كشفت مباراة السوبر المحلي الاخير التي اقيمت في مدينة العين الاماراتية بين الاهلي والزمالك والتي انتهت كالعادة في منافسات السوبر بفوز الاحمر علي الابيض للمرة الرابعة في تلك البطولة وتحقيق اللقب للمرة التاسعة. رصدت المساء خلال تواجدها في هذا الحدث الكبير الوجه الاخر المشرق للكرة المصرية البعيد عن التعصب والانفلات في المدرجات او خارجها بعدما حضر الجميع من اجل المشاهدة والاستمتاع بوجبة كروية دسمة جدا بين قطبي الكرة المصرية. وربما يكون ذلك للمرة الاولي في تاريخ لقاءات الناديين معا ان تقام القمة ولا تشهد اي لفظ خارج او جارح سواء ضد مسئول او لاعب او ناد وهذا لم نعتد عليه منذ ظهور الالتراس او الوايت نايتس وغيره من روابط الاندية في ساحة الكرة المصرية. فمن يصدق ان اللفظ الوحيد الذي صدر من التراس الاهلي المتواجدين في ستاد هزاع بن زايد كان ضد اللاعب باسم مرسي علي فترات خلال المباراة وهو "العبيط اهو" أو ان واحد من الجماهير انفعل علي لاعب من فريقه بسبب تمريرة خاطئة ليقول بصوت عال "يخرب بيتك" فيجد العشرات يصرخون في صوت واحد اصمت لا تكرر ذلك وكأنك في الاستاد الفاضل علي وزن المدينة الفاضلة. وللحقيقة فقد ضرب الاشقاء الاماراتيون بالتنسيق مع اللجنة المصرية المنظمة المثل الاكبر في تقديم تنظيم لمباراة علي غرار ما يحدث في البطولات العالمية الكروية الكبري مثل كأس العالم فكل شئ محسوب بدقة لا مجال للصدف الكل ملتزم. ومن تواجد في محيط ستاد هزاع بن زايد شاهد بعينيه كيفية الدخول السهل السلس للغاية للجماهير ورغم وجود عشرين الف متفرج تشعر وكأنه لا يوجد احد هناك طوابير طويلة لكنها تسير بانتظام دون ملل او توقف تواجدت سيدات وآنسات لا مضايقات لا معاكسات كل جمهور اهلي او زمالك له مكانه المحدد في الدخول والخروج ايضا التلاقي فقط عند البوابة الاولي الكبري ولكن لا صدام لا مناوشات فقط كل يسير في طريقه ليس له علاقة بالآخر. أما داخل ستاد هزاع بن زايد كانت اللقطة المثيرة لا توجد فواصل بين مدرجات الجمهور وارض الملعب ومن يقوم بمد قدمه يجد نفسه وجها لوجه امام اللاعبين ولكن الغريب انه لم يجرؤ شخص واحد علي ان يفعلها لذا كان المشهد الختامي للمباراة تسليم الكأس والميداليات لا زحام لا عشرات او مئات من الجماهير داخل الملعب لاحتضان اللاعبين او الوقوف خلف كاميرات الفضائيات. والمؤكد انه ساعد علي خروج المشهد العام للمباراة بتلك الصورة الجمالية والحضارية ان معظم الجماهير من المصريين المقيمين في الامارات او الاشقاء الاماراتيين انفسهم وجاليات عربية اخري ولكن تواجد معهم مجموعات ليست بالقليلة من الالتراس والوايت نايتس بالدرجة الثالثة خلف المرميين. ورغم ما هو معروف عن انفلات الالتراس والوايت نايتس داخل المدرجات الا انهم في هذا الحدث السوبر المحلي بالامارات كانوا مثل الحمل الوديع تماما فقد التزموا ولم يخرج احد منهم قط عن النص من البداية للنهاية لذا اختفت الشماريخ ولم نشاهد الصورة المعتادة وهي خلع الفانلات ليظهروا نصف عراة. والمؤكد ايضا ان العامل الاكبر المساعد علي خروج المباراة بتلك الصورة الرائعة من الناحية التنظيمية القوانين المفعلة في التعامل مع التجاوزات الجماهيرية حتي لو كانت مجرد هتافات او سباب مسئ في الامارات لا يعرفون الهزار علي الاطلاق لذا عانت ادارة الناديين الامرين من اجل الحصول علي موافقة رسمية من ادارة ستاد هزاع حتي يتمكن الالتراس والوايت نايتس من تقديم دخلة عليها علم كل ناد مع انطلاق المباراة. وتم التنبيه رسميا علي ادارة الناديين قبل اللقاء بعدة أيام بشأن الالتراس والوايت نايتس ان أي تجاوز سوف يقابل بحزم شديد والحبس الفوري هو العقوبة المبدئية هناك قوانين وقواعد عامة من يلتزم بها اهلا وسهلا ومن يخترقها لا يلومن الا نفسه فلا مجال للوساطات للافراج عن اي شخص يتجاوز أثناء المباراة أو بعدها او قبلها لينجح الجميع بالفعل في التعامل مع تلك الظاهرة المطلوب ان تختفي ايضا من ملاعبنا حتي تعود الجماهير من جديد.