أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مكافحة الإرهاب تتطلب تكاتف الجميع. مشيراً إلي أن الضباط تسابقوا لأداء واجبهم الوطني بالمناطق المستهدفة من الجماعات الإرهابية وهم يعلمون أن احتمالات استشهادهم تفوق فرص نجاتهم وعودتهم إلي أهاليهم وذويهم. قال الرئيس في الاحتفال بعيد الشرطة ال 64 ان أهالي الشهداء قالوا لي: أولادنا مش خسارة في مصر وهم من يشدو علي يدي. متعهداً بالثأر للشهداء وعدم التخلي عن أسرهم.. مشيداً بدور رجال الأمن في ارساء قواعد الأمن والاستقرار وأيضاً تأمين الانتخابات البرلمانية. تطرق الرئيس إلي العديد من القضايا مؤكداً أنه لايتدخل في عمل البرلمان لكن ضريبة الإصلاح ليست سهلة ويتحملها الجميع.. وأن الدولة تستهدف توفير المزيد من فرص العمل والارتقاء بمستوي معيشة المواطنين.. مشيراً إلي أنه لا مساس بمرتبات الموظفين. وفيما يلي نص كلمة الرئيس: بسم الله الرحمن الرحيم.. اليوم صعب جدا علينا جميعا. علي كل من يشاهد الثمن الذي يدفعه أولاد مصر من أجل هذا الوطن. أطالب الحضور بالوقوف دقيقة حدادا علي أرواح الشهداء. كما أطالب أسر الشهداء بالصعود بجواري علي المنصة. لقد تعمدت أن يصعدوا بجواري ليعلم المصريون من يدفع الثمن والدم من أجل بلدنا. حين كرمت أهالي الشهداء قالوا لي إن أولادنا مش خسارة في مصر.. هم من يشدون علي يدي.. لذلك أقدر سيدات مصر.. نحيي اليوم ذكري عيد من أعيادنا الوطنية المجيدة يوم يعكس معني التضحية والفداء ويؤكد علي الروح الوطنية التي يتحلي بها أبناء مصر الأوفياء من رجال الشرطة حماة الوطن. الساهرين علي أمنه واستقراره آملين في أداء واجبهم علي الوجه الأكمل وراجين رضا الله سبحانه وتعالي. إن مصر تقدر لرجال الشرطة دورهم في إرساء قواعد الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون في المجتمع المصري بما يحافظ عليه آمنا وقادرا علي مواجهة أي محاولات دخيلة للاخلال بقيمه ونظامه. لقد تضاعفت مسئوليات جهاز الشرطة في الآونة الأخيرة إذ يشارك رجاله الأوفياء في معركة مصر ضد قوي الشر والتطرف جنبا إلي جنب مع إخوانهم البواسل من رجال القوات المسلحة. يتعاونون معا لحماية حدود مصر علي الاتجاهات المختلفة. يقدمون أرواحهم فداء ليبقي الوطن صامدا شامخا وليحيا شعب مصر عزيزا أبيا متمتعا بالأمن والاستقرار. شعب مصر العظيم تحية واجبة نقدمها اليوم لشهداء الشرطة المصرية الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل مصر وشعبها تسابقوا علي أداء واجبهم الوطني في المناطق المستهدفة من الجماعات الإرهابية. وهم يعلمون تماما أن احتمالات استشهادهم تفوق فرص نجاتهم وعودتهم لأهاليهم وذويهم. نقول لذويهم ومحبيهم إننا لن ننساهم أبدا. ولن نتخلي عنكم أبدا ولن نترك أبدا ثأرهم فهم بأرواحهم الطاهرة معنا أحياء عند ربهم يرزقون.. وكما كان لرجال الشرطة الأوفياء دورهم في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن الجنائي فإن عطاءهم متواصل في مجال تقديم الخدمات المدنية للمواطنين وتيسير مختلف متطلباتهم الحياتية. كما أنهم يواصلون عملهم بدأب ويساهمون بفاعلية في بناء مصر الجديدة التي تولي احترام قيمة الإنسان وحقوقه وتقدر في الوقت ذاته رجل الشرطة ودوره المسئول وذلك في إطار من احترام القانون الذي يحكم وينظم العلاقة بين جهاز الشرطة والمواطنين. وأود هنا أن أشيد بما يقوم به جهاز الشرطة المصرية من تثقيف وتوعية لأعضائه في مجالات العلوم الإنسانية والسلوكية وحقوق الإنسان وهو ما سوف ينعكس بالايجاب علي أداء رجل الشرطة في مختلف اتجاهات عمله. كما أشيد بما يشهده جهاز الشرطة من تطوير علي صعيد زيادة الاعتماد علي وسائل التكنولوجيا الحديثة.. وأدعو إلي التوسع في استخدام تلك الوسائل في العمل الأمني ومواصلة تدريب كوادر الشرطة عليها ومواكبة مقتضيات العصر بما يساهم في الارتقاء بمستوي أداء المنظومة الأمنية ويوفر الوقت والجهد ويضمن دقتها وسلامتها ويساعد علي مزيد من إقرار الأمن والنظام ورد الحقوق لأصحابها. أبناء مصر الكرام.. إن التطورات والمتغيرات التي مر بها وطننا العزيز خلال السنوات القليلة الماضية كشفت عن مدي أهمية الأمن في حماية الأمم والشعوب كركيزة أساسية لتحقيق التقدم والتنمية علي كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأكدت تلك الظروف أن الأمن ليس من المسلمات التي يمكن توافرها في كافة الظروف وإنما يحتاج اقراره إلي عمل جاد دءوب ومتواصل للحفاظ عليه واستمراره كضرورة اساسية من ضرورات الحياة. وأوجه لرجال الشرطة الأوفياء تحية شكر وتقدير واحترام علي دورهم البناء في تأمين الانتخابات البرلمانية التي اكتمل بها البناء التشريعي والديمقراطي للدولة المصرية وأصبح لديها مجلس للنواب فكم كان دوره واعيا وأمينا وشريفا حيث وفروا بيئة آمنة مكنت الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في أمان تام وحرية كاملة. كما يطيب لي أن أشيد بالدور الايجابي البناء الذي تقوم به بناتنا من عناصر الشرطة النسائية فأوجه تحية تقدير لدورهن في المجتمع ومكافحة عدد من الظواهر الدخيلة عليه. وفي ضبط السلوك العام وحصول المرأة المصرية علي المعاملة اللائقة في الشارع المصري. لن يفوتني أن أتوجه بالتحية أيضا إلي رجال الشرطة الذين يشاركون في بعثات حفظ السلام بالخارج تحت راية الأممالمتحدة فيرفعون اسم مصر عاليا علي الصعيد الدولي. وكذلك إلي العاملين المدنيين بجهاز الشرطة علي جهودهم ومساهمتهم الفاعلة في إنجاح هذا الجهاز الوطني وضمان حسن أدائه. أبناء مصر إننا بحاجة إلي الانطلاق بمسيرة هذا الوطن التنموية. نستهدف المزيد من فرص العمل لشبابنا وللارتقاء بمستوي الدخول ومستوي المعيشة لكل أسرة مصرية. نبذل كل الجهد لتوفير ما يقدم للمواطن من خدمات ولتحسين جودتها ولكن قبل ذلك نحتاج إلي تحقيق الأمن والاستقرار لتفعيل برامجنا وتطبيق سياستنا. إن هذه الجهود والسياسات لا يمكن أن تؤتي ثمارها المرجوة دون أن نحفظ لمجتمعنا مناخه المستقر الآمن. مناخ يشجع علي اجتذاب المزيد من الاستثمارات والسياحة. يوفر فرص العمل ويتصدي للبطالة ويعطي دفعة جديدة متواصلة لحركة السوق ولشتي قطاعات الانتاج والخدمات. تحية لرجال الشرطة في عيدهم لهم منا كل الاعزاز والتقدير. تحية لشهدائنا الأبرار. تحية لمن تقاعد منهم ولمن يواصل عطاءه وتحية لشعب عظيم يساند حماة أمنه المرابطين دفاعا عن سلامة واستقرار الوطن. قبل أن اختم حديثي.. اسمحوا لي أن أوجه كلمتي لكل المصريين.. لقد طلبت منكم تفويضي لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل. وكان وقتها الكثير منا يتصور أنه بسيط ولكن شهدنا خلال العامين الماضيين حجم الشهداء الذين سقطوا ليس فقط الذين أسرهم تقف بجواري الآن. لكنهم كثيرون جدا.. أقول للمصريين ادفع من أجل الاستقرار والأمن كثيرا. حافظوا علي بلدكم من أجل دماء الشهداء. هؤلاء الناس سقطوا واستشهدوا من أجل المصريين. وأقول لأهالي الشهداء ان ما قدموه من تضحيات ساهمت في إحياء 90 مليونا لكي يعيشوا في أمن وسلام وهو ليس بالثمن القليل. أولاد الشهداء أبناؤنا جميعا.. ورب العباد وبحق كل كلمة طيبة صدرت منكم الآن لن نترككم. نقول للناس لا تضيعوا دم هؤلاء هدرا ونحن لن نسمح بأن يهدر دم الشهداء. وأقول ذلك لكي يدرك كل الناس.. أن أمن الشعوب واستقرار الدول ليس لعبة في يد أي حد. نحن مسئولون جميعا عنه. كل رب أسرة وكل بيت ليس فقط جهاز الشرطة والجيش وأجهزة الدولة ولكننا جميعا. ومن سيقصر في ذلك سيقصر في حق 90 مليونا. والد أحد مصابي الشرطة ارسل إلي استغاثة من أجل علاج ابنه. إن هذا الأمر لا يحتاج إلي استغاثة. ذلك ليس فقط حقه علينا ولكننا نبقي ناكرين للجميل وسيتم علاجه في مصر أو في أي دولة في العالم. لن نتخلي عن أبنائنا سواء شهيداً أو مصاباً. النقطة الثانية.. قلت في بداية المهمة التي وليتموني إياها إن التحديات الموجودة داخل بلادنا كبيرة. وحاولت أن أكون معكم صريحا لأنه بلدنا كلنا. قلت قبل ذلك اوعوا تظنوا بأنكم تعاملونني كرئيس. أنا واحد منكم طلبتم مني أن أخلي بالي علي هذا الوطن وبحاول أخلي بالي.. بس إحنا اتفقنا علي أن إحنا لازم كلنا نخلي بالنا. اسمعوا كلامي أنا بكلم كل المصريين.. دي بلدنا كلنا ومسئولين عنها كلنا. انا هتكلم وانا لا أتدخل في عمل البرلمان. لكن هقول كلمة بصراحة لما النهاردة يعرض قانون للإصلاح وبعدين هذا القانون من وجهة نظر نواب الشعب إنه لم يقر.. مفيش مشكلة لكن انتم تطلبون مني الإصلاح والتقدم اوعوا تفتكروا إن الإصلاح والتقدم ضريبة سهلة "لا". المسئولية بتاعة شعب مصر مسئوليتنا جميعا. ونحن نعيش ولازم نستعد اننا نوفر لأبنائنا وأحفادنا مستقبل كويس.. فالإصلاح أمانة في رقابنا قبل ما تقول الكلمة ادرس الموضوع كويس. وأنا قلت ثلاث حاجات في الموضوع ده قبل كده. أول نقطة فيها يا تري اللي ما يقرب من 7 ملايين موظف. مصر محتاجة منهم كام. محتاجة يمكن يكون مليون والستة الآخرين موجودين معا ولا مش موجودين "لا موجودين".. وهذا أول اعتبار لأن وراء منهم أسرا نحن حريصون عليها إننا نكون كلنا مع بعض. والنقطة الثانية: هل ياتري مرتبه هيقل؟ "لا وهذا ثاني اعتبار". والثالث: قلت يا تري الأموال أو الزيادات المفترضة هيتم حسابها ولا لأ. الثلاثة دول. لكن غير كده. أنا بكلم كل الناس اللي بتسمعني بصراحة. أنتوا بتكلموا الدنيا كلها. الدنيا كلها ظروفها الاقتصادية صعبة. ومصر مش بعيدة عن الصعبة دي. وأنا هقول كلمة لكن أرجو إن الناس "متقولهاش". لو قلتلكم تعالوا نتنازل شوية لأجل خاطرها هتقول إيه. وأنا بقول الكلام ده عشان هي أمانة في رقبتنا. لا هي بالمجاملة أو بالمزايدة الشعوب بتحيا. ولكن الشعوب بتحيا بالاخلاص وبالأمانة والشرف والتصدي والتضحية والصبر والجلد لكن غير كده لأ. وأنا بقول الكلمتين دول محدش يتصور إني بانتقد حد. لكن أنا حبيت أقول عشان انتوا حملتوني المسئولية هنا وأنا لوحدي مقدرش. وأنا قلتلكم إحنا كلنا مع بعض مشاركين فيها. وأوعوا تفتكروا إن الأمر يسير وسهل. إحنا 90 مليونا.. وجوانا ناس قاعدة تؤذي فينا وتدمر فينا. خلي بالكم. وأنا خلصت كلامي كده. واسمحوا لي أني لا أتدخل في الشأن الداخلي لأشقائنا في تونس لا أتدخل. لكن بقول لهم لكل الشعب التونسي الظروف الاقتصادية صعبة جدا علي كل العالم حافظوا علي بلدكم. خلوا بالكم من بلادكم. وانا بقول الكلمة دي دلوقتي عسي أن الحق سبحانه وتعالي يوم القيامة.. أخذ أجر إني وصيت بالخير والسلام والأمن والتعمير والتنمية والاستقرار. ولم أوص بالترويع ولا تخريب ولا تدمير ولا قتل ولا إيذاء ولا شر ولم أسع له.. وأنا بقول لكل اللي بيسمعني في كل مكان خلو بالكم من بلادكم متضيعوش بلدكم.. ووجه الرئيس السيسي حديثه في نهاية كلمته إلي أهالي الشهداء قائلا: "أنا متشكر ليكم جميعا وربنا يحفظكم ويرضيكم وأنتم جبرتم بخاطرنا وخاطر كل المصريين باللي قدمتوه لينا ويارب يعوض عليكم لأننا لن نستطيع أن نعوض عليكم.. يارب يعوض عليكم.. ويكون الثمن اللي انتوا قدمتوه لمصر في مكانه ومحله.