انتشرت ظاهرة تدخل النجوم خاصة الصاعدون في تفاصيل أعمالهم الفنية بشكل ملحوظ. الأمر الذي لا يقتصر فقط علي التشاور أو إبداء الرأي مع المخرج أو المؤلف. وإنما يمتد في كثير من الأحيان لإجبارهم علي إجراء تعديلات كاملة في السيناريو وكتابة نهايات معينة لأحداث العمل الفني أو تغييرها من الأساس. وفرض اختيار مجموعة معينة من الفنانين لمشاركتهم العمل. وغيرها من التدخلات التي قد يرفضها المخرجون والمؤلفون. وتستجيب لها بعض الجهات الإنتاجية أملا في الحفاظ علي نجمها الأوحد. "المساء الأسبوعية" تفتح الملف من خلال السطور التالية: ** الكاتب والسيناريست بشير الديك قال: قدمت أعمالا مع كبار النجوم بداية من النجم الراحل فريد شوقي مرورا بالنجم عادل إمام في فيلم "الحريف" وكذلك النجم الراحل نور الشريف والفنانة نادية الجندي وغيرهم كثيرون. وجميعهم كانوا نموذجا يحتذي به في الالتزام الفني والتركيز في أدائهم فقط دون التدخل في عمل المؤلف أو المخرج. ولو حتي بتعليق أو تفصيلة صغيرة. ورغم انني لم أقابل شخصيا فنانا يفعل هذا أو يجبر مؤلفا علي تغيير أحداث بعينها طوال سنوات عملي مع كبار النجوم إلا أنني اعتقد أن أي فنان يفعل هذا لابد أن يواجه بحسم ويقال له مباشرة "Take it or leave it" فإما أن يقبل الفنان بالعمل كله. وبكل ما جاء فيه وإما أن يتركه كله بما جاء فيه. مضيفا: للأسف الشديد في الأونة الأخيرة بدأنا نسمع عن أشياء وعادات غريبة اقتحمت الوسط الفني واختلط فيها الحابل بالنابل. وإذا كانت مثل تلك التدخلات قد طفت مؤخرا علي سطح الساحة الفنية فلن أقول سوي إنها بداية النهاية للدراما الفنية المصرية. ** الكاتب والسيناريست مجدي صابر قال: الممثل أداة من أدوات العمل الفني ولا يحق له التدخل في أي تفاصيل خاصة بعمل المخرج أو المؤلف. ولكن للأسف الشديد شركات الانتاج جعلت من الفنان الآن هو المتحكم الأول في العمل الفني بكافة تفاصيله. واعطت له الحق في التدخل في العديد من أجزاء وتفاصيل العمل بداية من اختيار المخرج والمؤلف ومرورا بترشيحات زملائه وتفاصيل أدوارهم وانتهاء بالإضاءة واختيار كادرات التصوير وغيرها من الأمور التي تؤدي في النهاية إلي خروج عمل مشوه يحمل نفس البصمة دون أي إبداعات. مضيفا أن النجوم الشباب قليلو الخبرة والمصاب بعضهم بالغرور هو الذي يدفعهم لمثل تلك التدخلات التي يجب أن تواجه بحسم من المخرجين والمؤلفين. ** المخرج محمد فاضل: المخرج والمؤلف أصحاب رؤي وإبداعات ولا يجب لأحد مهما كان أن يتدخل في عملهم أو أن يضع حكرا علي أفكارهم أو يجبرهم علي إظهارها بشكل معين. وأؤمن بأن النقاش أو الحوار والاستماع لوجهات النظر الأخري يثري العمل الفني ويجعله يخرج في أفضل صورة بفضل تعاون كل الأطراف العاملة فيه. ولكن أن يصبح الفنان هو المتحكم في كل تفاصيل العمل فلماذا يوجد مخرج ومؤلف وغيرهما من مسئولي أي عمل فني. ** المخرج أحمد خضر: تدخل الفنان في عمل المؤلف والمخرج من الممنوعات. وأتذكر خلال عملي مع نجوم كبار مثل محمود مرسي في إحدي السهرات التليفزيونية. وكذلك النجمان الراحلان صلاح ذو الفقار ونور الشريف لم يتدخل أو يحاول أي منهما حتي التدخل أو التعليق علي أي مشهد أو حدث خلال العمل. مضيفا: رغم أن أي مخرج يجب أن يكون "ديكتاتورا". ولكنه في الوقت نفسه يحمل قدرا من المرونة في عمله ويبدي استعداده لتبادل أي وجهة نظر من شأنها إفادة العمل والخروج به في أفضل صورة. شرط أن تكون وجهة نظر قيمة بالفعل ولها قدرها وليست "كلام والسلام". أضاف: للأسف الشديد اعتقد أن النجوم الشباب هم الأكثر تدخلا في أعمال المخرج والمؤلف لأن خبرتهم ومداركهم الفنية أقل. وخلال محاضراتي لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية أقول لهم دائما إننا نريدهم الأفضل ونريد أن نترك لهم خبراتنا من أجل أن يصبحوا أفضل منا. لكني أفاجأ بدفاعهم عن فنانين لا يزالون في بداية مشوارهم الفني مؤكدين أنهم حققوا نجاحات طاغية. في حين أنني استمع لهؤلاء النجوم فأصدم بأخطائهم المتعددة سواء في نطق بعض المصطلحات الفنية أو شرحها بطريقة خاطئة. كذلك أفاجأ من حديثهم عن بعض المبادئ الفنية وكأنها معلومات عظيمة لا يعرفها سواهم. وهي في الأساس مجرد مبادئ يعرفها أي شخص حتي ولو لم يكن من العاملين بالمجال الفني. لا أفاجأ إذا علمت أنهم يتدخلون في أعمال المخرجين والمؤلفين. فكل شيء أصبح جائزا. ** الفنانة سميرة أحمد قالت: تدخل الفنان في عمل المخرج خط أحمر لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال. وكذلك المؤلف. فالفنان طالما قبل العمل فعليه الالتزام بتعليمات مخرجه وأحداث السيناريو التي كتبها مؤلفه دون فرض رأيه أو تدخل في تفاصيل عملهما. ** المخرج محمد العمري رئيس شركة صوت القاهرة قال: أي فنان يرغب في خروج أعماله الفنية في أفضل شكل ممكن. ولكنه يجب أن يعرف أن العمل الفني منظومة متكاملة. وكما يرغب هو في خروج عمله الفني بشكل جيد يرغب المخرج والمؤلف والجهة الانتاجية في ذلك أيضا. وكل شخص يشارك في العمل يرغب في الوصول به لمرحلة الكمال. ولكن هذا لن يتم إلا إذا "ركز" كل في عمله ودوره في سياق العمل. وبالنسبة ل "صوت القاهرة" كجهة انتاجية فإن طبيعة الأعمال التي تنتجها والتي تحمل دائما طابعا وطنيا واجتماعيا خاصا يتنافس الفنانون فيه علي القيام بدورهم دون أي تدخلات أو إملاء شروط من شأنها الإضرار بالعمل.