عاشت مصر يوماً مشهودا بكل المقاييس عندما مثل الرئيس المخلوع حسني مبارك أمام محكمة الجنايات في قفص الاتهام لكي يستمع إلي التهم الموجهة اليه والتي نفاها جميعا وهو في كامل وعيه.. ورغم قوة الدفاع عن المتهمين التي تمثلت في عدد كبير من المحامين المخضرمين إلا أن ذكاء القضاء المصري وقوة رئيس هيئة المحكمة يؤكد إنه لن يفلت من العقاب. أجمع المواطنون علي أن هذا اليوم يعد يوما تاريخيا في مصر وأنها تتجه إلي تحقيق دولة جديدة تعتمد علي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. يقول أحمد عبدالعزيز "موظف بالشركة المصرية للاتصالات": توقعت أن يتم تأجيل المحاكمة إلي موعد آخر. لأن الجلسة الأولي دائما ما تكون جلسة لمراجعة الإجراءات وترتيب المحامين والمدعين. أضاف محمد إبراهيم مأمور ضرائب أن مثول الرئيس المخلوع امام المحكمة يؤكد أن المجلس العسكري صدق في وعوده للمواطنين ولأسر الشهداء بإجراء محاكمة عادلة ونزيهة وبشفافية لقتلة المتظاهرين مشيرا إلي عدم تخوفه من أي محاولات للمراوغة من قبل فريد الديب محامي مبارك والتي بدأها بتأجيل المحاكمة إلي منتصف الشهر الجاري. فهو يحاول الاطلاع علي كل ثغرات ومخارج القانون لإنقاذ موكله إلا أنه في النهاية سوف يأخذ جزاءه ونحن نريد القصاص منه حتي نستريح وتهدأ نفوس أمهات وأسر الشهداء. أشارت غادة رءوف وهناء عبدالمحسن موظفة ببنك التنمية الصناعية إلي انه رغم قسوة المشهد الذي رأيناه في المحكمة ومثول الرئيس السابق امام المحكمة وهو علي سرير المرض إلا أنه من الضروري ان يكون حكم المحكمة وقرارها سريعا بدون الدخول في سلسلة طويلة من التأجيلات. يري حسين محمد "موظف بمصلحة السجون" ان يوم محاكمة مبارك أمس يعتبر عيدا للشعب المصري لأنه يحقق عدالة كبيرة للشعب. تقول ليلي أحمد صبري.. عضو مجلس إدارة جمعية المرشدات وسامية ابراهيم مفوضة بالتربية والتعليم ان المحاكمة في حد ذاتها لرئيس دولة سابق تعتبر محاكمة تاريخية ومن الاولي استرجاع كل الممتلكات والاموال التي نهبها رموز النظام السابق. يشير كل من محمد الفولي معاش وماجدة عبدالفتاح "موظفة" بوزارة الثقافة إلي انه من المهم اعادة الاموال التي سرقها مبارك من قوت الشعب. أضاف مبروك قطب رئيس الاقسام المركزية بشركة سكك حديد مصر ان المصريين لا يريدون أي اموال لانهم متأكدون من صعوبة عودتها الا انهم يريدون القصاص من قتلة الشهداء الذين اغتالوهم بالرصاص بدون ذنب واهدروا كرامة المصري في كل مكان يذهب فيه ولانهم باعوا البلد لاسرائيل وخصخصوا شركاتها بأرخص التراب. يشير دريد سليم اخصائي اجتماعي إلي أن جميع المتهمين عليهم اعادة أموالنا وحقوقنا المسلوبة. الشيخ شحاتة أحمد علي قال لقد وقفنا مع الثوار يوم 28 يناير من أجل هذا اليوم الذي انتظرناه كثيرا منذ خلصنا مبارك وأعوانه من حكم مصر الذي ظل 30 عاما جاسما علي انفاسنا واليوم حضرنا لنشاهد بأعيننا آية الله سبحانه وتعالي من هذا الفرعون الذي غرته قوته وسلطته ولم يرحم ضعيفا ولا مسكينا ويتم محاكمته ليكون عظة لكل من تسول له نفسه الاستهزاء بالشعب المصري العظيم ولكل من يأتي خلفه ويري هذه الموعظة الذي قلما تحدث في التاريح. أضافت المهندسة رباب مدحت يوسف: لقد حضرت اليوم لأقول إلي الذين ينزلون التحرير علينا ان نثق في قيادات مصر الذين يحمون البلاد من البلطجية والاطراف المأجورة من الخارج التي تريد تدمير مصر لا أن نخرج عليهم يوميا بمليونيات تعطل العمل والانتاج وتساعد العدو الصهيوني في الوصول لمخططه في القضاء علي مصر كذلك أقول لمؤيدي مبارك دعوا القضاء يعمل ولا تضغطوا عليه بمظاهراتكم. أكد الشيخ محمد أحد الدعاة الأزهريين: نحن مع القضاء العادل ولا نملي ارادتنا عليه ونناشد من يطالبون باعدام مبارك ومن يطالبون بالافراج عنه ألا يتدخلوا في شئون القضاء المصري. قال محمد السعدني المحامي: أناشد الشعب المصري عدم التدخل في شئون القضاء فالقضاء المصري شامخ ولن يحيد عن الحق وأرجو ابناء الشعب الا يطالبوا باعدام أو براءة مبارك فهذا تدخل في صميم عمل القاضي ومن الممكن ان يضر بسير القضية. وقد استطلعت المساء آراء المواطنين في محاكمة مبارك ونجليه أما صبحي زكي صاحب شركة بطاريات سيارات فيقول انه في غاية السعادة والفخر وهو يشاهد أكبر رأس في الدولة وهو يحاكم مثله مثل أي متهم وفي محاكمة علنية. وهذا يرسخ مبدأ العدالة لدي الجميع. أضاف أسامة سلامة خفاجي محاسب بشركة سياحية بميدان التحرير أن مشاهده حسني مبارك وراء قفص الاتهام حدث تاريخي بكل المقاييس وحتي الآن انا غير مصدق ما أراه بعيني. وأري أن الفضل في هذا يعود للمجلس العسكري الذي أوفي بعهوده للشعب المصري كما ان القضاء المصري العادل سيظل شامخا وعن خلو الميدان من المارة قال ان هذا أمر طبيعي فالكل حريص علي متابعة هذا الحدث الفريد. أكد حسن بلال صاحب محل ملابس بالعتبة وأيمن عرابي فني لحام ومحمد سعيد أن المحاكمة وضعت مبدأ هاما كنا نسمعه من الحكومات السابقة ولم يتحقق وهو مبدأ الشفافية والوضوح فكل ما يتم بشكل علني وامام الجميع يقطع الطريق امام المشككين في دور المجلس العسكري وفي القضاء المصري الشامخ. أضاف سمير سامي أن التاريخ سطر تلك المحاكمة بحروف من ذهب. أشارت سمية حسين "موظفة" ومحمد ماهر "عامل" وأماني ابراهيم إلي ان رؤية مبارك داخل قفص الاتهام كانت بمثابة الحلم البعيد المنال الذي تحقق مؤكدة انه لابد من تعليق الاعتصامات والاضرابات بعدما تحققت معظم مطالب الثوار.