قرر المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء إجلاء جميع مواطني قرية العفونة بوادي النطرون إلي أماكن أخري بديلة لحين استقرار الأوضاع وإعادة تشييد المنازل المنهارة من جديد. وأصدر تعليماته بصرف عشرة آلاف جنيه إعانة إنسانية عاجلة لأسرة كل متوفي من أهالي القرية الذين ارتفع عددهم ليصل إلي ثماني حالات وفاة. وأصدر توجيهاته بضرورة توفير جميع أوجه الرعاية لأهالي القرية من الأطعمة والأغطية والوجبات الجافة والساخنة. مشيرا إلي توفير مروحية للمساعدة في اجلاء الأهالي.. جاء ذلك أثناء تفقد رئيس الوزراء للقرية التي ضربتها السيول وتفقده للمصابين بمستشفي جراحات اليوم الواحد بوادي النطرون التي رافقه خلاله د.مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق ود.أحمد عماد وزير الصحة ود.أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية ود.محمد سلطان محافظ البحيرة. أوضح المحافظ أن قرية العفونة تقع في منطقة منخفضة بحوالي ثلاثة أمتار وتبعد عن الطريق الرئيسي بحوالي خمسة كيلو مترات وأن الأمطار بدأت في السقوط منذ منتصف الليلة قبل الماضية واشتدت ذروتها وتحولت إلي سيول في الثالثة من صباح أمس. مشيرا إلي أن أسباب تفاقم المشكلة وارتفاع حالات الوفيات سببه انهيار طريق رملي بمسافة حوالي 15 متراً وهو أحد الطرق الموجودة بالقرية. مما أدي إلي تقسيم القرية إلي قسمين وعزل كل قسم عن الآخر وكان سبباً رئيسياً في وقوع حالات الوفاة. وأن أغلب المنازل المضارة من دور واحد أرضي. أشار المحافظ إلي أن اللواء أركان حرب محمد الزملوط قائد المنطقة الشمالية قام بنفسه بالمتابعة مع رجال القوات المسلحة الذين تمكنوا من إجلاء 120 مواطناً من أهالي القرية وتم نقلهم إلي أماكن بديلة ودفعت المحافظة بخمسين سيارة لشفط مياه الأمطار. أرسلت د.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي 5 سيارات نقل محملة بالأغذية والبطاطين للمضارين وقامت بصرف بدل إعاشة لكل فرد ترك منزله لحين عودته. "المساء" التقت العديد من الأهالي الذين تضررت منازلهم جزئياً أو كلياً.. حيث أكدوا أنهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً. وكل ما يطالبون به هو إعادة منازلهم لحالتها ورصف طريق القرية. علي جانب آخر قال الأب قزما السرياني مسئول العلاقات العامة بدير السريان بوادي النطرون إن هناك 15 كاهناً احتجزتهم المياه بمزرعة الدير وحاصرتهم السيول التي تسببت في انهيار القبة الأثرية بالدير وغرق محولات الكهرباء. كان عدد ضحايا الأمطار بالبحيرة قد ارتفع إلي 11 شخصاً بينهم 8 من قرية العفونة بوادي النطرون وهم: الطفل رفيق عبدالله أحمد "8 سنوات" وشقيقته ندي "3 سنوات" وإبراهيم محمد مختار "25 سنة" وحليمة عبدالحليم سليمان "30 سنة" ومبروك محمد أبوالمعاطي "45 سنة" وشلبية عبدالعظيم إبراهيم "64 سنة" واسماعيل عبدالعظيم محمد "29 سنة" وراضي خيرالله عبدالمنعم "32 سنة". فضلاً عن إصابة 25 آخرين تم نقلهم لمستشفي جراحات اليوم الواحد بوادي النطرون. بالإضافة إلي ثلاثة آخرين لقوا مصرعهم بسبب ملامستهم لأعمدة الكهرباء وهم: سامي محمد إبراهيم "23 سنة" وجمعة عبدالعاطي موسي "35 سنة" من أبوحمص والطفل أيمن محمد عبده من الرحمانية. تحولت العديد من المدن والقري بالبحيرة إلي برك ومستنقعات وشهدت المدارس غياباً جماعياً من التلاميذ وشللاً تاماً بمعظم الطرق. ما أدي إلي غياب معظم الموظفين وعجزت الحملات الميكانيكية بالوحدات المحلية عن إزالة ما خلفته الأمطار وتم غلق بوغازي رشيد والمعدية وتأثرت حركة البيع والشراء بالأسواق وانقطعت الكهرباء في قري ومناطق عديدة بالمحافظة وقامت المنطقة الشمالية العسكرية بالدفع بعربات مجهزة لشفط وكسح المياه من الطرق الرئيسية بأرجاء المحافظة. خاصة في مناطق الذروة بكفر الدوار ورشيد وادكو ودمنهور. في الوقت نفسه لم تسلم مدينة كفر الدوار هي الأخري من أخطار السيول.. حيث غرقت معظم الشوارع والمناطق وعلي رأسها سوق الجملة. ما سبب خسائر فادحة للتجار والمزارعين. كما انقطعت الكهرباء عن معظم قري المركز وكذلك الحال بالنسبة لمركز أبوالمطامير الذي أغرقت المياه معظم شوارعه وهو ما دفع الشباب لتدشين حملة لإنقاذ مدينتهم بالتعاون مع القيادات التنفيذية.