عاشت "المساء" يوماً كاملاً داخل ديوان عام وزارة الزراعة بعد كشف قضايا الفساد المتهم فيها وزير الزراعة د.صلاح هلال ومسئولون داخل الوزارة. "الشلل التام" كان عنوان ديوان عام الوزارة والقطاعات والهيئات منذ أكثر من 4 أيام.. وما إن علم العاملون بالقبض علي الوزير وأعوانه حتي قاموا بتبادل التهاني وقامت العاملات بإطلاق الزغاريد وانهالت برقيات التهاني علي "المساء" من العاملين البسطاء بهيئة التعمير الذين قالوا: لقد أنصفنا الله وظهر الفاسدون. كشفت مصادر ل "المساء" أن الجهات الإدارية تحفظت علي جميع الأوراق والتوقيعات الخاصة بالوزير السابق د.صلاح هلال والسيديهات لحين فرزها والتعرف علي تلك التأشيرات وإلي من وصلت. أضافت أن هناك أوامر قد صدرت للوزير السابق منذ أربعة أيام بعدم التوقيع علي أي قرارات سواء تعيينات أو ترقيات أو تنقلات أو انتدابات. كانت الأجهزة الرقابية قد انتشرت في هيئة التعمير وديوان عام الوزارة تراقب التحركات ومنعت خروج أي مستندات من داخل ديوان عام الوزارة. كان "هلال" قد أصدر عدة قرارات صدامية واستعان بالمحاسيب والحبايب من القليوبية كمستشارين وموظفين. وقد حدث تذمر في اتحاد المصدرين وقدموا شكاوي للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء احتجاجاً علي تعيين المستشار عدلي حسين رئيساً لاتحاد المصدرين. قالوا إن المستشار عدلي حسين قامة قانونية كبري ولكنه بعيد كل البعد عن اتحاد المصدرين رغم وجود العديد من الكفاءات بالاتحاد. ووعدهم المهندس إبراهيم محلب بتصحيح الأوضاع وأن يكون رئيس اتحاد المصدرين من المنتجين. ومن ضمن قرارات الوزير الصدامية تعيين رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة بالمخالفة للقانون.. حيث كان يشغل مدير زراعة بقنا وتم تعيينه وكيلاً أول للوزارة لقطاع الخدمات بالمخالفة للقانون. علمت "المساء" أن الرقابة الإدارية اتجهت لهيئة الثروة السمكية وبدأت حصر المخالفات. خاصة أن الوزير كان له مكتب هناك ويدير أعماله واجتماعاته داخل مقر هيئة الثروة السمكية بمدينة نصر. كما كشفت المصادر أن وزير الزراعة اختصر وزارة الزراعة في "محيي قدح" الذي حرر له مذكرة لرئيس الوزراء لتعيينه مساعداً للوزير متخطياً القيادات جميعاً. وأن أي مقابلة أو رئيس قطاع أو وكيل وزارة لابد أن يأخذ الإذن من محيي قدح قبل أن يدخل إلي الوزير. بالإضافة إلي امتناع الوزير عن مقابلة الفلاحين والغلابة وأصحاب الحاجات طيلة ثلاثة أشهر كاملة. أضافت المصادر أن وزير الزراعة كان طاقم حراسته والسائقين والسيارات التي تصاحبه يومياً والمراسم تكلف الوزارة ما بين 50 إلي 100 ألف جنيه يومياً.. بالإضافة إلي أنه اختصر الإعلام في اثنين من المحررين بإحدي الصحف المستقلة وكانوا يقومون بتلميعه إعلامياً في تلك الصحف ويقابلهم بصفة يومية وكانوا أصدقاء لمحيي قدح مساعد الوزير حتي انهم كانوا يستعملون اللاب توب الشخصي لصاحب الحظوة. كما كشفت مصادر مقربة أن الجهات الرقابية طلبت جميع التوقيعات التي صدرت منذ تعيين الوزير والسيديهات لفحصها. دعا الموظفون بديوان عام الوزارة ورفعوا أصواتهم بالدعاء مهللين للرئيس عبدالفتاح السيسي داعين الله أن يوفقه في كل خطواته للقضاء علي الفساد. كانت "المساء" قد انفردت في عددها السبت الماضي بتغيير وزاري يشمل بعض الحقائب وفي مقدمتها الزراعة.