من نعم الله علي عباده الصالحين أن حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم. فأقبلوا علي الطاعات والعمل الجاد بإخلاص. صدقوا مع الله ومع أنفسهم وتخلصوا من الرياء وكل مظاهره وكان قول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نبراساً لهدايتهم وقائداً لهم في كل توجهاتهم وقد تمثل هذا القول الكريم لرسول رب العالمين في "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. وأن يقذف الرجل في النار أحب إليه من أن يرجع إلي الكفر بعد إذ أنقذه منه. وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله" هذا التشبيه من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قد جاء عن طريق الاستعارة حيث إن الإيمان يشبه العسل الذي يتمتع المرء بحلاوته فكذلك الإيمان يتمتع بحلاوته عباد الله الصالحين هذه الحلاوة المعنوية ويجدها أهل الإيمان في فعل الطاعات والعمل الصالح بكل أنواعه هؤلاء العباد وصفهم الله سبحانه بقوله: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" هؤلاء خالطت حلاوة الإيمان المعنوية مشاعرهم ودماءهم واستعذبوا المشاق في سبيل هذه السعادة التي لا يبغون عنها بديلا وما أحلاها من حلاوة. هؤلاء الرجال كان الصدق مع الله والنفس هو طريقهم في الحياة فهاهم ضعاف الصحابة حينما كانوا يتعرضون للتعذيب الشديد كان الإيمان يزداد في قلوبهم وتزداد حلاوته في نفوسهم. التمسك بالفضائل والتحلي بالأخلاق الكريمة والعمل بإخلاص ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالي هي أعز ما يملكون. لا يعرفون الخداع أو النفاق والرذائل كالحقد والحسد إنما الخير ووسائله هي أسمي ما يطمحون إليه. الدين لديهم قرين لا يفارق أفكارهم وخواطرهم وحب الله ورسوله يتغلغل في دمائهم وكل تصرفاتهم فهاهو الصحابي جاء إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يسأله قائلا متي الساعة؟ فيقول له رسول الله - صلي الله عليه وسلم وماذا أعددت لها؟ قال الصحابي: حب الله ورسوله. فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم أنت مع من أحببت. هذه النماذج وتلك الامثلة أضعها أمام أجيالنا وكل أبناء العالم العربي والإسلامي ليكون الصدق والإخلاص هما أساس كل أعمالهم في شئون الحياة بمختلف جوانبها. ولعل هذه السمات تجعلهم يبتعدون عن طريق الذين يستهويهم حب المال وشهوات الحياة ومتابعها الزائل. ولو تمكن الصدق والاخلاص من هذه الاجيال لرأينا بلاد العرب والمسلمين من أرقي دول العالم. لكن للأسف نري الفساد وبطء الحركة لدي الكثيرين من القائمين علي مختلف المصالح والهيئات ولعل ما يجري في الدوائر وأجهزة الحكم المحلي أبلغ مثال يتنافي مع ممن ينتمون للدين الحنيف "ومن أظلم ممن افتري علي الله الكذب وهو يدعي إلي الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين" ولله الأمر من قبل ومن بعد.