محافظة المنيا من المحافظات التي تهتم حتي الآن بأخذ الثأر وبها العديد من المشاكل الطائفية وتعتمد أكثر القري والنجوع بها علي العائلات الكبيرة لحل مشاكلهم من خلال الجلسات العرفية وخصوصاً في هذه الأيام التي تشهد انفلاتاً أمنياً. كما أن القبائل العربية تمثل 15% من سكان المحافظة وتتركز هذه القبائل في الخط الصحراوي الغربي بداية من مركز العدوة شمالاً حتي دير مواس جنوباً وتعتبر قبيلة الجوازي هي أكبر قبائل المنيا. أما باقي سكان المحافظة فيعتمدون علي العائلات المشهورة التي تهتم بعقد الجلسات العرفية لحل العديد من مشاكلهم. في مركز سمالوط التي تشتهر أكبر العائلات بالتاريخ السياسي العريق كعائلة عامر في أسطال وهي مسقط رأس المشير عبدالحكيم عامر. وهناك أيضاً عائلة المطادية ولها تاريخها السياسي الشهير. وكانت أول مواجهة برلمانية لهما بين يوسف مكادي ومصطفي عامر في انتخابات 1976 والتي شهدت نزول طائرة الرئيس الراحل السادات الذي هبط مرتين في سمالوط. الأولي لزيارة عائلة عامر في أسطال والثانية لزيارة عائلة مكادي في السرارية ومازال للعائلتين تاريخ سياسي رغم التنافس الشديد بينهما وكل منهما يساهم في حل مشاكل قري ونجوع سمالوط. كما أن هناك عائلات أخري مثل عائلة لملوم وعائلة الواعر وعائلة الحاج محمد الحلبي وغيرهم والكل يسعي لحل المشاكل. يقول القبطان وحيد مصطفي عامر نجل المرحوم مصطفي عامر نائب البرلمان لمدة 30 عاماً بدائرة سمالوط ان جلسات الصلح تساهم كثيراً في حل العديد من المشاكل خصوصاً قضايا الثأر.. مشيراً إلي أنه تم حل أكثر من 20 مشكلة ثأرية السنة الماضية. وأكد أنهم يحاولون حالياً تخصيص ما ورثوه عن أجدادهم لحل مشاكل الأهالي بالقري والنجوع. موضحاً أنه يلتزم في جلسة الصلح إخطار الشرطة من أجل التواجد الأمني وبحضور العديد من الشخصيات العامة المتطوعة وتحتاج تلك الجلسات إلي جهود كبيرة لوضع الأمور في طريقها السليم للحل السريع. والجلسات العرفية لها مواعيد كما أن لها أسلوب خاص وطقوس معينة. وأكد علاء مكادي وشقيقه مهني مكادي "عمدة السرارية" بسمالوط أن الجلسات العرفية لها دور كبير في حقن الدماء في كثير من القضايا الثأرية وهناك دية وغرامة تفرض علي البعض ويجب التزام الطرفين بها كما أن هناك مشاكل أخري مثل مشاكل الميراث أو النزاع علي أرض إلي الفتن الطائفية وأغلبها مشاكل بين أهل القري والنجوع. مجدي ملك من قرية سمالوط واستشاري بالجمعيات الأهلية: انه يتم خلال الجلسات العرفية حل العديد من المشاكل التي تحتاج إلي الاسراع في حلها لأن الاجراءات القانونية تأخذ وقتا طويلاً خصوصاً قضايا الثأر التي تحتاج إلي سنوات عديدة لحلها بالمحاكم. بالاضافة إلي القضايا المتعلقة بالانفلات الأمني خاصة في تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. وقال اعتقد أن الجلسات العرفية تتم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية مما يساهم كثيرا في حل المشاكل ومنها الطائفية التي تأخذ منحي بعيداً عن الحقيقة وتستغل لاثارة الرأي العام وخلق توتر نفسي بين المسلمين والمسيحيين من أبناء الوطن الواحد. أحمد حمدين من مركز دير مواس: خضت انتخابات مجلس الشعب 2010 ولم أوفق وكان سبب خوضي الانتخابات رصيدي السياسي بدائرة دير مواس وشعبية اجدادي وأهلي الذين يعقدون المجالس العرفية لحل مشاكل المواطنين. وأكد محمود محجوب استشاري بجمعية أبناء البادية للتنمية أن القبائل العربية بالمنيا تمثل 15% من سكان المحافظة وهي نسبة ضعيفة.. مشيراً إلي أن هناك قبائل الجوازي والفرجان والجلالات والجمعية بها لجنة لفض المنازعات تتكون من محاكم عرفية من أبناء القبائل العربية وهم الحاج أشرف الحداد والعمدة بشار أبو الجود والعمدة مجدي الباسل وهذه اللجنة تختص بفض المنازعات استناداً للقضاء العرفي في جميع الجرائم مثل القتل والاصابة بالسلاح.. وغيرها. ولكل حدث له عقوبته المادية والمعنوية تقرر من قبل القضاء العرفي.. ويلزم أن يكون المحكومون مختارين من قبل القبائل العربية. ويتم توقيع العقوبة أو الغرامة واشهارها علي الملأ لتوثيقها.