د. جهاد من الإعاقة إلي قبة البرلمان

صوت القلم

قناعتها بأن الإعاقة إعاقة فكر وليس إعاقة جسد جعلها تتخطي كثيراً من الصعوبات والمعوقات التي صادفتها خلال رحلة عمرها.. تذكرني بعميد الادب العربي طه حسين والموسيقار عمار الشريعي وغيرهم من الرموز الناجحة التي استمدت طاقة أمل من الظروف القاسية التي واجتهم وحولت المحنة إلي منجة إنها الدكتورة جهاد إبراهيم عضو برلمان ..2015 عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة قابلتها منذ أيام في دورة تدريبية نظمها المجلس القومي للمرأة للفائزات في المرحلة الاولي من الانتخابات البرلمانية.. اقتربت منها وتحدثت اليها فاكتشفت ان لديها قوة روحية تفوق الخيال جعلتها تتحدي إعاقتها.. قالت لي اصبت بشلل الاطفال وكنا من أسرة محدودة الحال بسيطة بقرية القرين بالشرقية.. لم تستطع أسرتي شراء كرسي متحرك أنتقل به وكان البديل أن تحملني والدتي علي اكتافها واعترف أن حملها لي واحتضانها لي علي مدي 8 سنوات متتالية اكتسبت منه طاقة روحية أحيا بها إلي الآن.. وبالطبع خلال رحلة عمري واجهت الكثيرمن المواقف الصعبة محفورة في الذاكرة والوجدان اذكر منها لحظة التحاقي بالمدرسة لأول مرة وعدم قدرتي علي الوقوف عندما دخل المدرس الفصل وسألني بتهكم واستخفاف وسخرية هل مازلت نائمة حتي الآن.. وهمست له إحدي زميلاتي بأنني معاقة.. وبقدر ما أحزنني هذا الموقف المؤلم الذي فاق تحملي كطفلة في السادسة من عمرها إلا انه كان بمثابة حافز لي للتحدي واثبات انني لست معاقة وانني لست أقل من باقي زملائي في الفصل.. هذه القوة جعلتني اتقدم علي زملائي.. وأحقق المركز الأول عليهم وبالفعل كنت دائما الاولي علي المدرسة ومرت بي السنون استمد من دعم أمي وحضنها ومساندتها لي قوة دافعة للتفوق حتي انني حلمت ان التحق بكلية الطب وأصبح طبيبة عظام لعلاج أي طفل يعاني شلل الاطفال مثلي فالتجربة قاسية ومن ذاق مرارة الألم والمر ليس كمن لم يعان إلا أن مجموعها لم يؤهلها للالتحاق بالطب.. ففكرت في الالتحاق بكلية التربية إلا انهم رفضوا قبولها تحت بند أنها غير لائقة طبيا رغم ان مجموعها يؤهلها وقالت لم يكن متاحا امامي سوي كلية البنات جامعة عين شمس ورضيت بقدري والتحقت بها ودرست بقسم الاجتماع والذي اعتبره بعيداً كل البعد عن دراستي العلمية ولكنني اعتبرته حلقة من حلقات التحدي التي واجهتني منذ ان كنت طفلة صغيرة.. واجهتني مشكلة في الكلية عدم وجود اسانسير برغم ان كل المحاضرات في الادوار العليا.. لم أيأس ولم اتذمر بل كنت انتظر زميلاتي عقب انتهاء المحاضرات في نهاية اليوم وانقل منهم إياها حتي لا يفوتني أيا منها ولحسن حظي.. شعرت بظروفي مديرة الجداول التي قامت مشكورة بنقل المحاضرات للدور السفلي.. وبفضل الله كنت الأولي علي الدفعة في سنواتي الجامعية وعينت معيدة بالجامعة وحصلت علي الماجستير بتقدير امتياز وأنا الآن مدرس مساعد بكلية الأداب.. وفكرت في ترشيح نفسي للبرلمان عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ولا ينقصني أمل في الفوز بمقعد تحت قبة البرلمان والحمد لله فزت في المرحلة الأولي ونسيت أن أقول لكي انني فزت ببطولة الجمهورية للسباحة للمعاقين سبع مرات علي التوالي تركتها وودعتها بابتسامة رضا لا تفارقها نعم هي بطلة استطاعت أن تحول ضعفها إلي قوة وأن تجاهد إعاقتها ونجحت.. نموذج وتجربة تستحق التقدير.
كلمات لها معني
* هناك اوقات تشعر فيها أنها النهاية ثم تكتشف انها البداية.. فقط تفاءل!!
* البعض لا يفهمك ليس لصعوبتك بل لانك أكثر بساطة مما يتوقعون!!
* الابتعاد عن المشاكل لا يعني الضعف بل يعني انك اكثر قدرة علي الاستمتاع بحياتك.