أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان المعظم شهر الطاعات والمغفرة والرحمة الذي أنزل الله فيه القرآن هداية للناس ورحمة منه للعباد فماذا أعددنا لهذا الشهر الكريم؟! وكيف نستعد لاستقباله حتي نحظي بجزيل الثواب من الله.. بعض الشباب والكبار والصغار يستعدون لهذا الشهر الكريم بتعليق الزينة والبمب والصواريخ والفوانيس في الشوارع بالاضافة إلي تخزين المأكولات والمشروبات وشراء الملابس قبل العيد بأيام. نسينا ان الزينة زينة القلوب في هذا الشهر المبارك ولابد ان يكون استعدادنا أولاً لتطهير النفوس من شرورها واحقادها وآثامها ونعود إلي الله بالتوبة إليه والاقلاع عن المعاصي عسي ان يتقبل الله توبتنا ويهدينا إلي صراطه المستقيم. في الحقيقة ان هذا الشهر الكريم فيه من النفحات ما لا يحصي ولا يعد فنجد العاصي يتوب والمذنب يقلع عن ذنوبه وتري المساجد ممتلئة بالمصلين حتي السيدات والأطفال وتجد خيرات الله تعم علي الفقراء والناس يتزاورون فيما بينهم والمتخاصمون يقبلون علي الصلح بينهم وكل واحد منا يريد ان يعبد الله عباده حقيقية حتي يشحن قلبه ويتزود من الإيمان. لكن هذه الشحنة الإيمانية قد تتوقف بمجرد ان ينقضي هذا الشهر الكريم وتجد الفرد عاد إلي مكان عليه من قبل سواء بارتكاب المعاصي أو السرقة أو الخصام أو معاملة الناس معاملة سيئة أو النفاق والكذب وارتكاب كل الموبقات. هناك البعض يعلنون توبتهم إلي الله توبة نصوحاً في هذا الشهر الكريم ويقلعون عن الذنوب فتجدهم أكثر سعادة بهذا التحول الإيماني الذي اعادهم إلي الطريق المستقيم. هذا الشهر الكريم يمثل نقطة تحول من الظلام إلي النور لأن الله من علي عباده فيه بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران فهل نستطيع ان نطهر قلوبنا من الرجس وعمل الشيطان وننتبه من الغفلة التي نحن فيها؟! أم يمر علينا الشهر الكريم ولا نستفيد منه سوي الانقطاع عن الأكل والشرب فقط. اعتقد اننا امام اختبار حقيقي في هذا الشهر العظيم ومن يرد ان يجتاز هذا الاختبار بنجاح فعليه ان يعود إلي الله وان يسير في الطريق المستقيم حتي ينعم الله علينا بالتوبة وكل منا يفتش في نفسه ماذا فعل من ذنوب طوال عمره؟! ويعيد حساباته ويعلن توبته ورد المظالم لأصحابها ان يخلص العامل في عمله والموظف في وظيفته والمدير في إدارته والطبيب في رحمته. صدقوني ان ما نحن فيه الآن من مصاعب وشدائد بسبب البعد عن الله وإذا عدنا فسوف نجد الله أرحم الراحمين.