الوسط الكروي في مصر زاخر بالنجوم والأسماء اللامعة التي تركت بصمات لن يمحوها الزمان منذ عقدت اللعبة في مطلع القرن الماضي وخلدت أسماء لامعة تلألأت في سماء اللعبة من خلال المنتخبات الوطنية إلي جانب الأندية. ولعل أبناء هذا الجيل الذين لم يختلطوا أو حتي شاهدوا النجوم العظام للعبة مثل عبدالكريم صقر ومحمد الجندي وعلي الحسني وحسين حجازي ومختار التتش وأحمد منصور وعبدالرحمن فوزي وما بعدهم بعد خروج مسابقة الدوري العام في 1948 حتي كان النضج الكامل لنجوم اللعبة خلال فترة الستينيات وقبل نكسة 67 التي أضاعت جيلاً كاملاً من أفضل نجوم الكرة المصرية الذين تألقوا مع الدوري العام حتي اضطروا للاعتزال بسبب النكسة. نجوم كبار كانت لهم بصماتهم علي المنتخب وعلي أنديتهم وظل منهم حتي وقتنا هذا يتألقون في التدريب والإدارة الكروية والتعليق الرياضي من خلال أجهزة الإعلام المتعددة في وقتنا الحالي. من بين هذا الجيل الذهبي يرقد واحد من نجوم اللعبة الذي تعددت مواهبه الكروية في ناديه الأوليمبي في الحصول علي بطولة الدوري العام موسم 1965/1966 والذي تألق وكانت لفريقهم نتائج باهرة وقاهرة لأغلب الأندية حتي القطبين الأهلي والزمالك حتي توج بالبطولة. الكابتن محمود بكر أحد نجوم الأوليمبي في عصره الذهبي الذي حمل درع الدوري ومعه مجموعة من النجوم مازالت أسماؤهم تتردد حتي الآن ولم ينسهم التاريخ أمثال بدوي عبدالفتاح وعزالدين يعقوب أسرع لاعب في تاريخ الدوري. والبوري والسكران وشتا وسعيد قطب وفاروق السيد أسرع جناح وغيرهم كثيرون. وعند ذكر الكابتن محمود بكر الذي نسجد لله داعين لشفائه هو الكروي والرياضي المتعدد المواهب فهو اللاعب المدافع الصلد وهو المدرب القدير وهو الإداري الفاهم الواعي عندما تولي رئاسة ناديه ومكتشف النجوم مثل أحمد الكاس وأحمد ساري وطارق العشري ومحمد ناجي جدو. وأمام كل ذلك فهو واحد من المعلقين الكرويين القليلين الذي عندما نسمعه سواء في الإذاعة أو التليفزيون لا تستطيع أن تدير المؤشر.. حيث يصف لك المباراة وكأنك تراها وأنت تسمعها ويقرأها لك لتتوقع النتيجة قبل أن تنتهي. كل ذلك بأسلوب رشيق شيق خفيف الظل لا يدعك تترك المكان حتي تنتهي المباراة لدرجة انني شخصياً ما أترك محمود بكر في أي عمل توليته خلال عملي الصحفي إلا وأستضيف الكابتن بكر الذي جمعتني معه جلسات عمل وسمر سواء في القاهرة أو الإسكندرية أو حتي خارج مصر.. وأعترف انني بتاريخي الكبير مازلت أستفيد من تعليقات محمود بكر. ولعل مباراة مصر وهولندا في كأس العالم بإيطاليا عام 1990 كانت فاتحة خير علي محمود بكر ليتخرج منها معلقاً مرموقاً بفضل تعليقه.. خاصة عندما أطلق عباراته الشهيرة "عدالة السماء تنزل علي استاد باليرمو" بعد ضربة الجزاء التي أحرز منها مجدي عبدالغني هدف التعادل والذي مازال جمهور الكرة يتغني به حتي الآن.. لتكون هذه المباراة هي بوابة الشهرة لمعلقنا الكبير محمود بكر ليدخل عالم التعليق من أوسع أبوابه. الآن.. يرقد محمود بكر طريح الفراش ويعالج من مجموعة أمراض وفي خارج غرفة المستشفي ملايين من عشاق محمود بكر القدامي يتذكرون النجم الكروي والشباب يتعلقون بكلماته.. ويتعلمون من توجيهاته ونصائحه ويستمتعون بتعليقه عندما يتذكرونها.. والآن الكل يدعو لصديقهم ومعشوقهم بالشفاء عند الله العلي القدير أن يعود إليهم من جديد ويستمعون لصوته وهو يحلل شارحاً لهدف جميل لأحد اللاعبين.. يارب اشف لنا محمود بكر تلك الشخصية الطيبة المحترمة المؤمنة.. إنك علي كل شيء قدير.