اتاح تكدس الاعمال الدرامية في شهر رمضان تعامل النجوم مع اعمالهم علي انها قطعة قماش من حقهم ان يختاوا الترزي الذي يقوم بتفصيلها, والفكرة تطلع في عقل النجم ثم يبحث لها عن مؤلف يقوم بصياغتها حسب رؤيته لها ولأشخاصها ويتحدث مع المخرج الذي يخرجها ويقدمها ثم يتفق مع المنتج ليقوم بتنفيذ ما قرره. وعندما قال الفنان محمد سعد جملته الشهيرة المخرج اللي مش عجبه يوريني عرض كتافه لم يكن أول نجم يفعلها فقبله فعلها كثيرون بأشكال مختلفة حيث يمارس سطوتهم ويتحكمون في كل تفاصيل العمل, يختارون المؤلف الذي يكتبه والمخرج الذي يخرجه والممثلين الذين يشاركون في البطولة والقائمين بالادوار الثانوية, حتي شركة الانتاج تكون من اختيار بطل العمل, ولهذا السبب انهارت السينما المصرية لأن البطل اصبح هو المتحكم في اسم النجم الذي يصعد بعده والظاهرة انتقلت من السينما إلي الدراما واصبحنا نسمع الممثلين يشكرون في لقاءتهم الاعلامية النجوم لاختيارهم لهم في مشاركتهم الاعمال وان المخرج والمؤلف لا قيمة ولا سيطرة هم في العمل. الظاهرة تنفرد بها الدراما المصرية وغير موجودة في السورية ولا في الخليجية أو التركية حيث تكون الاختيارات لاعتبارات فنية وانتاجية وهي السبب في كثافة الانتاج في رمضان لضمان التسويق بصرف النظر عن جودة العمل, وهو ما أدي إلي انهيار حال الدراما وتكرار الافكار, فكل نجم يريد تقليد منافسه املا في النجاح أو حصاد نجاح النجم الذي سبقه. هناك مجموعة من النجوم معروف عنهم تدخلهم في كل تفاصيل اعمالهم بداية من اختيار المشاركين في العمل واماكن التصوير وزواياها وعدد مشاهدهم والحوار وغالبا الاحداث. أول هؤلاء الفنانين الفنان محمد صبحي والذي يصفه بعض من عمله معه بأنه مخرج المسلسل, حيث غالبا ما يكتب هو القصة ويوجه الاخراج للمعالجة الفنية ويختار ابطاله الذين لم يتغيروا سواء في المسرح أو الدراما. كما ان الفنان نور الشريف يختار المخرج والابطال ويتابع كل التفاصيل ويحضر المونتاج بنفسه ليحذف المشاهد التي لا تعجبه ويختزل من المسلسل ما لا يراه مناسبا له وعندما تتم استضافته في اي برنامج أو عند أي لقاءات صحفية يتحدث عن انه اختار الممثلين وانه اعطي بعضهم فرصة النجومية أمامه وكأن المخرج لا محل له من الاعراب. الفنانة يسرا رغم انه لم يعرف عنها حضور اي مونتاج لأعمالها الا انه معروف عنها أيضا انها تختار من يقوم بالبطولة امامها. الفنان يحيي الفخراني يدقق بشدة في الابطال والممثلين المشاركين له في أي عمل وحدث عدد من الخلافات بينه وبين بعض المخرجين الذين عملوا معه بسبب تدخله لكن مع اعتبار ان يحيي يحمل دائما وجهة نظر فنية وليس لمجرد التدخل والسيطرة علي العمل. الفنانة سميرة أحمد تختار المخرج والمؤلف والابطال وتتصل هي بهم بنفسها وتبلغهم بأنه تم اختيارهم لمشاركتها المسلسل, وتعترض لو حاول المخرج ادخال أي عنصر دون علمها والهام شاهين لا يجرؤ احد علي فرض اي بطل امامها أو حتي ترشيحه لأنها تحب ان تختار بنفسها كل المشاركين وتختار المخرج الذي يتولي اخراج عملها بعناية. وظاهرة المسلسلات التفصيلي لا تقتصر علي النجوم الكبار فقط ولكننا نسمع عن ان زينة تختار ابطال اعمالها الدرامية وان جومانا مراد ترفض مشاركتها بعض الممثلين واحمد ادم وفتحي عبدالوهاب وأحمد رزق وذلك علي الرغم من انهم لم يصلوا حتي إلي مرحلة النضج التي تتيح لهم ذلك والفنانة الوحيدة التي لم يرصد لها التدخل في اعمالها واهتمامها ينصب في الشخصية التي تؤديها هي الفنانة ليلي علوي.