انتشرت في الآونة الأخيرة، استخدام بعض الآيات القرآنية والأذان ك " رنَات " للهاتف المحمول، وتوهَم البعض أن هذا نوع من أنواع تقديس القرآن واحترامه والتعبير عن حبه والارتباط به، وهو ما أثار جدلا بين بعض العلماء. وفي هذا الشأن يقول الشيخ رشوان عبد الكريم رشوان، من علماء الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، الذى أنزله على أفضل رسله وخير خلقه، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أُمرنا باحترامه وتعظيمه وحسن التعامل معه، بطريقة تختلف عن تعاملنا مع غيره؛ فلا يمس المصحف إلا طاهر من الحدثين الأكبر والأصغر، كما قال تعالى: }إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ{ (الواقعة: 77-79). كما أنه لا يجوز وضع شيء من الكتب على المصحف؛ لأنه يعلو ولا يُعلَى عليه، وفضل كلام الله على سائر الكلام، كفضل الله تعالى على خلقه. ويضيف الشيخ، أنه ليس من اللائق ولا من كمال الأدب معه، أن نجعله مكان رنة الهاتف المحمول؛ لأن له من القدسية والتعظيم، ما ينأى به عن مثل ذلك }وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَامِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ{ (الحج: 32)، ووضع آيات القرآن مكان رنات المحمول، فيه عبث بقدسية القرآن الكريم، الذي أنزله الله للذكر والتعبد بتلاوته، وليس لاستخدامه في أمور تحط من شأن آيات القرآن الكريم، وتخرجها من إطارها الشرعي؛ فنحن مأمورون بتدبر آياته، وفهم المعاني التي تدل عليها ألفاظه، ومثل هذا الاستخدام فيه نقلٌ له من هذه الدلالة الشرعية، إلى دلالة أخرى وضعية على حدوث مكالمة ما، مما يصرف الإنسان عن تدبره، إلى الاهتمام بالرد على المكالمة، إضافة إلى ما قد يؤدي إليه منقطع للآية وبتر للمعنى - بل وقلب له أحيانًا - عند إيقاف القراءة للرد على الهاتف. وفيما يتعلق بالأذان، أكد الشيخ أنه لا يليق به، أن يُجعَل رنةً للهاتف المحمول؛ لأنه شُرِع للإعلام بدخول وقت الصلاة، وفِي وضعه في رنة المَحمول، إحداث للَّبس وإيهام بدخول الوقت، كما أن فيه استخدامًا له في غير موضعه، ويمكن للإنسان أن يعتاض عن ذلك - لو أراد- بأناشيد إسلامية أو مدائح نبوية، تتناسب مع قِصَر رنة الهاتف، أما كلام الله تعالى، فله قدسيته وتعامله الخاص اللائق به