إذا كانت "هيلاري" لم تستطع أن تملأ عين زوجها. فما الذي يجعلها تظن أنها يمكن أن تملأ عين أمريكا؟! هذه العبارة الجارحة. هي إحدي تغريدات الملياردير الأمريكي "دونالد ترامب" أحد مرشحي الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية. كتبها علي حسابه الخاص في "تويتر". والعبارة. كما هو واضح. موجهة إلي "هيلاري كلينتون" أحد مرشحي الحزب الديمقراطي في نفس الانتخابات. وفي العبارة غمز فاضح. عن علاقة الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون". زوج هيلاري. بمتدربة البيت الأبيض "مونيكا لوينسكي" خلال فترة رئاسته الأخيرة. وهي العلاقة التي شكلت فضيحة مدوية نفذ منها كلينتون بأعجوبة. وإن كانت بعض آثارها لاتزال تلاحق أطرافها. ويقولون في أمريكا. إن دونالد ترامب يحاول أن يكتسب شهرته الانتخابية من خلال بعض المواقف الفجة. علي طريقة "خالف تُعرف". والتي تجذب إليه بعض فئات من الناخبين الذين يرون في هذه المواقف نوعا من الجرأة أو البطولة. بعض هذه المواقف تكشف عن عنصرية كريهة. وتمييز مرفوض. وربما كان أبرزها تصريحاته الصادمة - حتي للبيت الأبيض والرأي العام الأمريكي - ضد المسلمين. حين طالب بمنعهم من دخول أمريكا بحجة حماية أمريكا من الإرهاب. الآن يتجه "ترامب" بتصريحاته العنصرية إلي الهجوم علي الرموز النسائية الأمريكية. رغم أنه لا يستطيع أن يفوز في أي انتخابات رئاسية بدون أصوات النساء. التي تمثل أكثر من نصف إجمالي عدد الناخبين الأمريكيين. وكان 53% ممن شاركوا في الانتخابات الماضية التي منحت "أوباما" فترة رئاسة ثانية.. من النساء. ولم تكن "هيلاري" الوحيدة التي وجه إليها ترامب تعليقاته الجارحة. "إدوارد لوس". المحلل السياسي بصحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية. جمع عددا من هذه التعليقات في مقاله الأسبوعي بالصحيفة يوم الخميس الماضي. قال "ترامب" عن الممثلة الأمريكية "بيت ميدلر". إنها غير جذابة علي الإطلاق. وقال عن أنجلينا جولي: تشعرني بأنني طفل. وقال عن منافسته في الانتخابات الداخلية في الحزب الجمهوري "كارلي فيورينا": انظروا إلي وجهها.. بالله عليكم. هل هناك من يمكن أن يعطي صوته لهذه؟ وقال عن النجمة الإعلامية "إريانا هافنجتون. إنها غير جذابة.. لا من الخارج ولا من الداخل!! أما آخر مواقفه. فكانت من ميجين كيلي. نجمة تليفزيون "فوكس نيوز". وصاحبة أجمل وجه تليفزيوني بالمحطة. فقد خططت المحطة لمناظرة انتخابية بين ترامب ومنافسه الرئيسي علي بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري. السيناتور "تيدكروز". وكان المفروض أن تقود "كيلي" الفريق الذي يدير المناظرة. لكن ترامب طلب استبعادها كشرط للاشتراك في المناظرة. واتهمها بأنها "متحيزة". لأنه لم يستطع أن يوجه إليها ما وجهه لغيرها من اتهامات بأنها غير جذابة. ورفضت المحطة طلبه. ووقفت إلي جانب مذيعتها. وأصدرت بيانا قالت فيه: إذا كان "ترامب" المرشح لرئاسة أمريكا يخشي مواجهة "كيلي" فكيف سيواجه - لو فاز - فلاديمير بوتين أو آية الله خامنئي! واليوم.. الاثنين.. يبدأ الحزب الجمهوري ماراثون التصفيات الداخلية بين مرشحيه. بإجراء أول انتخابات حزبية في ولاية "إيوا" لتحديد من يكسب.. فلننتظر لنري مصير "ترامب".