قال سكان إن الشرطة التونسية أطلقت الغاز المسيل للدموع واشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين أضرموا النار في مركز للشرطة وحاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في عدة بلدات وهو ثالث يوم من الاحتجاجات بشأن الوظائف. قُتل شرطي واحد علي الأقل في بعض من أسوأ الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي وكانت شرارة البدء لانتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة. تظاهر بضعة ألوف من الشبان خارج مقر الحكومة المحلية في القصرين وهي بلدة فقيرة في وسط تونس بدأت فيها الاحتجاجات هذا الأسبوع بعد انتحار شاب عقب رفض إعطائه وظيفة حكومية فيما يبدو. أفادت وسائل إعلام رسمية وسكان محليون بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في بلدات أخري هي جندوبة وباجة وسكرة وسيدي بو زيد حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة. قالت وزارة الداخلية إن محتجين أضرموا النار في نقطة شرطة بمدينة قبلي في جنوبتونس وإن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخري في الكاف بشمال غرب البلاد. أحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011 التي اندلعت بعدما انتحر بائع متجول شاب في ديسمبر 2010 وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس الاسبق بن علي علي الفرار وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي. ارتفع معدل البطالة في تونس إلي 15.3 بالمائة في عام 2015 مقارنة مع 12 بالمائة في 2010 بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلي جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس. في استجابة للاحتجاجات الأخيرة أعلن مكتب رئيس الوزراء الحبيب الصيد إنه سيعود للبلاد من زيارة لسويسرا حيث يحضر اجتماعات المنتدي الاقتصادي العالمي وسيعقد اجتماعا طارئا للحكومة قبل زيارة القصرين غدا السبت. قال الرئيس الباجي قائد السبسي إن الحكومة ستسعي لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين وتبدأ في تنفيذ مشروعات. وحضر مئات العاطلين للتقدم لوظائف لكن حدة التوتر ما زالت مرتفعة. قال متظاهر يدعي محمد مديني لرويترز في القصرين "لا أعمل منذ 13 عاما وأنا فني مؤهل. لا نطلب مساعدات .. فقط حقنا في العمل. وردد المتظاهرون هتافات تقول "شغل.. حرية.. كرامة.