اسمه عبدالله وعتيق. أول من أسلم من الرجال. وأول العشرة المبشرين بالجنة. وكان عالماً بأنساب العرب. وكان صاحب النبي قبل الإسلام وبعده. وهو أبو عائشة الصديقة زوج النبي صلي الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سموات. وهو من قبيلة تميم. وكان من أغني التجار. وأنفق ماله كله علي دين الله. وكان رجلاً مليارديراً. إذ كان يملك قبل الإسلام ثمانين أوقية من الذهب الخالص. أي حوالي مائة كيلو ذهب. غير الإبل وأنواع التجارات. وقال ر سول الله لأصحابه: "ما منكم من أحد فعل فيَّ معروفاً إلا وكافأته به إلا هذا الرجل. أسأل الله أن يكافئه ولقد أنزل الله فيه قرآناً. فقال تعالي: "وسيجنبها الأتقي. الذي يؤتي ماله يتزكي. وما لأحد عنده من نعمة تجزي. إلا ابتغاء وجه ربه الأعلي. ولسوف يرضي". مات أبي بكر وليس عنده إلا حبل يلفه علي وسطه. وبعض ديون علي الناس. وفي غزوة العُسرة جاء بماله كله لرسول الله. فسأله الرسول: "ماذا تركت لأهلك؟" قال: تركت لهم الله ورسوله" وقال الله تعالي في أبي بكر أيضاً: "ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" وهو ليس ثاني اثنين في الغار فقط. بل في أكثر من موضع. فهو ثاني اثنين في الإسلام. وفي الدعوة إلي الله. وفي الإنفاق في سبيل الله. وفي إمامة المسلمين. وفي الخلافة. وفي الموت وفي القبر. وهو الصحابي الوحيد الذي نزل له سلام من الله. وهو أول من قاتل المرتدين. فقال له عمر رضي الله عنه : كيف نقاتلهم وهم يؤدون الصلاة. ويصومون رمضان. ويحجون بيت الله الحرام "فقال أبو بكر رضي الله عنه : "أينقص الدين وانا حي؟ والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" فقيال له: "كيف نقاتل هؤلاء وجيش أسامة علي الحدود مع الروم؟" فقال أبو بكر: "والله لو علمت أن أسداً ستتخطف أرجل أمهات المسلمين. ما حللت جيش أسامة. فمن كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليلقني غداً عند الحرة" فكوَّن جيشاً عظيماً بقيادة خالد بن الوليد متجهاً إلي المرتدين. فأنزل بهم هزيمة فادحة. وقتل مسيلمة الكذاب وسجاح المدعيين للنبوة من قبائل العرب. ومن أعظم أعماله أنه جمع المصحف في كتاب واحد. أسند هذا العمل إلي زيد بن ثابت ومجموعة من الصحابة المهرة بالقرآن. وهم سبعة. وهم الذين حضروا العرضة الأخيرة من فم الرسول صلي الله عليه وسلم أي أن الرسول أجازهم بقراءة القرآن علي سبعة أحرف. أو علي سبعة ألسن. وقد اشترط الصحابة الكرام لكتابة أي آية تكون مكتوبة في الرقاع. أو سعف النخيل. أو أي مخطوطة. وأن يشهد لها جمع من الصحابة أقلهم اثنين. وتم هذا العمل بحضور كبار الصحابة الحفظة.