قبل أيام قليلة من امتحانات نصف العام زادت تسعيرة الدروس الخصوصية بمعظم المحافظات وتعالت معها صرخات أولياء الأمور الغلابة الذين لا تتناسب دخولهم البسيطة مع الميزانيات الباهظة التي يتكبدونها في تعليم أبنائهم بعدما تخلت المدارس خاصة الحكومية عن أداء دورها. فالدروس الخصوصية لم تعد ظاهرة جديدة تؤرق المجتمع المصري فحسب.. بل أصبحت واقعاً مريراً يتحدي تصريحات المسئولين ويعيش فيه طلاب جميع المراحل التعليمية شئنا أم أبينا!! الأمر لم يعد يقتصر علي مادة أو مادتين علي حسب المستوي التعليمي لطالب ونقاط عجزه في بعض المواد.. بل تعدي ليشمل جميع المواد ولا عزاء لميزانية أولياء الأمور.. وما زاد الطين بلة أن المدرس يجبر الطلاب علي شراء الملازم باهظة الثمن وإلا. تقاليع مدرسي الدروس الخصوصية أصبحت أكثر هزلية.. ففي الإسكندرية يخضع الطلاب لاختبارات مسبقة وهناك حد أدني للقبول. أما تكلفة الحصة الواحدة فتتراوح بين 30 و50 جنيهاً هذا بخلاف المذكرة أو الملزمة التي يتعدي سعرها 100 جنيه. وفي الشرقية عطلت بعض المدارس فصول التقوية لتخلو الأجواء بعد ذلك لمراكز الدروس الخصوصية التي تستغل الطلاب وأولياء الأمور.. وفي بورسعيد يصل عدد الطلاب بالمركز الواحد في الحصة الواحدة إلي 100 طالب.. أما في كفرالشيخ فقد دشن بعض أولياء الأمور حملة لمواجهة مدرسي الدروس الخصوصية أطلقوا عليها "يا إحنا يا أنتم". أما المدرسون فهم غير مبالين بكل ما يحدث ومستمرون في جشعهم واستغلالهم.. معتبرين أن التصريحات التي يطلقها المسئولون عن مواجهة الظاهرة ما هي إلا تصريحات إعلامية تعودوا عليها مع بداية كل عام وسرعان ما تتبخر.