ضاقت بها حتي ظنت ان الدنيا لم تعد بخير وانها لم يعد لها ولطفليها حق في الحياة مثل باقي البشر ولكنها لم تستسلم لليأس ولم يعد بيدها سوي الدعاء بأن يفرج الله كربها وإذا بكل أبواب الفرج تفتح لها بمجرد نشر همستها. اسمها عايدة محمد حسين.. تعاني منذ سنوات طويلة من ربو شُعبي مزمن نقلته لأطفالها الثلاثة وعاقبها زوجها علي مرضها بأن طلقها وهرب من مسئولية أطفاله خوفاً من العدوي. خرجت للعمل في البيوت رغم تحذيرات الأطباء لتنفق علي أولادها فساءت حالتها الصحية وتدهورت حالة طفلها الصغير حتي توفي لعدم قدرتها علي إسعافه. وبدلاً من أن يستيقظ ضمير الأب الغائب عندما علم بنبأ وفاة ابنه صب جام غضبه علي الأم وحرر ضدها محضر إهمال وانهال عليها ضرباً في سرادق العزاء حتي أنقذها الجيران من يده.. ظلت فترة في حالة انهيار ولكنها استعادت توازنها من أجل طفليها وفي النهاية عجزت عن الخروج للعمل فتراكم عليها إيجار الشقة وطردها المالك. استضافتها جارتها فترة وتدخل أهل الخير فأعادها المالك للشقة من جديد ومنحها مهلة قصيرة للسداد جاءتنا تبكي كل ظروفها تبحث عن مخرج بعد النشر تعاطف معها أكثر من فاعل خير ولم تمض سوي أيام وكنا في بيتها نسدد عنها الإيجار المتأخر الذي بلغ 3 آلاف جنيه وتستكمل ما ينقص شقتها من أثاث وأدوات كهربائية وتشتري لطفليها ما يحتاجانه من ملابس. بكت فرحاً وسجدت لله شكراً خاصة بعد أن بشرناها بأن هناك من سيتكفل بسداد الإيجار الشهري عنها بانتظام حتي لا تجد نفسها في هذا الموقف الصعب مرة ثانية.