جاءت تصريحات رئيس نادي الزمالك الأخيرة التي هاجم فيها البرتغالي فيريرا بعد اعتذاره عن عدم الاستمرار في منصبه واتهامه له بعدم فرض سيطرته علي نجوم الفريق بعدما ترك بعضهم يدخن الشيشة بشراسة دون رقيب أو حسيب.. لتفتح ملفاً خطيراً وهو التدخين وعلاقة نجوم الكرة به خاصة الشيشة التي انتشرت خلال الأيام الماضية بشكل لم يسبق له مثيل. فعلي مدار السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة شرب الشيشة حتي أصبحت جزء لا يتجزأ من جلسات نجوم الكرة خاصة في الساعات المتأخرة من الليل في كافيتريات ومقاهي بمناطق راقية بمنطقتي الدقي والمهندسين. فتلك الظاهرة لم تكن وليدة تلك الأيام التي فجر فيها رئيس الزمالك تلك القضية عقب رحيل فيريرا ولكنها بدأت في الظهور مع لاعبين اعتادوا وقتها السهر والتردد علي الكافيهات والمراكب النيلية ولعلي أبرز هؤلاء اللاعبين عمرو سماكة لاعب الأهلي السابق الذي انتقل من الترسانة في صفقة أثارت ضجة ولكن اللاعب وقع ضحية نزواته خاصة الشيشة وعلي الدرب نفسه إبراهيم سعيد الذي كان يتباهي بالسهر بالإضافة إلي لاعبين آخرين أمثال عمرو زكي وميدو ممن كانت الشيشة جزءاً من اعتزالهم المبكر لكرة القدم. أما في الوقت الحالي فلم يسلم نجوم الصف الأول في أندية القمة من الرضوخ لظاهرة الشيشة وعلمت "المساء" أن هناك أكثر من كافيه شهير في منطقة الدقي خلف أحد الأندية الاجتماعية الراقية يشتهر بتواجد عدد كبير من اللاعبين خاصة كما أشرنا من نجوم الصف الأول في أندية القمة حيث اعتاد سداسي القلعة الكبيرة الذي يلعب البعض منهم حالياً في صفوف المنتخبين الأول والأولمبي ويتناوب اثنان علي شارة القيادة في الفريق الأول فيما يلعب آخران في مركز قلب الدفاع أما الخامس ورغم انضمامه مطلع الموسم الحالي في صفقة أغضبت جماهير النادي القاهري المنافس فقد انغمس سريعاً مع أصدقائه الجدد في سهرات الشيشة. المحزن ان السادس لاعب كبير في مكانه علي حساب لاعب آخر في النادي المنافس فبدلاً من ان يكون حارساً أميناً علي هذا المكان انزلق لنفس الطريق بل سار إلي الأسوأ بعد دخوله في علاقات من الممكن أن تهدد مسيرته وتدفعه مبكراً لاعتزال الكرة وذلك في ظل عدم رغبته في الزواج رغم أن أبناء جيله ممن شاركوه في كأس العالم بكولومبيا 2011 قد تزوجوا. لم يسلم أيضاً نجوم أندية المؤسسات من تلك الظاهرة مما أثر علي إنتاجهم الفني في الملعب ولم يصبح هداف الفريق المتألق حالياً والمنضم مؤخراً أميناً في تصرفاته بعدما أصبح من الرواد الدائمين لكافيهات الشيشة بصحبة النجم المهاري والمنضم من نادي ساحلي والذي لم يكن هو الآخر محموداً في أفعاله مما أثار استياء وتساؤلات ممن لهم علاقة بالوسط الرياضي. "المساء" حرصت علي لقاء عدد كبير من نجوم الكرة لمعرفة رأيهم عن السبب الحقيقي وراء انتشار ظاهرة تدخين النجوم. في البداية يري عماد النحاس نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق ان لجوء معظم نجوم الأندية إلي تدخين الشيشة ما هو إلا تقليد أعمي ويعطي نموذج سيئ للاعب الكرة مؤكداً أنه لو حافظ هؤلاء النجوم علي الموهبة التي منحهم إياها الله لكانوا في الملعب حتي الآن. ويقول محمد فضل نجم الأهلي السابق ومهاجم الإنتاج الحربي إن عدم احترافية معظم اللاعبين هو الذي يدفعهم لتلك الظاهرة والعادة السيئة بجانب أوقات الفراغ في حياتهم وأصحاب السوء الذين يلعبون الدور الأكبر والأبرز في جذب النجوم لتدخين الشيشة. أضاف المعتصم سالم مدافع بتروجت ان تدخين النجوم للشيشة أصبح ظاهرة غريبة وموضة سيئة لم نعتاد عليها وللأسف الشديد انتشرت خلال الأيام الماضية بشكل مكثف بين الشباب بصفة عامة ونجوم الكرة بصفة خاصة. ويري طارق يحيي المدير الفني لطلائع الجيش ان تدخين نجوم الكرة للشيشة ما هو إلا ظاهرة لم نعتاد عليها من قبل مثل هذه الأيام موكداً ان الغالبية العظمي من نجوم الكرة المصرية غير منضبطين اجتماعياً وهذا يرجع إلي اختلاف عقلية اللاعب المصري عن الأجنبي الذي يطبق الاحتراف بشكل كامل ويسخر حياته للكرة فقط. وبينما يري مجدي عبدالغني نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق ان لجوء نجوم الكرة لتلك الظاهرة ما هو إلا عدم وعي قد يعرض حياتهم للخطر داخل الملعب مؤكداً ان شرب الشيشة كان سبباً رئيسياً في اعتزال العديد من نجوم الكرة مبكراً وللأسف الشديد كان من بين هؤلاء لاعبين محترفين بالخارج. واعترف عبدالغني بأنه من الصعب ان تفرض الأندية رقابة علي لاعبيها لكنه في الوقت نفسه مشدداً بأنه في حالة ثبوت شرب أحد لاعبيها للشيشة فيجب علي الفور التصدي له وتوقيع عقوبات مشددة عليه. وعن الأضرار الصحية التي تصيب اللاعب من جراء شرب الشيشة يقول الدكتور طارق سليمان رئيس الجهاز الطبي السابق لمنتخبنا الوطني ان النيكوتين يؤثر بشكل كبير علي الشعب الهوائية والكفاءة التنفسية لأي لاعب كما يؤثر أيضاً علي الكفاءة البدنية ويؤدي إلي غلق الشرايين وهو الأمر الذي قد يؤدي إلي حالات الموت المفاجئ داخل المستطيل الأخضر.وأضاف ان غياب القدوة وانتشار الكافيهات بشكل لم يسبق له مثيل خلال السنوات القليلة الماضية تسبب في انتشار تلك الظاهرة السيئة خاصة بين لاعبي الكرة لذلك يجب ان تتدخل الدولة وتقنن منح التصريحات لتلك الكافيهات التي تدمر الشباب. وعن كيفية التصدي لتلك الظاهرة أشار سليمان إلي أنه يجب علي اتحاد الكرة إلزام جميع الأندية بعمل تحاليل لكل اللاعبين المقيدين علي ان يشمل هذا التحليل علي نسبة النيكوتين في الدم وأيضاً تحليل مخدرات وترمادول علي ان تقدم تلك التحاليل إلي اتحاد الكرة ويتم توقيع عقوبات مشددة علي أي لاعب يثبت تناوله لأي عقاقير مخدرة أو تدخينه للسجائر أو الشيشة.