مصر أسقطت نظرية أمريكا في حرب أكتوبر 1973

"من الواقع"

شهدت مصر خلال العام الماضي تطوراً مثيراً وهائلا في قدراتها العسكرية حيث جاء ترتيب جيشها في المركز الأول علي المستويين العربي والافريقي في قائمة تصنيف أقوي جيوش العالم.
هذا التصنيف لجيوش العالم نشره موقع GFPالمتخصص في هذا المجال وفق تحليل قدراتها طبقا للتعديل الأخير لعام 2015 والذي نشره خلال أغسطس الحالي.
وقد وضع الموقع 50 معيارا للتوصل إلي نتائج فيها أكبر قدر من المصداقية.. ولم يكن من بين هذه المعايير مسألة ما إذا كانت الدولة تملك سلاحاً نووياً أم لا. ولكنها نظرت إلي المعايير الاقتصادية والجغرافية إلي جانب المعايير العسكرية.
واعتمد الموقع العالمي في تصنيف الجيوش علي قدراتها العسكرية البرية والبحرية والجوية.. وعدد الجنود.. وبيانات الكادر البشري في الجيش.. ومتوسط العمر.. وعدد الشباب القادرين علي الالتحاق للتجنيد بالدولة.. والقارة التي تقع فيها الدولة.. والبترول والمواني والطرق والقطارات.
وإذا كانت القوات المسلحة المصرية قد احتلت المركز الأول عربيا وأفريقيا. إلا أن ترتيبها علي مستوي أقوي جيوش العالم احتل المرتبة رقم 18 من بين .162
لاشك أنه في العام الأول من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي قد عززت مصر قدراتها العسكرية بتنوع مصادر توريد السلاح لها من عدة دول بينها روسيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة الأمريكية.
فقد تعاقدت مصر مع روسيا علي استيراد أحدث أنواع طائرات الميج المقاتلة التي أنتجتها مصانعها.. وأرسلت روسيا لمصر طرادا بحريا اشترك في افتتاح قناة السويس الجديدة.
والذي لاشك فيه أن المحادثات بين الزعيمين المصري و الروسي أثناء زيارة السيسي لموسكو تناولت قضايا أخري عسكرية إلي جانب القضايا الاقتصادية ومحاربة الارهاب وغيرها.
ومصر استطاعت أن تتعاقد مع فرنسا علي توريد صفقة من طائرات رافال الحديثة التي سبق أن تحدثنا عن قدراتها القتالية.. وأعلنت وكالة "رويترز" أن فرنسا تجري محادثات مع مصر لبيع حاملتي طائرات هليكوبتر من طراز ميسترال.
وتعاقدت مصر أخيرا علي صفقات منوعة من الأسلحة مع الصين ولم تعلن عنها بالتفصيل.. بالاضافة إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية أفرجت عن شحنات الأسلحة من طائرات الأباتشي وطائرات اف 16 وأهدت مصر أيضا طراداً بحريا.
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد احتلت المركز الأول كأقوي جيوش العالم وجاءت روسيا في المركز الثاني. ثم الصين في المركز الثالث. والهند في المرتبة الرابعة متفوقة علي كل من انجلترا وفرنسا وكوريا الجنوبية وألمانيا واليابان التي جاءت في المركز التاسع فإن كلا من تركيا واسرائيل احتلتا المركزين العاشر والحادي عشر.
وجاءت إيران في المركز 23 والمملكة العربية السعودية في المركز 28 وسوريا 42 فيماجاءت الصومال كأضعف جيش في العالم.
والسؤال هنا: متي يلحق الجيش المصري بكل من جيش تركيا وجيش اسرائيل؟! نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الأولي عالميا في قدراتها العسكرية قد تعهدت باستمرار علي أن يكون الجيش الاسرائيلي أقوي من جيوش العالم العربي مجتمعة.. ولكن هذا التعهد سقط في أول اختبار أثناء حرب أكتوبر عام 1973 حيث استطاع الجيش المصري أن ينتصر علي اسرائيل وأسقط النظرية الأمريكية.
ونحن المصريين نأمل بإذن الله أن يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي جهوده لبناء جيش قوي حتي يلحق بكل من تركيا واسرائيل.. وهو في هذا لن يقتصر علي استيراد الأسلحة من مصادر متنوعة فحسب. بل سيؤسس لصناعة سلاح مصري بأيد وخبرات مصر.. ونحن قادرون علي ذلك بطموح الشعب كله.
مصر تبني نفسها من جديد.. تبني نفسها اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا.. ولاشك أنها ستعود دولة قائدة ورائدة في المنطقة.