أزمات عديدة تواجه الطيران المدني منذ قيام ثورة يناير لابد من ايجاد حلول سريعة لها إذا أردنا أن يتقدم هذا المرفق الحيوي الذي يعد أحد دعائم الاقتصاد القومي. لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي دون أن نطرح الرؤي والأفكار ونحدد المسارات التي تجعل هذا المرفق يتقدم إلي الأمام في ظل وجود منافسات وصراعات تستوجب الوقوف بقوة وصلابة لإثبات الوجود ولا نترك الساحة للغير ونحن أصحاب تاريخ وريادة سواء في عالم المطارات أو النقل الجوي الذي يفرض علي المتنافسين قاعدة البقاء للأقوي. بلغت خسائر الشركة الوطنية المملوكة للدولة المصرية ما يزيد علي 10 مليارات جنيه منذ ثورة يناير وحتي الآن الأمر الذي يهدد مسيرتها ويبعدها عن المنافسة إضافة إلي الديون المتراكمة والتي تصل إلي 5 مليارات جنيه وعلي الدولة أن تقف بقوة وصلابة في جانب الشركة والتي كانت بداية نشأتها مفخرة للمصريين جميعاً في ظل وجود احتلال للبلاد كان يهدف إلي إبعاد مصر والمصريين عن هذا النشاط لكن بإرادة المصريين ولدت مصر للطيران يوم 7 مايو عام 1932 وكانت أول شركة طيران في إفريقيا والشرق الأوسط وسابع شركة في العالم. هذا هو تاريخ الشركة الوطنية الذي ينبغي علي الحكومة أن تعي قيمتها السياسية وينبغي أن تساعدها لاستعادة مجدها الغائب الآن بسبب ظروف قهرية ليس لها ذنب فيها وهذا لا يتحقق إلا بسداد ديونها وتعويض خسائرها وزيادة أسطولها الجوي الذي من خلاله تظل في دائرة المنافسة والانطلاق للأمام خاصة وأن هناك دولاً أصبح لديها أسطول جوي يضم مئات الطائرات ويطوف بلدان العالم. الأمر الآخر أنه لا يجب النظر إلي ما يردده أحد الوزراء بضرورة فتح السماوات في مطار القاهرة بحجة أن هذا القرار سوف يؤدي إلي زيادة الحركة السياحية من 9 ملايين سائح في العام إلي أكثر من 30 مليون سائح لأن من يطلب هذا القرار بعض دول الجوار التي تمتلك جراراً من الطائرات وعيونهم مصوبة لمطار القاهرة رغم أن جميع المطارات مفتوحة السماوات باستثناء مطار القاهرة وهو يفتح ذراعيه لجميع الرحلات التي تقل سياحاً!! هذا القرا لو تم تطبيقه سوف يقضي علي الشركة الوطنية إلي الأبد لأن المنافسة حالياً غير متكافئة. لذلك لا تصدقوا الوزير الذي يهدف إلي ضم الطيران إلي وزارته.. علماً بأن المخطط بدأ فيه من قبل في فترات سابقة ومازال يسير علي النهج لتنفيذه!! المشكلة الأخري أن بعض المطارات لا تحقق الايرادات المطلوبة إسوة بمطارات العالم وهذه هي الطامة الكبري التي تحتاج إلي علاج فوري حيث توجد قيادات بهذه المطارات متواضعة الخبرة والكفاءة ينبغي استبعادها لأنها ستعيد هذه المطارات خطوات إلي الوراء حال التمسك بها في مناصبها. من هنا يجب اختيار كفاءات قادرة علي النجاح وتحقيق الأهداف بدلاً من تعيين قيادات من أهل الثقة وليس من أهل الخبرة. علي العموم نحن في حاجة إلي حلول تنهض بالشركة الوطنية بالإضافة إلي تحقيق المشاريع الكبري ومن بينها "ايربورت سيتي" الذي يحتاج إلي 2 مليار و300 مليون جنيه للبنية التحتية.. من هنا يظهر دور الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني الذي من المفترض أن يطرح الأفكار والحلول لتفادي الأزمات سواء الحالية أو القادمة علي الحكومة من خلال خطة وزارة الطيران المدني.. والسؤال هل الوزير لديه حلول سريعة لهذه الأزمات؟! أم نترك القطاع يعاني الأزمات ويبتعد عن المنافسة لصالح الغير؟! النافذة الأخيرة تعيين اللواء محمد كامل رئيساً لمجلس إدارة الشركة المصرية لخدمات الطيران "E.A.S) مكسب كبير لأن كامل مشهود له بالخبرة والكفاءة فهنيئاً للشركة به رئيساً لمجلس إدارتها والأيام القادمة ستشهد بذلك.