وسط انشغال المصريين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم بقضية الفساد الكبري المتهم فيها وزير الزراعة المحبوس حالياً ومعه بعض الفاسدين فاجأتنا القوات المسلحة بعملية جريئة في سيناء بثت فينا الأمل وروح التحدي وذكرت المصريين بأن الدولة ما زالت تحارب إرهابيين في الداخل والخارج بالإضافة إلي حربها ضد الفساد وحرب التنمية والبناء. عملية "حق الشهيد" التي دخلت يومها الرابع وتنفذها قوات الجيش الثاني الميداني وعناصر من رجال الصاعقة وقوات التدخل السريع مدعومة بوحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الشرطة وتحت غطاء جوي من طائرات الأباتشي بمناطق العريش ورفح والشيخ زويد أتت ثمارها الأولية التي أسفرت حتي الآن عن الآتي: مقتل 86 إرهابياً والقبض علي حوالي 350 مشتبهاً بهم. وتدمير 13 عربة و67 دراجة نارية يستخدمها الإرهابيون في تحركاتهم التي تستهدف رجال الجيش والشرطة. وحرق أكثر من مائة من العشش التي يختبئ ويجتمع فيها الإرهابيون. وإبطال مفعول 24 عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون في محاور تحرك القوات. وتدمير 5 فتحات أنفاق. ومخزنين بهما طنان من المواد المتفجرة المستخدمة في صنع العبوات الناسفة. استشهد في هذه العملية ضابط ومجند وأصيب أربعة جنود آخرون. هذه العملية لا تستهدف حق الشهيد فقط. ولكنها تستهدف أيضاً حق كل فرد أضير من العمليات الإرهابية سواء بإصابة أو بقطع رزقه أو بفقد قريب أو عزيز لديه. وتستهدف أيضاً حق كل أم ثكلي. وكل ابن يتيم من جراء الإرهاب. وتستهدف حق الاقتصاد الذي تأثر بالعمليات الإرهابية. إنها تستهدف حق الوطن بأكمله الذي أضير بأفعال خونة لا يعرفون معني الوطن. هذه العملية التي باغتت بها قواتنا المسلحة الإرهابيين في أوكارهم تحمل رسائل عدة للداخل والخارج: أن مصر لن تتنازل ولديها إصرار علي تطهير سيناء بالكامل من الإرهاب لتبدأ رحلة التنمية في هذا الجزء الغالي من أرضها. أن مصر تقف بالمرصاد لكل محاولات تمويل ودعم الإرهابيين من الداخل والخارج. أن محاولات الطابور الخامس تشكيك المصريين في قدرات قواتهم المسلحة علي دحر الإرهاب في سيناء. ونزع ثقة المصريين في جيشهم بترديد أكاذيب وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأجنبية مصيرها الفشل. أن أي تحالف دولي للحرب علي الإرهاب تشارك فيه مصر يختلف تماما عن أي تحالف آخر بدونها. أن المشتبه بهم المقبوض عليهم يمثلون خزينة معلومات مهمة للجهات الأمنية سوف تساعد في ضبط إرهابيين آخرين أو رصد إرهابيين في طريقهم للتسلل من خارج البلاد إلي داخلها. وكشف مصادر التمويل والتخطيط للعمليات ضد الجيش والشرطة. شكراً قواتنا المسلحة. وشكراً شرطتنا الباسلة.. تضحياتكم لن ينساها المصريون الشرفاء وهم الأغلبية الغالبة.