أسبوع كامل وأهالي البحيرة بالريف والحضر يعيشون مأساة حقيقية بسبب كارثة السيول التي لم تستثني أحدا وخلفت وراءها جراحا غائرة في صدور الكثير من المواطنين.. في الريف أتت الكارثة علي عشرات الآلاف من الأفدنة بالأراضي الزراعية وتسببت في تلف زراعاتها ونفوق العديد من رءوس الماشية للمزارعين وأغرقت 7 قري أبرزهم الحرقان ومسعدة والصعيدي وزرقون ونديبة وتسببت في تصدع نحو 100 منزل بقرية العفونة بوادي النطرون بينهما 60 منزلاً تعرضت للتصدع الكلي والباقي للتصدع الجزئي. وفي الحضر كشفت الكارثة عن الثبات العميق الذي يعيش فيه مسئولو الإدارة المحلية بالمحافظة الذين يواجهون الأزمات والكوارث بالشو الإعلامي فقط حيث كشفت الكارثة عن الحقيقة الصادمة علي الأرض لارتفاع فوهة أغلب هذه الصفايات عن مستوي الرصف بالشوارع وما تبقي منها امتلأ بالأتربة كل ذلك تسبب في ارتفاع منسوب المياه بالمدن وغرق جميع المدارس ومراكز الشباب والملاعب. رغم تصريحات محافظ البحيرة د. محمد سلطان بأن الوضع تحت السيطرة وكله تمام لأن جميع مدارس المحافظة تعمل حاليا في ظل تضرر جزئ وهناك 22 مدرسة تم تعطيل الدراسة بها غداً نظراً لوجود كميات كبيرة من المياه في افنيتها وهو ما يمثل خطراً كبيراً علي الطلاب. الأهالي الذين فقدوا كل ما يملكونه ولم يجدوا من يخفف عنهم راحوا يتجمهرون أمام مركز شرطة كفر الدوار وآخرون قاموا بقطع الطرق الرئيسية احتجاجا علي ما حل بهم من دمار وخراب وطالبوا بضرورة تعويضهم عما فقدوه غضب الأهالي طال نوابهم الذين فازوا في المرحلة الأولي وصبوا عليهم جام غضبهم لعدم ظهورهم بجانبهم في مصابهم ومحاولة تدخلهم لدي المسئولين للتخفيف عنهم وتوعد العديد من الأهالي النواب في حال ترشحهم مرة أخري. "المساء" عاشت مع الأهالي لحظات الضيق والألم بالعديد من القري المنكوبة التي ضربتها السيول يقول محمد زكي سعادة من قرية ال 300 بأبوالمطامير إن جميع قري شمال التحرير أغرقتها السيول ودمرت جميع الطرق الموجودة بها وما زاد من معاناة الأهالي الذين يعانون الآن من كارثة بيئية وصحية هو اختلاط مياه الصرف الصحي البدائي الذي اقامة الأهالي علي نفقتهم بمياه الشرب. * ومن عزبة بلبع بمركز دمنهور يقول حسين عبدالنبي النوام إن مصرف الخيري تسبب في غرق أراضينا بعد توقف ماكينات الرفع بقرية زاوية غزال والتي أغرقتها مياه السيول هي الأخري مشيرا إلي أن هذه الماكينات المتهالكة والمصرف يقطع زراعات الأهالي من النوبارية مرورا بالدلنجات ثم مركز دمنهور ثم مركز إدكو وينتهي به الحال بالصرف في بحيرة إدكو. أضاف مرعي عبدالله النوام أن الزراعات التي تلفت بالأراضي هي كل ما نملك من حطام الدنيا وطالب بضرورة تعويضهم عن هذه الأضرار. يشير عبدالوهاب عمر عرقوب من قرية بلبع الغربية بمركز دمنهور إلي أن الأهالي اصبحوا مشلولين بعد انهيار الطريق الذي يربط خط "دمنهور الدلنجات". يجذب أطراف الحديث محمد زكي من النوبارية فيقول: بعد هذا الخراب الذي حل بنا وتجاهل المسئولين لما نعانيه. يقول فتحي العبد من قرية أبوالنوم بكفر الدوار إن مصرف الحارث للصرف في حاجة عاجلة لتشغيل جميع ماكينات الرفع.