فوضي المحليات حولت الجهود الذاتية التي كان يفتخر بها أهالي قرية سنبو الكبري بمحافظة الغربية إلي لعنة ضربت القرية وكأنها سحر أسود.. ولم يشفع لها أنها القرية التي انجبت عالمة الذرة "سميرة موسي" وأصابتها بالاوبئة ودمرت مرافقها.. فالمشروع "المؤقت" للصرف الصحي الذي نفذه الاهالي بالجهود الذاتية كان سببا في رفع القرية من الخطة القومية لتوصيل شبكات الصرف إلي القري المصرية.. وقيام شركة المياه بتحصيل رسوم الصرف الذي لم ينفذ من الأهالي.. ثم توالت التداعيات علي مرافق القرية. الوقائع الحزينة يرويها بالمستندات عن الاهالي المهندس أحمد عبدالكريم وكيل وزارة بالمعاش يقول ان الأهالي حاولوا المشاركة بجهودهم الذاتية في انقاذ القرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بعدما تبين لهم تأخر تنفيذ المشروع القومي للصرف الصحي المدرج فيه "سنبو الكبري" ضمن 1395 من القري المصرية منذ 20 عاماً.. وقام الأهالي بتنفيذ شبكة مصغرة للصرف الصحي علي نفقتهم تنقل المخلفات من البيوت عبر مواسير تصب في مصرفين زراعيين يسميان الفاخورة والخشاب.. لكن بمرور الوقت تحول المصرفان إلي بؤرة للروائح الكريهة والحشرات والاوبئة.. وحاول الدكتور محمود أبوزيد وزير الري الاسبق بوصفه نائب الدائرة في مجلس الشعب بحل المشكلة بانشاء محطة تنقية بيولوجية صغيرة علي مساحة قيراطين بجوار مصرف الفاخورة لكن للاسف المحطة سعتها لاتكفي 10% من الاحتياجات الحقيقية للقرية.. وبقيت الازمة قائمة بل تفاقمت بسبب تداعي الشبكة التي انشأها الاهالي بالجهود الذاتية أمام الزيادة السكانية وعوامل الزمن وخرجت فعليا من الخدمة طبقا لتقرير المكتب الاستشاري بالمكلف من قبل الهيئة القومية وأصبحت مياه الصرف الصحي تتسرب إلي باطن الارض وترفع منسوب المياه الجوفية وتختلط بمياه الشرب وتهدد الصحة العامة والعقارات.. والعجيب أن الهيئة القومية للصرف الصحي قررت رغم هذه الظروف أن سنبو بها صرف صحي ومن ثم رفع القرية من المشروع القومي.. وفرض رسوم 50% من قيمة استهلاك المياه مقابل مشروع الصرف الصحي الذي لم ير النور! يقول المهندس أحمد عبدالكريم ان سنبو الكبري واحدة من أكبر الوحدات المحلية بمحافظة الغربية.. يتبعها قري دمنهور الوحش وحنون وكفور شمارة واسماعيل وغازي وسنبو وعزب سمير وسلام والصعيدي ومنشاة غازي وغيرها.. ويبلغ تعداد سكان القرية الأم 20 الف نسمة. يضيف ان الأهالي لم ييأسوا واختاروا قطعة أرض أملاك دولة تبرعوا برسوم انتقال هيئة المساحة لتحديدها رسميا.. وطلبوا من الوحدة المحلية استلامها ليقام عليها محطة رفع لمشروع الصرف الصحي الذي يطالبون به لانقاذ قريتهم وبيوتهم لكن الوحدة المحلية تقاعست عن الاستلام وتركتها مستباحة للمتعدين.. واستمر تداعي المرافق في سنبو.. فالمستشفي القديم جري نقل الاجهزة الطبية منه.. حتي الوحدات الست للغسيل الكلوي التي تبرع الاهالي بها لم تجد فريق متخصص لتشغيلها أما المدرسة التي تحمل اسم بنت القرية عالمة الذرة د. سميرة موسي الملقبة بمس كوري الشرق فقد ضاقت بتلاميذها وباتت تفتقر لاعمال الصيانة والتجديد.. بينما ملأت القمامة والقاذورات شوارع القرية.. لتؤكد ان لعنة التسيب في المحليات التي أصابت القرية أخطر من أساطير السحر الاسود. ويكشف جمال بدرة "سكرتير الوحدة المحلية بسنبو الكبري سابقا" ان حجم المعاناة التي يعيش فيها أهالي سنبو فاقت كل الحدود بعدما اقتطعوا من دخولهم المحدودة لانشاء مشروع الصرف المعطل والذي وصلت تكلفته إلي 400 الف جنيه عام 2005 لتصبح مشكلتهم أكثر حدة وتعقيدا فالأمر لم يعد يقتصر فقط علي مشكلة الصرف الصحي بل امتد إلي مياه الشرب التي اختلطت بمياه الصرف الملوثة فضلا عن المصرفين اللذين تنبعث منهما الروائح الكريهة وأصبحنا مأوي للأمراض والأوبئة الضارة. اضاف بعد ذلك حاولنا إدراج القرية ضمن المشروع القومي للصرف وأوصي التقرير النهائي للمكتب الاستشاري التابع لهيئة الصرف الصحي بانشاء غرفتان رفع بقرية سنبو الكبري تمهيدا لإدراجها ضمن المشروع القومي للصرف الصحي وبالفعل تم تحديد قطعتين أرض من أملاك الدولة لتقام عليهما الغرفتان لكن لم يتحرك أحد لانقاذ سنبو وتنفيذ المشروع واستلام الارض التي تركوها نهباً للمتعدين.