** كل عام وأنتم بخير.. اليوم يوافق الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية.. والتروية لها تفسيران.. أولهما مشتق من الرواية لأن الإمام يروي للناس مناسكهم.. والثاني قيل إنه من الارتواء لأن الناس يرتوون بالماء في ذلك اليوم ويجمعونه في مني.. وغدا الوقوف بعرفة ولقد أجمع العلماء علي أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ويروي أن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أمر مناديا ينادي "الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك" "رواه البخاري".. والوقوف بعرفة يبدأ من يوم التاسع من ذي الحجة حتي فجر اليوم العاشر.. ولو للحظة.. تجمع بين النهار والليل. ويري جمهور العلماء أنه يكفي الوقوف في أي جزء من هذا اليوم ليلا أو نهارا ولكن إذا وقف بالنهار وجب عليه مد الوقوف إلي ما بعد الغروب أما إذا وقف ليلا فلا يجب عليه شيء. ويستحب في هذا اليوم العظيم الإكثار من الاستغفار والذكر والدعاء للمسلم ولغيره بما شاء من أمر الدين والدنيا. كما يستحب صوم عرفة لما لهذا اليوم من فضل عظيم بسبب كثرة المستغفرين والتائبين والمتضرعين لرب العالمين. جاء في صحيح مسلم عن أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها - أن سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وهو يوم تكثر فيه البركات وتتنزل فيه الرحمات وتسكب فيه العبرات وتغفر فيه الزلات.وما روي الشيطان في يوم هو فيه أصغر ولا أحقر من يوم عرفة لكثرة الرحمات التي تهبط علي عباد الله في ذلك اليوم".. وجاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "صيام يوم عرفة احتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". وصوم يوم عرفة تكون له هذه المنزلة لمن أخلص النية لله في مثل هذا اليوم العظيم.. وفي يوم عرفة يكون ركن الحج الأعظم ولقد كان أكثر دعاء النبي - صلي الله عليه وسلم - يوم عرفة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو علي كل شيء قدير" رواه أحمد والترمذي.. وفي يوم عرفة تجتمع وفود الحجيج وضيوف الرحمن بزي واحد لا تمييز بينهم ويلبون إلها واحدا لا شريك له ويباهي الله - سبحانه وتعالي - بهم ملائكته فهو يوم العتق من النار "اللهم أجرنا من النار".. وكل عام وأنتم بخير.