في حدث تاريخي شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة أول لقاء لشيخ الأزهر بشباب وأساتذة ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات.. وتفاعل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب مع تساؤلات الطلاب والأساتذة ودار حوار مفتوح من القلب حول أهم القضايا المثارة علي الساحة وعبر الشباب عن قناعتهم بالردود العلمية المبسطة بتكرار التصفيق الحار. دارت التساؤلات حول تجديد الخطاب الديني وإصلاح التعليم الأزهري وجمع الأحاديث الصحيحة وتكفير داعش.. وجاءت إجابات الإمام الأكبر قاطعة واضحة: "الدواعش" مفسدون في الأرض لكنهم ليسوا كفارا.. فخروج أي شخص من الإيمان يكون فقط بإنكار ما أدخله فيه كأن يكفر بالله أو ملائكته أو اليوم الآخر وهكذا. أضاف: نحن في الأزهر نسير منذ أكثر من 1060 عاما علي مذهب الأشعري.. ولا نحكم علي أي شخص يؤمن بالله.. بالكفر ولو ارتكب كل فظائع الدنيا. وقال: الإسلام والتجديد وجهان لعملة واحدة إذا صح التعبير.. لكن المطالبة بتغيير الثوابت "تدمير".. ولابد من إصلاح التعليم.. وإلا ستذهب كل الأموال والجهود إلي البحر وقد بدأنا في الأزهر بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية وهناك مادة الثقافة الإسلامية التي تركز علي قضايا العصر. * سأل محمد عطية مرعي من كلية الصيدلة: ما موقف الأزهر من دعوات تجديد الخطاب الديني؟ ** أجاب الإمام الأكبر: يجب أن نفهم تجديد الخطاب الديني في ظل ما هو مقرر في الإسلام. فالتجديد مطلوب لكنه بالطبع لا يعني تغيير الثوابت كالزواج والطلاق والربا والعبادات وغيرها. ولابد أن نتيقظ جميعا للفرق بين "التجديد" و"التدمير". نعم نريد تقريب المفاهيم إلي "الذهنية المعاصرة" وإنزالها إلي واقع الناس وأن تفتح لنا نافذة نطل منها علي الواقع وفي أيدينا النصوص لنعقد مصالحة بينهما. "الإسلام" و"التجديد" وجهان لعملة واحدة إذا صح التعبير.. قال النبي صلي الله عليه وسلم : "إن الله ليبعث علي رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها". نحن لا نحتاج إلي من بنيهنا إلي ضرورة تجديد الخطاب الديني. لكن المشكلة أننا نحن جميعا في العصور الماضية حدث لنا جمود علي كل المستويات.. فالأحداث كثيرا ما تسبق إيحاءات النصوص التي جمد الفهم فيها علي عصور بعينها. أضاف الإمام الأكبر: لابد من إصلاح التعليم وبدون ذلك سوف تذهب كل الأموال والجهود والبرامج المستوردة إلي البحر.. ونحن في الأزهر بدأنا الإصلاح بالمرحلتين الاعدادية والثانوية من خلال خبراء متخصصين قادرين علي قراءة الكتب القديمة وفهمها وإعادة صياغتها بأسلوب مبسط بحيث يستوعب الطالب "المعاني" والمضامين واستبعاد ما لا يتناسب مع العصر. وتقرير مادة دراسية جديدة "الثقافة الإسلامية" تركز علي موضوعات واقعية مثل الجهاد والهجرة والتكفير. لقد نجحنا في إنهاء حالة الانفصال بين التلاميذ والمدرسين والكتب القديمة ونركز علي تعليم الطلاب أن هناك عقائد أخري ومذاهب أخري وأن الله خلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم وإدراكاتهم. * سألت شاهندة أسامة من كلية رياض الأطفال: هل هناك أزمة أخري غير المناهج في التعليم الأزهري وهل تم اتخاذ إجراءات نحو حلها من أجل تعليم عصري؟ * قال شيخ الأزهر: وجدنا أن هناك معاهد أزهرية كثيرة انشئت بحسن نية بالجهود الذاتية من أجل نشر التعليم الأزهري لكن هذه "الكثرة" جاءت علي حساب الكيف والجودة والاتقان.. وقد وضعنا شروطا لمن يريد أن يبني معهدا ويقدمه للأزهر.. لوقف هذا "التدهور". نحن نعيد النظر في هذه المعاهد ومبانيها وقدراتها لتخريج الطلاب بالمستوي المنشود أو علي الأقل تكون البداية مشجعة.. ولدينا مشاريع كبري منها إنشاء مجمع ضخم لمعهد البعوث الإسلامية للبنين والفتيات خاصة أن هناك 35 ألف وافد ووافدة من 102 دولة يدرسون بالأزهر وهذا المجمع سوف يستوعب هؤلاء الطلاب خلال عامين. الحمد لله.. خلال الخمس سنوات الماضية حدث انضباط كبير. * سأل عميد كلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة: متي نري تصنيفا جديدا للأحاديث النبوية يضم الأحاديث الصحيحة فقط في موسوعة ويجمع بين صحة السند وصحة المتن؟ ** قال الإمام الأكبر: نحن في الأزهر سائرون في هذا الطريق الصعب فهذا جهد ضخم لا تظن أنه يحدث في عام أو عامين وإن كنا نتمني أن يكون الأمر كذلك لكنني متأكد أن هذا سوف يحدث خلال 3 أو 5 سنوات خاصة أن الأزهر يعمل في مسارات متعددة. * سأل مجدي عيسي: هل هناك تنسيق بين الأزهر والأوقاف لمواجهة الفكر المتطرف؟ ** أكد الإمام الأكبر أن التنسيق موجود بين الأزهر والأوقاف لكن لابد أن ندرك أن الأزهر مؤسسة تعليمية من الصف الأول التمهيدي حتي الدكتوراه لكن "الأوقاف" مؤسسة دعوية ونحن نعمل معا في إطلاق القوافل الدعوية إلي كل المحافظات لترسيخ الفهم الحقيقي للإسلام. * تلقي الإمام الأكبر سؤالا: لماذا لم يصدر الأزهر بيانا صريحا بتكفير "داعش"؟ ** قال د. الطيب: اعطوني فرصة لأجيب علي هذا السؤال إجابة علمية بشكل مبسط يفهمه الجميع. الإيمان بالله هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره. حلوه ومره. أما الخروج من الإيمان وهو الكفر فهو بإنكار الشخص ما أدخله في الإيمان مثل الكفر بالله والكفر بملائكته وكتبه وهكذا.. بمعني: "لا يخرجن من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت فيه". السؤال: هل مرتكب الكبائر بما فيها الموبقات من قتل وغيره كافر. وهل شارب الخمر كافر؟.. وهنا تختلف المذاهب ويقول الأزهر: عليكم بالمذهب الأشعري لإنقاذ الناس الآن حيث يمد هذا المذهب مظلة الإسلام علي الناس جميعا. ووفقا للمذهب الأشعري الذي هو مذهب الأزهر طوال الألف و60 عاما الماضية فإن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان بل انه مؤمن عاصي.. بينما قالوا "الخوارج" قديما: العمل من صلاة وحج وغيرهما جزء من الايمان وبذلك يكون عندهم مرتكب الكبيرة كافرا. الأزهر لا يحكم بالكفر علي شخص يؤمن بالله حتي لو ارتكب فظائع الدنيا كلها.. وهذا لا يعني اننا نترك "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية يسرح ويمرح بل نقول انهم مفسدون في الأرض يحاربون الله ورسوله.. لكنهم ليسوا كفارا وإن حكمنا عليهم بالكفر فقد وقعنا فيما نلومهم عليه. حيث انهم يكفرون الشعوب ويستحلون دماءهم متذرعين بأقوال "الخوارج" بأن العمل جزء من الإيمان. كان الإمام الأكبر قد أكد في كلمته أن الأخلاق في الإسلام ثابتة لا تتحرك ولا تتطور مع منطق الأغراض والمصالح أو منطق القوة والتسلط أو غير ذلك مما يحكم البناء المعرفي الخلقي في حضارات أخري ويسكنها حتي النخاع ومن هنا كان من المستحيل أن يأتي علي المسلمين زمن يقدمون فيه علي السطو علي الآخر أو يبررون قتله أو صراعه أو إخضاعه لإرادة غيره فالقبيح في ميزان الأخلاق الإسلامية قبيح إلي آخر الزمان والحسن كذلك حسن إلي آخر الزمان.. كما أن الفلسفة الخلقية في الإسلام لا تعرف نسبية القيم ولا تعترف بالمبدأ الميكيافيلي الذي يبرر "الغاية بالوسيلة" ولا تؤمن بمبدأ الكيل بمكيالين في الحادثة الواحدة أو النوازل المتماثلة ولا غير ذلك من القيم المنحرفة التي ارتبطت بالعقل المستبد وكانت سببا مباشرا في أزمة الإنسان المعاصر وآلامه وعذاباته. أضاف أن العبادة في الإسلام وفي مقدمتها: الصلاة والصيام مثلا لا تغني عن الأخلاق وحتي وإن كثرت وبلغت عنان السماء والعبادات في الإسلام إذا لم تستند إلي ركائز خلقية فإنها تصبح في مهب الريح. قيل للنبي "صلي الله عليه وسلم": "ان فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها بلسانها فقال: لا خير فيها هي في النار قيل: إن فلانة تصلي المكتوبة وتتصدق بالأسوار من الطعام "أي: بالقطع من الطعام" وليس لها شيء غيره ولا تؤذي أحدا قال: هي في الجنة". قال الإمام الأكبر: علي الذين يظنون من الشباب ان الإسلام منحصر في المساجد وفي الرسوم والأشكال وانهم فيما وراء ذلك أحرار في إطلاق ألسنتهم بنقد زملائهم وتجريحهم وأنهم متميزون عن بقية خلق الله علي هؤلاء أن يتيقظوا جيدا لهذا التشريع النبوي في أمر العلاقة بين الأخلاق والعبادة حتي لا يغامروا بعبادتهم ويلقوا بها في مهب الريح ويصيروا إلي ما صارت إليه هذه المرأة التي ألقي بها لسانها في قرار جهنم وبئس المصير. أكد الإمام الأكبر موجها حديثه لشباب الجامعات: يجب أن تتحركوا وأن تفكروا وأن تعلموا وعليكم أن تدركوا الحدود الفاصلة بين العقل المستضيء بنور الوحي الإلهي ونصوصه الصحيحة الثابتة والعقل الجامح الذي يدمر في طريقه كل شيء واعلموا أن للعقل مجالا وللوحي مجالا آخر وأن الخلط بينهما أو الاعتماد المطلق علي احدهما في مجال الآخر لا يؤدي إلا إلي الاضطراب.. وأن الجموح العقلي أو الفكري إنما يكون بسبب سقوط الحدود الفاصلة بين هذين المجالين حيث ينفلت العقل ويجمح إما إلي الإلحاد وإضلال الناس وإما إلي الانغلاق والانسحاب وتكفير الناس وكلاهما مرض نفسي وفكري وغايته ضلال وتخبط في النظر والاستدلال وما أعظم ما قرره أئمة علم الكلام في هذا الأمر وما بينوه من الفروق الدقيقة بين الدليل العقلي والدليل النقلي ومجالات كل منهما وكيف أن إبطال أحدهما لحساب الآخر يكر بالنقض والإبطال علي الدليلين معا. أضاف: أيها الشباب يجب أن تكونوا علي مستوي المسئولية التي تقع علي عواتقكم وأن تكونوا علي ذكر دائم لأمانة الوطن التي ستلقون بها ربكم وأنتم مسئولون عنها لا محالة ولا مفر ولا جدال في ذلك ثم هي مسئولية في هذه الحياة الدنيا.. يسجلها التاريخ وتحفظها الأيام والتاريخ لا يرحم كما يقولون فاحرصوا علي أن تكون صحيفتكم الوطنية بيضاء نقية في سجلات التاريخ واحرصوا علي أن تذكركم الأجيال القادمة بالثناء والعرفان بالجميل كما نذكر نحن الآن شباب مصر في القرن الماضي بالاعجاب والتقدير لصموده في وجه الاستعمار وإبطال خطط المتربصين والمفسدين في أرض مصر آنذاك.. فقفوا إلي جوار مصلحة هذا البلد الذي نأكل ونشرب من خيراته ونتعلم ونسرح ونمرح علي ثراه ولا تكونوا من الذين يأخذون من مصر بايمانهم ويطعنونها من الخلف بشمائلهم فما هكذا الرجال وما هكذا أهل المروءة والوفاء. قال: لا تظنوا انني جئت لأذكركم بما يجب عليكم وما يحسن ويجمل بكم وأنا في غفلة من أمر مشكلاتكم ومعاناتكم وآلامكم.. فرغم اني تجاوزت مراحل الشباب وودعته راغما كما يقولون لم أنس أبدا آلام جيلي أيام أن كنت شابا ولا مسئولياته عن أوضاع فرضت عليه فرضا لم يشارك في صنعها ولم يكن له فيها ناقة ولا جمل.. كنا ندفع فواتير الحساب لغيرنا ونتحمل تبعات خطأ الآخرين.. وقد عرفنا الحروب وما خلفته من دمار وأزمات اقتصادية واجتماعية وكان أقساها علي نفوسنا انسداد باب العدالة الاجتماعية والمساواة في وجوهنا.. وأنتم وإن كنتم تعيشون مشكلات شبيهة بهذه المشكلات إلا أن التخلص منها لن يستعصي علي حكمتكم وفطنتكم وصبركم مادامت لكم إرادة صادقة وفكر هادئ متزن ورؤية صحيحة للواقع والأحداث وما يحاك للمنطقة ويتربص بها من وراء البحار وعليكم أن توطنوا أنفسكم علي قراءة الواقع قراءة رشيدة وأنتم تتصدرون لحل هذه المشكلات ولا مفر لكم من أن تديروا ظهوركم للحلول التي لم تعد صالحة لمواجهة التحولات والتحديات المعاصرة.. فالجري وراء الوظيفة الحكومية والتشبث بها وضياع زهرة العمر في انتظارها والنفور من العمل اليدوي وعبادة الشكل والمظهر والركون إلي الدعة والراحة.. كل هذه موروثات يجب التخلي عنها إذا أردنا أن نتحرك بالمجتمع المصري نحو العمل والإنتاج والعدالة الاجتماعية المنتظرة والمساواة المنشودة. أضاف الإمام الأكبر: وفي الوقت نفسه وبالتوازي معه انه يجب علي المسئولين كل المسئولين في الدولة أن يشاركوا الشباب في تقشفه وفي معاناته وأن يقاسموه همومه وآلامه بخطط عملية بعيدة كل البعد عن الشعارات التي لا تقول شيئا والتي يسخر منها الشباب ولا يجد فيها فائدة تمس حياتهم أو تغير من واقعهم.. وكم أحلم بل أتمني علي الأثرياء والمستثمرين أن لو استثمروا أموالهم في التقليل من معاناة الشباب والأخذ بأيديهم نحو نهضة حقيقية يلمسون آثارها لمسا مباشرا وكم تساءلت في عتاب وارتياب أيضا: لماذا لا يستثمر القادرون أموالهم في بناء وحدات سكنية بأجرة قليلة لتمكين الشباب الرقيق الحال من الاستقرار النفسي ومن بناء أسرة صغيرة.. ولماذا لا تتغير ثقافة المجتمع في مسألة تكاليف الزواج وتعقيداته التي لا معني لها والتي وصلت إلي حد التكليف بما لا يطاق وأين دور الفقهاء والعلماء والدعاة والإعلاميين والمثقفين والفنيين في تغيير هذه العادات السيئة التي جاء الإسلام ليحطمها وينقضها من الأساس؟ ألم ييسر نبي الإسلام "صلي الله عليه وسلم" من أمر تكاليف الزواج حتي جعل المهر "كفا من سويق" أو "خاتما من حديد"؟! فأين كف السويق وخاتم الحديد من كف الذهب وخاتم الماس وغيرهما مما تتباهي به الأسر الثرية وتستفز به مشاعر الفقراء وأحاسيس البسطاء؟! بل تستفز به مشاعر المجتمع كله وتدفع ببعض الشباب إلي الانحراف والإصابة بالأمراض الخلقية والنفسية. قال الإمام الأكبر: أعرف أنكم تسألون عن الإرهاب وعن داعش وأخواتها.. وما أظنكم بغافلين عن حقيقة هذه التنظيمات المسلحة والظروف التي ولدت فيها وكيف انها ولدت بأنياب ومخالب وأظافر وكيف انها صنعت صنعا لحاجة في نفس يعقوب ومعني في بطن الشاعر وقد صار اللعب الآن علي المكشوف وظهر ما كان بالأمس مستخفيا ولعلكم أضغيتم السمع إلي رؤساء الدول وهم يتبادلون التهم حول شراء البترول من جماعات الإرهاب في بلادنا العربية ولعلكم تتساءلون معي: هل القضاء علي حاكم حتي لو كان ديكتاتورا يتطلب إبادة دول وشعوب؟ وقتل ثلاثة أرباع مليون من الرجال والنساء والأطفال في بلد واحد وحرب واحدة؟ واني لأترك الاجابة الأليمة لفطنتكم ووعيكم فقد يكون جيلكم أوعي بهذه الظروف وبملابساتها من جيلنا . أضاف الإمام الأكبر موجهاً حديثه لشباب الجامعات: في نهاية كلمتي هذه أود أن أؤكد أن الأزهر الشريف يسعده كثيرا أن يفتح أبوابه لإسهاماتكم الفكرية واقتراحاتكم المستنيرة من أجل دعم رسالته في نشر ثقافة السلام الاجتماعي علي المستوي الوطني والإقليمي والدولي وفي تأكيد الاخوة الإنسانية والزمالة العالمية وكذلك في ترسيخ المفاهيم الصحيحة للدين والشريعة في عقول الناشئة لحمايتهم من استقطاب الفكر المنحرف ودعوات الغلو والتطرف والقتل وحمل السلاح في وجه الآمنين والمسالمين وأتمني لو تدخلون مع علماء الأزهر وشبابه في حوارات نتعرف فيها عليكم وعلي مشاكلكم كما تتعرفون علي شباب الأزهر ومشاكله.