* يسأل محمد عبدالحليم تاجر مجوهرات من سوهاج: ما هو فضل بناء المساجد وهل يجوز تسميته باسم شخص أم لا..؟! ** يجيب الشيخ عمرو حسن عفيفي من علماء الازهر الشريف إن بناء المساجد من الامور المرغب فيها شرعاً وقد ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضل بناء المساجد والمشاركة في بنائها فمن ذلك: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من بني لله مسجداً بني الله له بيتاً في الجنة" رواه البخاري ومسلم. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من بني لله مسجداً قدر مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة" وهذا الحديث يدل علي المشاركة في بناء المسجد لان مفحص القطاة لايكفي ليكون مسجداً. ومفحص القطاة هو المكان الذي تفحصه القطاة لتضع فيها بيضها وترقد عليه. وعن أنس رضي الله عنه ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "من بني لله مسجداً صغيراً كان أو كبيرا بني الله له بيتاً في الجنة" رواه الترمذي وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره أو ولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه أو نهراً أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته" رواه ابن ماجه وابن خزيمة والبيهقي. إذا تقرر هذا فإن اضافة المساجد لله تعالي إنما هي إضافة تشريف كما ورد في قوله تعالي "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً" وقال تعالي "ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم". قال تعالي "ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين علي أنفسهم بالكفر أولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون. "انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسي أولئك ان يكونوا من المهتدين" وقال الامام ابن العربي المالكي "المساجد وإن كانت لله ملكاً وتشريفاً فإنها قد نسبت إلي غيره تعريفاً. فيقال: مسجد فلان. وفي صحيح الحديث "أن النبي صلي الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحيفاء وأمدها ثنية الوداع. وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلي مسجد بني زريق" وتكون هذه الاضافة بحكم المحلية كأنها في قبلتهم وقد تكون بتحبيسهم فإن الارض لله ملكاً ثم يخص بها من يشاء فيردها إليه. ويعينها لعبادته فينفذ ذلك بحكمه. ولا خلاف بين الامة في تحبيس المساجد والقناطر والمقابر وإن اختلفوا في تحبيس غير ذلك. "ويستفاد منه جواز إضافة المساجد إلي بانيها أو المصلي فيها ويلتحق به جواز إضافة أعمال البر إلي أربابها ويري إبراهيم النخعي فيما رواه ابن أبي شيبة عنه انه كان يكره ان يقول مسجد بني فلان ويقول مصلي بني فلان لقوله تعالي "وأن المساجد لله" وجوابه ان الاضافة في مثل هذا اضافة تمييز لاملك وثبت ان النبي صلي الله عليه وسلم قد أضاف المسجد لنفسه الشريفة كما صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن النبي صلي الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" رواه البخاري ومسلم. وروي الامام أحمد وابن ماجة عن عبدالله بن عبدالرحمن رضي الله عنه قال: "جاءنا النبي صلي الله عليه وسلم فصلي بنا في مسجد بني عبد الاشهل فرأيته واضعاً يديه علي ثوبه إذا سجد " قال في الزوائد إسناده متصل سنن ابن ماجة.