لاشك أن الرأي العام في مصر متعاطف مع إيران - باعتبارها دولة مسلمة - ضد التهديدات الأمريكية التي توجه لها بشأن قضية تخصيب اليورانيوم واغفال واشنطن عمدا لترسانة الأسلحة النووية الإسرائيلية التي تعتبر مصدر تهديد للدول العربية في المقام الأول ثم إيران. ولاشك أيضا أن الرأي العام المصري يرغب في اقامة علاقات طبيعية بين القاهرة وطهران يتم من خلالها تبادل السفراء واقامة تعاون مشترك تجاري وصناعي وتكنولوجي وغير ذلك. لكن الرأي العام في مصر يرفض بشدة تصريح أحمد جنتي أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني الذي طالب فيه المسلمين بفتح البحرين.. وإذا كان هناك من فتح فإنه لا يجب أن يتوجه إلي البحرين. وإنما إلي إيران نفسها باعتبارها دولة سبق أن خضعت للفتح الإسلامي في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأسلم كل مواطنيها علي يد الدعاة المسلمين بعد الهزائم المتتالية التي لاقاها الأكاسرة علي يد خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص. البحرين دولة مسلمة لحماً ودماً ويعيش فيها السنيون إلي جانب الشيعيين في وئام.. لكن إيران هي التي تشعل نيران الفتنة والخلافات بين معتنقي المذهبين والتي تصل أحياناً إلي حد قتال المسلم لأخيه المسلم. ان تصريح المسئول الإيراني تصريح مستفز ولم نكن نتوقع أن يصدر عن دولة تحاول كل الدول العربية اقامة علاقات طبيعية معها ومساندتها ضد الاستفزازات الأمريكية والإسرائيلية. لقد استنكرت دول الخليج العربي تصريح المسئول الإيراني وأعلنت في بيان لها رفضها التام لهذه التصريحات الاستفزازية والادعاءات الباطلة. واعتبرت ذلك تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشئون الداخلية للبحرين ومساساً مرفوضاً بسيادتها واستقلالها. وفي هذا الصدد يجب علي الجامعة العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي أن تعلن مساندتها للبحرين ضد استفزازات إيران وأن تصدر الجامعة بياناً يعبر عن شعور الغضب لجميع الدول العربية تجاه هذه التصريحات.. فالبحرين كما سبق أن قلت عرفت الإسلام قبل إيران واقتنعت به إيماناً راسخاً ويقيناً ثابتاً علي المذهب السني الذي لا يفرق بين الصحابة فكلهم أعلام نهتدي ونقتدي بهم. وليس معني أن تستقبل البحرين بكل كرم وإيثار الأخوة الإيرانيين ضيوفاً أعزاء علي أرضها أن يستغل الضيف هذا الكرم ويسئ إلي من أكرم وفادته ويشعلها حرباً بين السنة والشيعة. إيران تفقد تعاطف المصريين.. وبصفة شخصية كنت مؤيداًَ باستمرار للتقارب بين القاهرة وطهران.. لذلك نرجو من الدولة الشقيقة المسلمة ألا تفقد تعاطفنا معها وتأييدنا لها ضد التعنت والتهديدات الأمريكية.. والأمر مرجعه إلي عقلاء إيران لا إلي المتشددين والمتطرفين.