قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكثف الغموض أركانها وتحيطها الالغاز.. "المجني عليه" فيها "سفرجي" يعمل لدي عائلة عربية تقيم في شقة بأحد أحياء الجيزة أثناء تواجدها.. وعند سفرها للخارج يتردد علي الشقة علي فترات للاطمئنان علي الشقة وتأمينها فقط.. وفي أحدي هذه المرات لم يعد إلي أسرته التي أكتشفت مقتله داخل الشقة علي يد مجهولين. لم يتوصل إلي دوافع الجريمة أو ملابسات الحادث مما أدخل رجال مباحث الجيزة في دائرة مفرغه تسدل الحيره ستائرها علي الجريمة ويحيط الغموض بشخصية "الجاني" الذي حاول جاهداً أخفاء معالم جريمته للهروب من تبعاتها. بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ من أهليه "السفرجي" باكتشافها مقتله داخل شقة يعمل بها "سفرجي" أثناء تواجد أصحابها فيها.. أنتقل رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة إلي مكان البلاغ.. أكد أهل "السفرجي" وجوده داخل الشقة.. وأن هاتفه يرن من داخلها دون الرد عليه. تم فتح الشقة حيث عثر علي جثة "السفرجي" وسط بركة من الدماء.. وتبين أصابته ب9 طعنات بانحاء متفرقة بالجسد أودت بحياته.. ولا يوجد ما يدل علي هوية "الجاني".. ولم يتم التعرف من خلال المعاينة علي دوافع الجريمة أو ظروف ارتكابها.. خاصة أن أصحاب الشقة خارج البلاد.. وأنه حضر للاطمئنان عليها. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أنتقلت إلي مسرح الجريمة.. وأجرت معاينه لموقع الحادث وقامت بمناظره الجثة.. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاه وساعة حدوثها والاداه المستخدمة في إحداثها.. وبيان إن كانت هناك أصابات أخري غير ظاهرة من عدمه. كما أمرت بسماع أقوال المبلغ عن الحادث.. وأقوال أسرته.. وحارس العقار الذي شهد الجريمة والجيران في محاولة للتوصل إلي أي مشاهدات أو أحداث تساعد علي كشف غموض الحادث.. والتوصل إلي هوية "الجاني". كما أمرت بالتحفظ علي مسرح الجريمة لحين أنتهاء التحقيقات.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها ودوافعها لسرعة ضبط "الجاني" واحضاره مع سلاح الجريمة أمام النيابة للتحقيق. راح فريق البحث الجنائي الذي أعده مدير إدارة البحث الجنائي بالجيزة بفحص علاقات "السفرجي" بأسرته وأفراد عائلته.. وأيضاً علاقاته بالجيران وأصدقائه وفحص إن كان هناك أي علاقات سواء مادية أو شخصية أو نزاعاً حول ميراث أراضي أو عقارات. أيضاً يجري فحص علاقات "المجني عليه" بحارس وسكان والجيران بالعقار الذي شهد الحادث والذي كان مكان عمله وبيان علاقته بهم وإن كان هناك أي خلاف.. وعلاقته بمخدوميه والاوقات التي يحضرون فيها للاقامة بالشقة.. وفترات تردد "السفرجي" علي الشقة في حالة تواجد أصحابها.. وأيضاً في حين عدم تواجدهم بها.. وفحص إن كان هناك من يتردد عليه في الشقة أو يصطحب أحداً حين تواجده فيها بمفرده.. خاصة أن أصحاب الشقة غير متواجدين بالبلاد.. وأنه يقوم بالتردد علي الشقة لفترات لتأمينها والاطمئنان عليها خشية السرقة.. وهذا ما أكده الجيران وأسرة "المجني عليه" في أقوالهم. رجحت التحريات أن يكون "السفرجي" حضر إلي الشقة للأطمئنان عليها كعادته فاكتشف وجود لصوص فيها أو أنهم حاولوا التسلل إلي الشقة أثناء تواجده فتخلصوا منه خشية الابلاغ عنهم وكشف أمرهم. ولم يستبعد رجال المباحث أيضاً أن يكون "المجني عليه" قد اعتاد أستقبال الأصدقاء في شقة مخدوميه.. أو أن هناك من يتردد عليه بالشقة عند عدم وجود أصحابها.. وحدث خلاف بينه وبين أي من المترددين علي الشقة أدي لارتكاب الجريمة. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيثة لكشف غموض الحادث.. والتوصل إلي دوافعه وملابساته سعياً إلي الكشف عن شخصية "الجاني" إلا أن كافة المعلومات والتحريات لم تقدهم إلي خيوط تؤدي لحل الغاز الجريمة أو كشف اسرارها ليبقي الغموض محيطاً بالجريمة.. وتبقي شخصية "الجاني" مجهولة.. حتي الآن!!!