** أصبحت صناعة السينما المصرية بشكل عام تعاني الإهمال والسلبية والتخبط والارتجالية والعشوائية في كل مراحلها سواء في الإنتاج أو التوزيع مما أثر كثيرا علي هذه الصناعة التي تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل كبير ليس فقط علي المستوي الفني.. ولكن في كل شيء.. حتي أن المهرجان القومي للسينما المصرية الذي أقيم تحت شعار "أفلامنا.. مرآتنا" ويختتم فعالياته اليوم غاب عنه النجوم.. وهو إختفاء مريب ليس فقط نجوم الصف الأول ولكن الثاني والثالث والرابع وكان يجب أن يكون لديهم جميعا وازع وطني قومي بدعم مهرجان بلادهم.. فالمهرجان القومي للسينما المصرية يمثل بالفعل احتفالا عائلياً للبلد.. وكان يجب علي الفنانين أن يشاركوا فيه ويكبروه.. بدلا من الجري والهرولة لدعم مهرجانات في دول أخري بمجرد أن تأتيهم الدعوات..!! لقد غاب النجوم حتي في حفل الافتتاح باستثناء مشاركة يحيي الفخراني وليلي علوي كمكرمين.. وكان يتوقع مشاركة أكثر من جانب النجوم الكبار خاصة أنه يعتبر المهرجان المحلي للسينما المصرية.. كما أن المدهش والمؤسف في نفس الوقت غياب النجوم عن الندوات الخاصة بالنجوم الكبار والتي أقيمت تحت عنوان "غابوا.. ولن ننساهم" وكانت التكريمات شهدت غياباً تاماً وكاملاً للنجوم والمبدعين واكتفوا فقط بمن ينظمها. لقد شهدت البداية في حفل الافتتاح العديد من حالات الارتباك والعشوائية بسبب كلمة السيناريست المؤلف مصطفي محرم التي ألقاها بعد تكريمه فلقد انتقد تجاهل "علي أبوشادي" رئيس المهرجان السابق تكريمه هو والمخرج الراحل رأفت الميهي بالرغم من تكريمهما في المهرجانات المصرية والعربية الأخري وهو ما رد عليه أبوشادي من أنه كرم من يستحق وأن موعد تكريم مصطفي محرم لم يحن بعد أما رأفت الميهي رحمة الله عليه فكان يرفض التكريم علي حد قول علي أبوشادي. وفي الافتتاح طالبت الفنانة ليلي علوي الجميع بالوقوف دقيقة حدادا علي الذين فقدناهم هذا العام والذين آثروا الحياة الفنية المصرية بالكثير من الأعمال علي مدار السنوات الطويلة مثل "فاتن حمامة وعمر الشريف ونور الشريف ورأفت الميهي". الفوضي والارتجالية السينمائية كان لها تأثير حتي علي عدد الأفلام المنتجة الذي يقل عاما بعد الآخر.. نفس الحال ينطبق علي عملية البحث عن فيلم مصري لتمثيل مصر في المهرجانات السينمائية وكأنك تبحث عن "ابرة في كوم قش" فهل من المعقول أن يظل البحث طوال العام عن فيلم سينمائي مصري يمثلنا في المهرجانات سواء الخارجية أو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. لذلك تدار أمور السينما بعشوائية وارتجالية وفوضي. فالسينما أصبحت بالفعل كالطفل اللقيط الذي لا أب ولا أم له.. وأصبحت بالفعل لكل من هب ودب ينتج ويعرض ويوزع كيفما يشاء دون رقيب أو ضوابط أومعايير وذلك لغياب دور الدولة عن هذه الصناعة المهمة كقوي ناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب والبلطجة والمخدرات والانحدار والخروج علي الآداب العامة والأفلام "إياها".