مناظرة د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر والداعية الشيخ خالد الجندي رغم أنها كانت شيقة وثرية في محتواها الفكري والديني إلا أنها خرجت عن المألوف بسبب انسحاب د.كريمة منها اعتراضاً علي ما يقوله الشيخ الجندي. العالمان الكبيران كانا يتحدثان عن الطلاق الشفوي فالشيخ الجندي يري أنه لا يقع وباستطاعة الزوجين إكمال حياتهما الزوجية إذا ما أخطأ الرجل ورمي يمين الطلاق علي زوجته ثم شعر بخطئه وتراجع في قراره قبل الذهاب للمأذون وتوثيق الطلاق رسمياً.. بينما يعترض د.كريمة علي هذا الرأي وفنَّد بالحجة والبرهان من أقوال السلف مايدحض هذا الرأي ويقول إن الطلاق الشفوي يقع باللفظ والكتابة والإشارة المفهومة. نحن هنا لسنا بصدد الحكم الديني لأننا تناولناه علي ألسنة علماء الفتوي في "المساء الديني" الجمعة الماضي ولكننا نود توجيه بعض الرسائل للعالمين الكبيرين.. فبالنسبة للشيخ الجندي رغم أننا نقدر اجتهاده في كثير من القضايا إلا أننا نوجه إليه سؤالاً لماذا تتحدث في هذه القضية الحساسة الآن رغم أنها ثابتة ومستقرة من قديم الزمان وأفتي بها العديد من العلماء. والأمة الإسلامية كلها تعرف أن الطلاق الشفوي يقع؟.. وإذا كان اجتهادك صحيحاً فكان الأجدر ألا تعرضه علي الهواء في وسائل الإعلام حتي لا تحدث بلبلة بين الناس ومن الأفضل عرضه علي دار الإفتاء ومجمع البحوث ومجمع الفقه وكل المؤسسات الدينية حتي تصدر فتوي جماعية بذلك وتسري علي المجتمع الإسلامي ككل لا سيما أنه تم خراب ملايين البيوت بسبب الطلاق الشفوي ولو كان الزوجان المنفصلان يعرفان أن طلاقهما باطل لتم انقاذ تلك الأسر من التشرد. أما بالنسبة للدكتور كريمة فرغم أنه عالم جليل نكن له كل التقدير والاحترام إلا أن ما يؤخذ عليه عصبيته الزائدة التي تخرجه عن شعوره في كثير من المناقشات علي الفضائيات والدليل انسحابه من المناظرة التي كانت تجمعه بالشيخ خالد الجندي الذي كان هادئا بطبعه. الاجتهاد مطلوب فالتراث لابد من التنقيب فيه لاستبعاد ما لا يتناسب مع مقتضيات العصر وهذا ما ننادي به دائماً خاصة أنه يعرض وجهة نظر بشرية خاصة بالعلماء السابقين الذين نعترف بفضلهم في توضيح أحكام الفقه الإسلامي والكثير من المعاملات الاجتماعية والمالية وغيرها.. ولكن هناك قضايا حساسة لا يجوز إعلان الاجتهاد فيها إلا بعد الحصول علي موافقة جماعية من علماء الأمة.. كما أننا نطلب من علمائنا الأجلاء الالتزام بأدب الحوار فالناس ينظرون إليهم كمثل أعلي وقدوة يسيرون علي نهجهم.. وفق الله الشيخين الجليلين. إشارة حمراء إلي متي نستيقظ علي انفجارات هنا وهناك وآخرها ما حدث أمس بفندق القضاة في العريش.. فكل يوم يسقط ضحايا جدد في الوقت الذي كنا نعتقد فيه أنه تم القضاء علي البؤر الإرهابية في سيناء.. المصيبة أن كارثة الأمس جاءت متزامنة مع انتخابات المرحلة الثانية لمجلس النواب ومن المفترض أن يكون التأمين فيها علي أشده وكأن الإرهابيين يقولون ها نحن هنا ومازلنا متواجدين علي الساحة.. ولا عزاء للأمن.