ماذا يحدث في مصر المحروسة؟.. مصر الثورة والحرية.. مصر الديمقراطية والكرامة.. ماذا يحدث علي أرض الكنانة الآن.. الكنانة التي أذهلت العالم كله بثورتها السلمية الرائعة.. والتي من خلالها خلعت المخلوع الديكتاتور ومعه عصابة المفسدين بدون إراقة قطرة دم واحدة. ماذا يحدث في أرض الأزهر التي أصبحت المثل الأعلي لكل شعوب الأرض.. المتحضر منها والمتخلف.. ماذا يجري علي ضفاف نهر النيل الخالد وفي ميدان التحرير وأمام ماسبيرو.. هل هذا من نتاج الثورة الرائعة.. وهل هذا من أفعال الثوار الذين كتبوا التاريخ بحروف من نور. ان ما يحدث الآن علي أرض الكنانة شيء غريب وعجيب.. يثير الدهشة والاستغراب.. انه حوار "الطرشان".. لا أحد يستمع لأحد - أو يهتم بغيره.. كل شخص يتحدث عن نفسه.. وكل فئة أو جماعة لا هم لها سوي نفسها. في المجتمع الجامعي مثلاً.. لا تجد سوي كلمة "لا" كرد فعل علي أي مقترح يطرح من أجل تغيير القيادات الجامعية بدءاً من رؤساء الأقسام ومروراً بالعمداء وحتي رؤساء الجامعات.. الكل يقول "لا" لمقترحات الوزارة.. دون تقديم البديل المناسب. جماعة 9 مارس - مثلاً - لها تحفظات - وهذا حقها - وكذلك حركة 6 أبريل.. أما جماعة ائتلاف الثورة بالجامعات فلها رؤية مختلفة.. وإذا سألتها عن الحل البديل تقول: "لا". ان حالة "حوار الطرشان" الذي تعيشها الجامعات الآن هي جزء من الحالة العامة التي تعيشها مصر بشكل عام.. فكل فئة تعيش مع نفسها ولا تتحاور مع الفئات الأخري.. وبالتالي نعيش جميعا في حالة اللا استقرار المهيمنة علي كل البلاد الآن. المطلوب من أساتذة الجامعات أن يتحدوا ويتحاوروا للوصول إلي الأسلوب الأمثل لاختيار القيادات الجامعية بدءاً من شهر أغسطس القادم.. أيضاً المطلوب من كل أبناء مصر "الثوار" ان يتكاتفوا ويتقاربوا في وجهات النظر من أجل مصر المستقبل.. مصر الحرية والديمقراطية.. مصر العدالة والشفافية. يا شباب الثورة.. ان مصر تناديكم فلبوا النداء وانقذوها من "الطرشان".