شهدت ثاني جلسات محاكمة طارق عبدالرازق حسن "37 سنة" صاحب شركة استيراد وتصدير وضابطي الموساد الإسرائيلي الهاربين "ايدي موشيه" و"جوزيف ديمور" المتهمين بالتخابر والتجسس لصالح إسرائيل والإضرار بالمصالح القومية للبلاد حواراً مطولاً بين الجاسوس والمستشار جمال الدين صفوت رئيس المحكمة اطمأن خلاله المتهم أنه سيخضع لمحاكمة عادلة ونزيهة حيث أكد له رئيس المحكمة أنه بين أيدي قضاء مصر العادل وأنه سيحصل علي كامل حقوقه في الدفاع عن نفسه وسيتم تلبية جميع طلباته هو ومحاميه. نصحت المحكمة المحامي الجديد الذي اختاره المتهم بعد تنحي محاميته السابقة عن القضية في الجلسة السابقة بقراءة ودراسة أوراق القضية جيداً والاطلاع علي كل كبيرة وصغيرة تخص الدعوي لصالح موكله لتحقيق العدالة الكاملة. أكد طارق خلال حديثه مع رئيس المحكمة أن لديه طلبات جوهرية في القضية فنصحه القاضي بالتشاور مع محاميه قبل ابداء أي طلبات أو الاطلاع علي القضية لأن ذلك قد يضر بموقفه فيها وعندما صمم "طارق" علي ابداء رأيه طلب رئيس المحكمة من محاميه التشاور معه في الطلبات وقام خلالها المتهم بتدوين بعض الملاحظات والطلبات التي سيتقدم بها الدفاع للمحكمة. أكد محمود عبدالحميد الطحيوي محامي المتهم انه لم يدرس القضية بعد وليس له أي سابق معرفة بالمتهم وأهليته ولا يعرف لماذا طلبه هو بالذات للدفاع عنه ورجح المحامي أن يكون بعض الاشخاص الذين يعرفونه قد رشحوه للمتهم وأنه علم بطلب المتهم للدفاع عنه من خلال وسائل الإعلام المختلفة وأنه بعد أن يدرس القضية باستفاضة سيحدد موقفه وإذا ثبت لديه أن الاتهامات الموجهة إليه بالتخابر والتجسس لصالح إسرائيل صحيحة فإن موقفه بالتأكيد سيتغير لأن هذه الجريمة من ابشع الاتهامات وتستحق اشد العقاب.. قال من خلال المعلومات العامة التي جمعها من وسائل الإعلام المختلفة فالقضية بها الكثير من الثغرات ربما تصب في صالح موكلي ومنها أن المتهم تقدم ببلاغ للسفارة المصرية في بكين بتعرضه لمحاولة تجنيده من جانب اشخاص لا يعرفهم مما يدل علي ان موكله كان حسن النية ولم يسع لتلك الجريمة البشعة. أكد المحامي أنه بعد الجلسة القصيرة التي عقدها مع موكله داخل حجز المحكمة شعر أنه يتمتع بذكاء كبير وخبرة قانونية وثقافة عالية ومتزن نفسيا موضحاً أنه أكد لي براءته من تلك التهمة الملفقة وأن اعترافاته جاءت نتيجة اكراه. قال إنه سيتوجه غدا إلي محكمة الاستئناف للحصول علي صورة مجانية من الملف الكامل للقضية طبقا لقرار هيئة المحكمة وسيعكف علي قراءته بكامل تفاصيله حتي يتسني له تحديد الطلبات في الجلسة القادمة. تتسلم محكمة أمن الدولة العليا طوارئ برئاسة المستشار جمال الدين صفوت رشدي وعضوية المستشارين محمد طه ومحمود المورلي وأمانة سر محمد عبدالعزيز وصبحي طعيمة بجلسة 22 فبراير القادم تقرير الطب الشرعي المفصل عما إذا كان المتهم به اصابات أو آثار تعذيب من عدمه وسببها وتاريخ حدوثها والاداة المستخدمة في ذلك. كانت المحكمة قد عقدت جلستها في الساعة الحادية عشرة صباح أمس وسط حراسة أمنية مشددة وغير عادية أشرف عليها اللواءان عابدين يوسف مساعد وزير الداخلية مدير أمن حلوان وحسن السوهاجي مدير الادارة العامة لمباحث حلوان والعقيد عادل الشافعي رئيس مباحث الوحدات والمقدمون طارق مهران وامجد عثمان رئيسي مباحث أول القاهرةالجديدة ومحمد زرد قائد حرس المحكمة. في بداية الجلسة سألت المحكمة المتهم عما إذا كان هذا هو المحامي الذي اختاره للدفاع عنه فأجاب: نعم وقامت المحكمة بفض أحراز القضية والتي احتوت علي حقيبة "سيمسونايت" مخصصة لحمل جهاز كمبيوتر محمول وأكد المستشار طاهر الخولي محامي عام أول نيابة أمن الدولة العليا بأن الحقيبة تحتوي علي مودم سرية وجهاز كمبيوتر محمول به برنامج مشفر "وفلاش ميموري" والتي تم ضبطها بحوزة المتهم وهي معدة للتخابر وتسلمها المتهم من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي وتم تدريبه عليها. قال ممثل النيابة أن الاحراز تحتوي علي المراسلات التي تمت بين المتهم وضابطي المخابرات بالموساد الإسرائيلي و"إيميلات" عبر البريد الإلكتروني تتضمن الاسئلة التي كان يتوجه بها المتهم إلي ضابط سوري سبق تجنيده منذ 15 عاما لصالح الموساد وان المتهم تردد علي سوريا حوالي عشر مرات خلال السنوات الثلاث التي تم تجنيده فيها. وتضمنت الاحراز 3 مظاريف مختلفة الحجم تحتوي علي جواز سفر باسم المتهم طارق عبدالرازق حسن والصادر في 9 أغسطس 2009 وينتهي في 2016 ويحمل رقم 8948648 كذلك تقرير مكون من 351 ورقة خاص بتفريغ ما يتضمنه جهاز الحاسب الآلي و"الفلاش ميموري" والإيميلات وتقرير مكون من 26 ورقة خاص بتفريغ التليفون وأرجأت المحكمة الاطلاع علي ما تتضمنه الاحراز من بيانات ومعلومات لحين اطلاع الدفاع علي أوراق القضية.. طلب المتهم من المحكمة بعد التشاور مع محاميه داخل حجز المحكمة بعرضه علي الطب الشرعي لبيان ما به من اصابات وتاريخ حدوثها وسببها والاداة المستخدمة فيها بعد ان ادعي تعرضه للاكراه اثناء التحقيقات معه وشكك المتهم في الاعتراف المنسوب له امام النيابة مشيراً إلي أنه تعرض للضرب كما طلب الطعن بالتزوير في توقيعه في الاقرار المنسوب إليه واعترافه بجريمته في بكين وأكد توجهه للسفارة المصرية ببكين وابلاغها شفهيا بأن لديه شكوكاً في بعض التجار اللبنانيين والسوريين بأنهم كونوا عصابة دولية للاتجار في الاعضاء البشرية والنفايات ثم فوجئ بهذه القضية التي انكرها تماما امام رئيس المحكمة. وطلب طارق من المحكمة انتداب احد الخبراء الفنيين لفحص جهاز الكمبيوتر المضبوط بحوزته وتفريغ المحتويات الموجودة به وبيان ما إذا كانت هناك معلومات تم اضافتها إليه من عدمه مؤكدا انه لم يكن يحتوي علي أية معلومات عن أي دولة.. إلا أن المحكمة لم تستجب لهذها الطلب لأن هذا الجهاز معقد تماما وتستخدمه اجهزة المخابرات في العالم ويحتاج إلي خبير متمرس لفتحه وأنه إذا ارتأت المحكمة تفريغ ما بالجهاز من معلومات فإنها سوف تنتدب احد خبراء الأمن وأن ذلك سيكون في جلسة سرية داخل غرفة المداولة لأنه يحتوي علي معلومات سرية عن دولة عربية شقيقة وذلك حفاظا علي أمن هذه الدولة العربية. أكد المحامي عبدالعزيز محمد عامر الموكل من اهل المتهم للدفاع عنه بأنه سيحضر كل جلسة لمتابعة المحامي الذي اختاره المتهم وعندما يجد أن هناك تخاذلا في الدفاع عن المتهم سوف يتدخل وذلك وفقا لما اكدته المحكمة.. أضاف المحامي أنه تقدم بشكوي لنقابة المحامين ضد المحامية عصمت عقل والتي تنحت عن القضية في الجلسة السابقة بعد اتهامها لموكلها بالخيانة موضحا انها بذلك اصدرت حكما مسبقا علي المتهم يعاقب عليه تأديبيا امام نقابة المحامين. حول الجلسة * حضر المتهم وسط حراسة امنية مشددة من الباب الخلفي للمحكمة وأودع داخل القفص في الساعة العاشرة والنصف صباحا وبمجرد رؤيته للمحامي ابتسم له بشدة وأخذ يتحدث معه لبضع دقائق قبل بدء الجلسة. حضر المحامي الذي اختاره المتهم متأخرا بعض الوقت حتي ظن البعض أنه لن يحضر.. ونبهت عليه المحكمة بالحضور مبكرا. * لم يحضر احد من اهالي المتهم الجلسة للمرة الثانية وكذلك لم يحضر ممثل من السفارة الإسرائيلية للدفاع عن ضابطي الموساد الإسرائيليين. * بدأ المتهم متوترا قلقا منفعلا طوال الجلسة وظل يمشي في قفص الاتهام ولم يقف لحظة وا حدة. * عندما دخل محامي المتهم إليه في القفص للتشاور في طلباته تحدث إليه بهمس شديد وقام بتدوين طلباته بورقة. دار حديث باسم بين المتهم ورئيس المحكمة عندما أكد "طارق" لهيئة المحكمة أنه تعرض لإكراه شديد جعله يوقع علي الاعترافات قائلاً لرئيس المحكمة: "لو كانوا قالوا لي أمضي علي أنك زعيم القاعدة.. كنت همضي" فرد عليه رئيس المحكمة مبتسماً "لا تقل هذا.. أحسن بن لادن يزعل منك". * ابتسم المتهم بعدما استجابت المحكمة لطلباته اثناء ترحيله إلي محبسه.