تسيطر حالة من الرعب والفزع الشديد علي الصيادين في محافظة كفر الشيخ بعد ظهور كميات كبيرة من الأسماك النافقة علي سطح مياه نهر النيل في دسوق في ظاهرة جديدة تعد الأولي من نوعها علي مستوي مدن وقري المحافظة بهذا الشكل الكثيف والمخيف. قال رئيس رابطة الصيادين بدسوق هشام دراز إن ظهور السمك النافق بهذا الكم الكبير يعد كارثة بيئية خطيرة تهدد الثروة السمكية في محافظة كفر الشيخ. مضيفا أن استمرار هذه الظاهرة الغريبة علينا سوف يؤدي إلي إصابة المواطنين بأمراض خطيرة وسينهي الثروة السمكية داخل المحافظة والتي تشتهر بأفضل أنواع الأسماك. أضاف رئيس الرابطة أن هذه الظاهرة ترجع إلي ظهور "مرض طفيلي" في الأسماك تبدأ أعراضه في جسم السمكة ثم يمتد إلي بطنها فتظهر أعراض الانتفاخ ويتشعب إلي باقي أجزاء جسد السمكة حتي تتآكل وتموت. أكد علي أن السبب وراء ذلك هو إلقاء المواد الكيماوية في النيل مثل حمض "الكبريتيك" أو السلفوريك والمعروف "بماء النار" وينتج عنه ضمن مخلفات مصانع الكيماويات بكفر الدوار ذوبان في الماء يؤدي إلي نفوق الأسماك. من جانبه أصدر د. أسامة صبري محافظ كفر الشيخ قرارا بتشكيل لجنة لفحص عينات من الأسماك النافقة وإرسالها إلي المعامل المركزية في وزارة الصحة وطلب من رئيس مدينة دسوق اللواء أحمد بسيوني سرعة الانتهاء من ذلك حرصا علي مصدر رزق الصيادين. فيما خيم الحزن علي أسر الصيادين لعدم وجود مصدر رزق لهم غير الصيد ويعيشون في حالة نفسية سيئة للغاية. أما تلك المصيبة التي حلت بهم فجأة فهم لا يعرفون أي مهنة أخري غير "الصيد" مناشدين المسئولين سرعة البحث عن حل لهم حرصا علي مستقبل أبنائهم. والتقت "المساء" مع عدد من الصيادين الذين يعيشون المأساة. في البداية يقول محمد عبده - شيخ الصيادين: لدينا 300 أسرة من الصيادين وكل أسرة يتراوح عدد الأفراد فيها من 5 إلي 10 أشخاص وهم في مراحل التعليم المختلفة ولا يوجد مصدر رزق للصياد سوي مهنته ولابد من إجراء تحقيق عاجل حول تلوث مياه النيل وارتفاع نسبة "الأمونيا" التي تسبب نفوق الأسماك. محمود إبراهيم "صياد": لابد أن تكون هناك حلول سريعة لهذه الكارثة والتي تكررت عدة مرات ولكن واقعة النفوق الأخيرة زادت بشكل ملفت للنظر والصيادين مهددين بالتشرد وأري أنه لابد من البدء في خطوة سريعة وهي إطلاق زريعة أسماك جديدة في نهر النيل لإحياء الثروة السمكية وضرورة رفع أي تعديات علي النيل أولا بأول حتي يتم السيطرة علي هذه الكارثة. عادل حلمي - صياد: المشكلة معروفة والحلول أيضا معروفة للجميع وهي ببساطة تتمثل في وجود 4 منابع تعد مصدر التلوث في مياه نهر النيل فرع رشيد وهي مصرف الجيزة ومصرف نكلا العنب بالبحيرة ومصنع المبيدات بكفر الزيات ومصرف قويسنا والمسئولون يعرفون الحل ولكن لا حياة لمن تنادي. الأقفاص السمكية يري جانب آخر من الصيادين ومنهم أحمد محمود محمد عبدالواحد أن الأقفاص السمكية هي التي دمرت الأسماك وتسببت في نفوق كميات كبيرة من الأسماك وخاصة في مدن دسوق وفوه ومطوبس. فيما دافع أصحاب الأقفاص السمكية عن اتهامهم بالتسبب في كارثة نفوق الأسماك ومنهم أحمد عبدالله وهاني محمد وقالا إن الأقفاص ليست السبب وإنما ترجع أسباب الكارثة إلي إلقاء المخلفات الصناعية في مياه النيل وقيام منشآت مدينة رشيد بإلقاء المخلفات في نهر النيل.