قل هي مواقيت للناس والحج" هلت علينا في تلك الأيام لتشخص القلوب والعيون إلي بيت الله الحرام ومدينة النبي المصطفي في توق إلي رحلة الجسد والروح لأروع البقاع وشاءت الأقدار أن تكون مواقيت لظهور "أهلة" غير "الأهلة".. أهلة تضئ لمن حولها فقط بنار تكوي جسد الوطن والشعب الصابر علي البلاء وعلي صلاح هلال وزير الزراعة المقال وليس المستقيل والذين استكثروا علينا أن يقولوا إنهم "رموا به" خارج الوزارة ولو كنا في زمن آخر لخرج منها عارياً وركب "بالمقلوب" علي حمار وطاف شوارع المدينة ليراه الناس الذين سرقهم واستباح مالهم. هلال الزراعة ليس الفاسد الأول ولا الأخير فهناك أهلة "جمع هلال" كثيرون.. في كل وزارة وهيئة ومديرية ومدرسة وكم نتمني أن نراهم وقد سقطوا الواحد تلو الآخر لنثأر للوطن من أعدائه فلو أحبوه ما سرقوه وما وزعوا خيراته فيما بينهم بهذا الشكل. كتبت هنا أكثر من مرة عن الفساد والمفسدين وناشدت الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يتدخل وأن يضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه سد طاقات الأمل في وجه الشعب وكنت علي يقين أن الرئيس سيضرب كل من يحاول عرقلة مسيرة الوطن الذي توقف عن السير منذ سنوات طويلة. "هلال الزراعة".. هو عنوان للكثير من المسئولين سواء من هم في موقع المسئولية اليوم أو من السابقين وكم أتمني إنشاء مفوضية للفساد يتكامل دورها مع الأجهزة الرقابية الأخري مثل هيئة الرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات تكون مهمتها البحث عن قضايا الفساد أينما وجدت والاتصال بالناس والمظلومين ومن لديهم قضايا علي أباطرة ومفسدين وبعد أن تجهز تلك المفوضية القضية تسلمها إلي الرقابة الإدارية التي تتولي البحث والتحقيق فيها وتقديمها للعدالة ولعل السبب في الحاجة إلي مفوضية من هذا النوع أن الفساد في البلد فوق أن يتحمل وفوق أن تطارده جهة واحدة.. الفساد في البلد بلغ من الجبروت حد أنه تجذر فيها وباتت له أفرع وثمار وأبناء للخطيئة زرعهم في كل مكان. قلنا أيضاً ونصر أن الفساد لا يقل خطراً علي بلادنا من الإرهاب فكلاهما يحرق الوطن والأنكي أن الفساد يشعر الناس أنه لا أمل يرتجي طالما بقي المفسدون ويستدعون مشاهد وصفحات لا تنسي من تاريخ مشين حافل بالسرقات والنهب دون وازع من ضمير. الأرقام التي يتم الإعلان عنها مفزعة وهي إن دلت فإنما تدل علي غياب أي وازع أو رادع من النفوس فهنا لا يسرق المسئول ولا يسهل إجراءات فدان أو اثنين وإنما آلاف الأفدنة يهبها للمعارف والمحاسيب مقابل فيلات وملابس وخدمات وقبل ذلك سرق المفسدون كل شيء حتي قرارات العلاج علي نفقة الدولة وباعوا واشتروا كل شيء حتي الأغذية الفاسدة والدم الملوث وجرعات شلل الأطفال منتهية الصلاحية.. هنا سرقنا حتي الأعضاء البشرية وسطونا عليها وهي في جسد أصحابها وعلي الفاسد اليوم أن يدرك أن الدولة قادرة علي أن تخلع قلبه من صدره إن فكر في سرقة أبناء الوطن. هلال ليس الوحيد.. "الأهلة" كثيرون ومعروفون.. وفي المقاهي يتناقل الناس سيرهم وحكاياهم وقد يتبادلون تسجيلات تليفونية لهم مع مواطنين في فواصل من الابتزاز والرشوة وفقدان الضمير وعلي الدولة المصرية أن تجعل القضاء علي الفساد والمفسدين قضيتها الأولي فلن نمضي وفينا من يجرنا للخلف.. لن ننجح وبيننا "حرامية" يسرقون الوطن ويدفعون الشعب لليأس. ** ما قبل الصباح أكيد أننا لسنا ملائكة لكن لا يمكن أن نكون جميعاً شياطين.