغربة وربما يدفعها ذلك الي الانتحار والتخلص من حياتها. مع البنات والفتيات * تقول ماجدة أحمد- بكالوريوس تجارة: مشكلة العنوسة ليست في مصر فقط وانما في جميع دول العالم والسبب الرئيسي تضاعف عدد البنات عن الأولاد وهذا من علامات الساعة لذلك فإنني أؤيد تعدد الزوجات. * هدي محمود- بكالوريوس تربية فنية: ارتفاع الأسعار والخوف من المشاكل بعد الزواج والطلاق هم بعبع" العنوسة فبعض البنات الأهون عندهن لقب عانس عن مطلقة كما ان شباب اليوم لا يتمتع بالقدرة علي تحمل مسئولية أسرة كاملة. وتضيف ناريمان شعبان- ليسانس آداب: إنني مررت بتجربة صعبة.. حيث تمت خطوبتي علي ابن عمي ويعمل محاسباً في احدي الشركات الخاصة ولكنه أصيب بمرض "سرطان بالدم" ومات فجأة.. ولكن هذه الأزمة استمرت لفترة طويلة.. ومازالت مستمرة لرفضي للارتباط بأي شخص آخر.. وأطلق علي لقب "عانس". وتؤكد ان السعادة الزوجية ليست في التباهي والتفاخر ولكن لابد من التوافق بين الزوجين ولو بأبسط الأشياء.