* يسأل محمد نور الدين ببولاق الدكرور: ما حكم جعل الأذان والآيات القرآنية بدلاً من النغمات والرنات الموسيقية في أجهزة الجوال "الهاتف المحمول"؟ ** يجيب الشيخ عمرو حسن عفيفي من كبار علماء الازهر: لا يجوز شرعاً أن تجعل آيات القرآن الكريم ولا ألفاظ الاذان بدل رنات الجوال "الهاتف المحمول" وهذا الحكم في هذه المسألة المستجدة مخرج علي القواعد الشرعية الثابتة بالنصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم وأول هذه القواعد الشرعية هي وجوب تعظيم شعائر الله يقول الله تعالي "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب" سورة الحج الآية .32 ويقول تعالي "ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" قال الامام القرطبي"ومن يعظم شعائر الله" الشعائر جمع شعيرة وهو كل شئ لله تعالي فيه أمر أشعر به وأعلم.. فشعائر الله أعلم دينه لاسيما ما يتلعق بالمناسك. ولا شك ان آيات القرآن الكريم والاذان من أعظم شعائر الله فيجب صيانتها ان تكون بدل رنة الجوال بل إن في ذلك امتهاناً لكلام رب العالمين وخاصة ان صاحب الجوال لايتحكم في زمان ومكان تلقي المكالمة الهاتفية فيمكن ان يتلقي المكالمة وهو في المرحاض فلا يقبل شرعاً أن ينطلق الاذان من المراحيض والحمامات ولايقبل شرعاً ان تتلي آية من كتاب الله في المراحيض والحمامات وكلام الله أجل وأعز من ان يتلي في تلكم الاماكن. عن أنس رضي الله عنه قال "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء نزع خاتمه" رواه الترمذي والسبب في نزع النبي صلي الله عليه وسلم لخاتمه عند دخوله الخلاء انه كان من ضمن نقش خاتمه لفظ الجلالة "الله" كما ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كتب النبي صلي الله عليه وسلم كتاباً أو أراد ان يكتب فقيل له انهم لايقرأون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً من فضة نقشه محمد رسول الله رواه البخاري ومسلم فالنبي صلي الله عليه وسلم نزع خاتمه عند دخوله الخلاء من باب تعظيم لفظ الجلالة "الله". وأيضاً لو كان الهاتف المحمول في جيب خلفي لحامله وهو جالس عليه فتلقي مكالمة فماذا يحدث؟ سيخرج الاذان وترتل آيات القرآن الكريم من تحت مؤخرته !! وهذا لايقبل في دين الله. ومن هذه القواعد ان كلام الله عز وجل مقدس ومحترم وينبغي التأدب عند سماعه كما قال تعالي "وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون". قال جلال الدين السيوطي: "يسن الاستماع لقراءة القرآن. وترك اللغط والحديث بحضور القراءة فالاستماع والانصات لقراءة القرآن مندوب إليه وهذا ما لايحصل عندما يرن الجوال وخاصة إذا رن الجوال في مكان ليس من أماكن الاستماع للقرآن الكريم كالمراحيض والحمامات والاسواق ومحال ازدحام الناس. ويضاف إلي ذلك ان صاحب الجوال يبادر إلي الرد علي المكالمة الهاتفية فيقطع سماع الاية القرآنية ليسمع كلام المخلوق ويعرض عن سماع كلام الخالق. وهذا لايليق بالمسلم ان يفعله قال الله تعالي: "أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير" سورة البقرة .