اتشحت مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية بالسواد بعد انهيار عمارة من ست طوابق بشارع جمعية المحافظة علي القرآن الكريم تقيم بها خمسة أسر. وتعالت صرخات أقارب الضحايا والمصابين. وتسابق الأهالي علي مستشفي منيا القمح للتبرع بدمائهم.. الغريب قيام بعض السكان أسفل الأنقاض بالاتصال بأبناء المنطقة عن طريق المحمول لإغاثتهم وأنهم في الأنفاس الأخيرة وعلي الفور تم الاتصال برجال القوات المسلحة للمساعدة في إنقاذ الضحايا. قال شهود عيان بالمنطقة إن العمارة انهارت نتيجة أعمال الحفر التي كانت تتم بعمق خمسة أمتار بجوار العقار المنهار وأن السكان طلبوا من المقاول التوقيع علي اقرار بتحمل أي خسائر للعمارة إلا أنه رفض ولو كانوا يعلمون أنها ستنهار لمنعوه بالقوة. أكد اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ود.أحمد زكي بدر وزير التمنية المحلية يتابعان الموقف أولا بأول ولن يفلت أحد من العقاب وستتم احالة كل من يثبت تورطه في الحادث بدءاً من المقاول وصاحب الأرض والاستشاري إلي النيابة العامة وأن رجال الحماية المدنية يبذلون كل الجهد لاستخراج الضحايا وأنه تواجد بمسرح الحادث وقام علي الفور بتسكين أصحاب المنزل المتصدع نتيجة انهيار العمارة بمركز الشباب مؤقتا لحين توفير مساكن بديلة لهم وحتي يتم التأكد من حالة عمارتهم وإعادتها إليهم. أضاف المحافظ أنه تم التنبيه علي محمد موسي رئيس مركز مدينة منيا القمح بمعاينة جميع العمارات بالشارع والتأكد من حالتها إلي جانب مراجعة جميع الاعمال التي تتم بالمدينة لتجنب تكرار المشهد المأساوي. أعلن المحافظ تأجيل قرعة حاجزي الوحدات السكنية لعام 2008 والتي كان مقررا عقدها اليوم لمدة أسبوع بالصالة المغطاة بمدينة الزقازيق نظراً للظروف الطارئة التي تمر بها المحافظة بحدوث انهيار عقار مكون من 6 طوابق 12 شقة. قال تامر حسن من أهالي العمارة المنكوبة ملك د.مجدي عيداروس وأن سبب الانهيار أعمال الحفر لبناء برج سكني مجاور والتعرض لأساسات العمارة مما أدي لانهيارها علي السكان بعدما شعروا بهزة عنيفة. أكد اللواء حسن سيف مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية أنه تم الدفع برجال الحماية المدنية وسيارات الإطفاء إلي موقع العمارة المنهارة وفرض كردون أمني للمنطقة لتأمين القوات التي تعمل علي استخراج الضحايا وقد عاون الأهالي رجال الحماية المدنية في رفع الأنقاض. قال د.شريف مكين وكيل وزارة الصحة إنه تم إعلان حالة الطواريء بالمستشفيات القريبة من مكان الحادث وأن مستشفي منيا القمح استقبل أربعة مصابين وهم سيدة عمرها 42 سنة بها جروح واشتباه فيما بعد الارتجاج وابنتها 14 عاما مصابة بسحجات وكدمات وطفل عمره عشرة أعوام بالإضافة إلي جثتين. كشفت المعاينة المبدئية للعقار أنه علي مساحة 200 متر كل طابق من شقتين وتم بناؤه منذ سنوات قال علي عبدالرحمن وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة إن وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع معه الموقف أولا بأول وأنه علي رأس لجنة لمتابعة الحالات المصابة أو المتوفين والذين يتم استخراجهم لافتا إلي أنه تقرر صرف عشرة آلاف جنيه لأسرة كل متوفي وألفي جنيه للمصاب وأن لجنة التضامن ترابط بمكان الحادث ولن تغادره إلا بانتهاء الأعمال. أضاف عبدالرحمن أن من بين الذين تم انتشالهم أحياء ماجدة عبدالحميد 35 عاما وتقي محمد أحمد 14 عاما ومحمود ماهر 10 سنوات بالإضافة إلي جثة هاجر محمد عبدالحميد وشقيقتها رحمة عروس تبلغ من العمر 17 عاما. أثناء عمليات البحث عن الضحايا صرخت سيدة وقالت تركت أولادي الاثنين 8 سنوات و11 عاماًپفي الشقة وهما تحت الأنقاض الآن ورجل يبكي ويقول عاوز أولادي. قال أحمد علي شاهد عيان إن سكان العمارة المنهارة كانوا بمنازلهم وشعروا باهتزاز رهيب نظراً لشدة الحفر فهرولوا إلي المقاول لوقف الحفر إلا أنه رفض واثناء انهيار العمارة حاولت سيدة الهروب من الموت لكن انهارت عليها العمارة في ثوان. تم قطع الكهرباء والمياه عن المنطقة وتم ضبط المقاول المسئول عن أعمال البناء. قام فريق من النيابة العامة بمنيا القمح برئاسة إسلام حشيش وإشراف المستشار أحمد الفقي المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية بمعاينة تصويرية لموقع الحادث وانتقل إلي مستشفي منيا القمح لسماع أقوال المصابين وأمرت بسرعة ضبط واحضار المتهمين المسئولين عن أعمال الحفر والتي أدت إلي انهيار العمارة وتشكيل لجنة هندسية من مجلس مدينة منيا القمح لإعداد تقرير مفصل عن الواقعة وحالة العمارة المنهارة والعمارة الأخري التي اضيرت وصرحت بدفن المتوفين عقب توقيع الكشف الطبي لبيان سبب الوفاة. قالت المصابة ماجدة عيداروس التي ترقد وبجوارها ابنتها تقي إنها شعرت بهزة بالبيت مما أشعرها بخوف شديد ودفعها للتوجه إلي جارهم الذي يقوم باعمال الحفر إلا أنه والمقاول نهروها وقال لها "معايا رخصة واعملي اللي انت عايزاه".. وبعودتها إلي شقتها انهار عليهم العقار ولم تشعر بنفسها إلا وهي بالمستشفي وتحمد الله علي نجاتها هي وابنتها رغم أنها في حالة حزن علي الضحايا الذي قتلوا ودمهم في رقبة المقاول وصاحب المنزل. قالت الابنة تقي 14 عاما وهي تبكي "عاوزة أطمن علي اخواتي" وعناية الله انقذتنا لأننا نقيم في الطابق الأخير. فيما تم اخفاء خبر وفاة الشقيقتين عن أمهما لعدم انهيارها.. قال محمود ماهر عيداروس 10 سنوات كنت أجلس في حجرتي وشعرت بالهزة واعتقدت أنه زلزال لكن سرعان ما انهار المنزل. اتهم أقارب المصابين المسئولين بالإدارة الهندسية التي منحت الرخصة إلي جانب عدم متابعتها الأعمال فيما تواصل القوات انتشال الضحايا.