دخل ميدان روكسي زمرة الميادين التي يحشد فيها الناس وأصبح لدينا في القاهرة ثلاثة ميادين دخلت التاريخ من أبواب مختلفة. ميدان مصطفي محمود الذي تجمع فيه مؤيدو الرئيس المخلوع لينطلقوا منه إلي ميدان التحرير قلب الثورة المصرية يمتطون الجياد والجمال والحمير معتقدين بفضل هلوسة الحبوب التي وزعت عليهم انهم قادرون علي القضاء علي الثورة وإخلاء الميدان من الثوار والإبقاء علي النظام الفاسد بكل رموزه وعفونته. كان في الأصل ميدانان. التحرير ومصطفي محمود وإذا بروكسي يغضب بألا يكون له مكانة في التاريخ فتجمع به نفر من الناس يطالبون بنفخ عجلة الإنتاج وعدم تعطيل مصالح الناس بل أعلنوا الاعتصام في روكسي ما لم يفض المتظاهرون اعتصامهم في ميدان التحرير. وقد أثارت الميادين الثلاثة غيرة أحد الكتاب الإسرائيليين الذي طالب بأن يكون في تل أبيب ميدان للتحرير مثل مصر خاصة ان فكرة إنشاء الميادين حسب ادعاء الإسرائيليين هي فكرة يهودية في المقام الأول وكعادتهم فهم شركاء في الثورات العربية الجديدة. ويؤكد اليهود ان سيدنا موسي عليه السلام هو من أنشأ الميادين ليتجمع فيها بنو إسرائيل ليتعارفوا وهي فكرة ليست بالسليمة أو الصحيحة علي الإطلاق. فسيدنا موسي الذي عاش في مصر وتربي بها كان يعلم دون غيره ان كل المعابد المصرية القديمة لها باحة واسعة أشبه بالميدان إلا انها لم تكن دائرية من حيث التخطيط كما ان فكرة الخروج إلي الميدان التي دعا إليها سيدنا موسي والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم "موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي" كانت مجرد موعد لمباراة بين النبي موسي وسحرة فرعون ولم تذكر الآية الكريمية المكان ولكنها اختارت الزمن والأماكن المتسعة عند الفراعنة كانت باحات المعابد وساحتها وهو ما يؤكد ان فكرة الميادين في الأصل والأساس قبل ظهور الديانة اليهودية حيث كان في أثينا ميدان كبير وفي اسبرطة وغيرها من الدول القديمة. المهم ان إسرائيل لا تترك فرصةإلا وتحاول ان تلصق نفسها بها وان تدعي فضلها علي الناس خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمصر ولا ننسي جرأة مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي عند زيارة للأهرام أثناء حكم الرئيس السادات عندما وقف ليتأمل الهرم الأكبر ثم تنهد قائلا: "كم عاني أجدادي في بناء هذه الأهرامات" نحن لا نغضب عندما يقيم الإسرائيليون ميدانا للتحرير عندهم ولن ندعي اننا أصحاب الفكرة ولن نطالب بحقوق الملكية الفكرية خاصة ان أصحاب العقول في راحة وسيظل ميدان التحرير كما هو معروف ويبقي ميدان مصطفي محمود كما هو قائم بعدما خلي ميدان روكسي من المعتصمين ويسأل شباب الفيس بوك لمن سيكون ميدان العباسية القريب من السرايا الصفراء.