لسنا سعداء في مصر بوصول الإرهاب إلي قلب العاصمة التركية أنقرة.. وسقوط 28 قتيلاً و45 مصاباً في انفجار سيارة عسكرية وسط العاصمة بالأمس. أكرر أننا لسنا سعداء بهذه الدماء التي أريقت.. وأزهقت خلال هذا العمل الإرهابي أرواح أبرياء. فدم أي انسان حرام ما لم يكن بحق مشروع. ونحن المصريين نعزي إخوتنا في تركيا. ونؤكد أننا نتضامن معهم. وعلينا جميعا أن ننبذ هذا العنف غير المبرر. ولابد أن تتكاتف كل شعوب المنطقة لدحر أي عمل إرهابي يستهدف مواطنين لا ذنب لهم ويترك وراءه نساء ثكلي وأطفالاً يتامي. هذه مشاعر الشعوب التي يجب أن تسود.. لا فرق بين تركي وإيراني ولا بين مصري وعراقي.. ولا بين سوري ولبناني.. ولا بين أبناء الوطن العربي جميعا من أقصاه إلي أقصاه. مسئول أمني تركي قال لفضائية "سكاي نيوز" عربية: ان الدلائل الأولية تشير إلي أن حزب العمال الكردستاني هو المسئول عن تفجير أنقرة الذي استهدف رتلا عسكريا وراح ضحيته عدد من الأشخاص وأصيب عدد آخر. قال موقع "ترك برس" ان التفجير الذي وقع في العاصمة التركية الليلة الماضية استهدف سيارة عسكرية تابعة للقوات البرية التركية.. مشيرا إلي أن الشرطة التركية أغلقت الشوارع المؤدية إلي مكان الانفجار القريب من مقر القوات البرية في العاصمة أنقرة. لكن السؤال الذي يجب أن يطرح حول هذا الحادث الإرهابي هو: هل حزب العمال الكردستاني هو بالفعل وراء هذا الحادث؟! أم أنه مجرد تخمين من مسئول أمني تركي لوجود علاقات متوترة بين حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبين الحزب الكردستاني؟! لماذا لم يطرح المسئول التركي احتمال أن يقوم تنظيم "داعش" الإرهابي بهذا العمل ليزيد الموقف توترا في منطقة الشرق الأوسط برمتها؟! لماذا لا يتصور أردوغان أن "الوحش" الإرهابي الداعشي الذي رعاه وشجعه وسانده أدبياً وسياسياً ومادياً وعسكرياً قد انقلب عليه وعلي أفراد جيشه؟! العقل والمنطق يقولان انه كلما غذيت "الوحش" ونفخت فيه حتي تضخم فإنه بالطبع ينقلب علي صاحبه.. وكما أرهق شعوبا أخري في المنطقة فقد جاءا الدور علي تركيا لتشرب من نفس الكأس!! لن ننسي أن تركيا ومعها قطر كانتا وراء الزحف "الداعشي" الذي بدأ هجماته في العراق ثم سوريا ثم ليبيا وأمد "تنظيم بيت المقدس" في سيناء بالسلاح والأموال!! وكانت كل من تركياوقطر مقرا لزعماء جماعة الإخوان الهاربين من مصر يديرون فيها المؤامرات ضد شعب مصر وأمنه واستقراره!! ونحن إذ كنا لا نفرح لسقوط ضحايا أتراك فإننا في نفس الوقت نتمني ألا ينتقل الإرهاب إلي الشعب القطري الشقيق. هل وثقت تركيا الآن أن الإرهاب الذي شجعته قد طالها؟!.. وهل تؤمن قطر أنها ستكون بمنأي عنه طال الزمن أم قصر؟! أرادت الدولتان أن تفتتا الوطن العربي لصالح مؤامرة مستمرة علي شعوبها.. لكن الشعوب لا تموت مادامت لديها إرادة الحياة. نقول لأردوغان: "اعمل كما شئت فكما تدين تدان".