أكد خبراء الاجتماع والصحة النفسية ان الحلم بأن تصبح مصر خالية من أطفال الشوارع بدأ يتحقق بعد توجيهات الرئيس للحكومة والتي فتحت هذا الملف بجدية وقوة. قالوا إن 4 وزارات بدأت العمل الجاد في 4 محافظات هي: القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية بها ما يزيد علي 25 ألف طفل بلا مأوي لرعايتهم وتحسين أحوالهم. أضافوا ان التفكك الأسري والتسرب من التعليم والإدمان أهم الأسباب التي تزيد من ظاهرة أطفال الشوارع مشيرين إلي أن الجمعيات الأهلية شريك أساسي للحكومة في المسئولية وتفاءلوا بأن القوات المسلحة سوف تشارك بقوة وتقدم حلولاً فورية. أكدت د. جيهان عبدالرحمن نائب محافظ القاهرة أن هناك تعليمات من د. جلال سعيد المحافظ بمحاصرة أسباب مشكلة الأطفال بلا مأوي بالعاصمة وذلك عن طرق التعاون مع الجمعيات الأهية المسئولة عن إيواء أطفال الشوارع ومدي قدرتها علي استيعابهم مع عمل ندوات أسبوعية في الأحياء الشعبية لمحاربة الإدمان والتسرب من التعليم وضرورة تنظيم النسل. أوضحت جيهان عبدالرحمن ان توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة القضاء علي أطفال الشوارع وتوفير دور رعاية لهم بمواصفات خاصة مع تدريبهم علي تعلم المهن المختلفة في مراكز التدريب المهني حتي يعيشوا حياة كريمة يؤكد أن الرئيس يفكر في جل مشاكل الشعب المصري حتي أطفال الشوارع يريد حل مشاكلهم وتقديم العطف والرعاية والحماية لهم ومواجهة أسباب تسريب الأطفال للشارع سواء كانت المشكلة بسبب التفكك الأسري أو الفقر الشديد والجهل في محافظات الصعيد والأرياف أو بسبب الإدمان وسوء حال التعليم بمدارس التعليم الأساسي وهناك خطة طويلة الأجل تشترك فيها محافظة القاهرة مع وزارة الداخلية والتربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة لحل مشكلة الأطفال بلا مأوي نهائيا من جذورها وغلق حنفيات تصدير أطفال الشوارع للعاصمة. تري د. إيمان فوزي شاهين رئيس قسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي بكلية التربية بجامعة عين شمس ان مشكلة أطفال الشوارع لا يمكن انهاؤها ببناء مزيد من مؤسسات إيواء الأطفال ورعاية الأحداث واتجاه الدولة لحل مشكلة ظاهرة أطفال الشوارع وتعليمات الرئيس خطوة إيجابية قد تساهم في حل مشكلة أطفال الشوارع التي تعتبر قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في وجه المواطنين والدولة ورغم أن الدولة بها المئات من مراكز التدريب المهني ومئات المؤسسات التي ترعي الأيتام والأحداث إلا أن الأطفال يهربون منها ويجدون مأوي لهم في الشارع وأسفل الكباري. وأشارت إلي أن الحل لابد أن يبدأ بمعرفة أسباب تسرب الأطفال من المدارس للشارع وهروبهم من المؤسسات الاجتماعية والإيوائية وأيضا هروبهم من أسرهم بسبب الفقر أو المشاكل الأسرية والتفكك الأسري أو الجهل بأهمية رعاية الأطفال وتعليمهم ولابد أن يتم إنشاء دور رعاية لأطفال الشوارع بمواصفات خاصة لأن المعاملة لابد أن تختلف بين كل طفل وآخر فمنهم فصاميين وتوحديين وأذكياء ومخترعين وموهوبين ولابد أن في دور الرعاية اخصائي إرشاد نفسي وصحة نفسية واخصائي اجتماعي وطبيب نفسي لتحديد احتياجات كل طفل وطريقة التعامل معه والمرور به إلي بر الأمان حتي يصبح شخصاً سويا يفيد نفسه ويفيد المجتمع ولا يكون هؤلاء الإخصائيون هم السبب في هروب الأطفال والتسرب للشارع وترك مؤسسات إيواء أطفال الشوارع. يوضح سلامة نصر وكيل وزارة التضامن الاجتماعي رئيس قطاع الرعاية أن قضية الاهتمام بأطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم هي قضية أمن قومي ورغم وجود 480 مؤسسة لرعاية الأطفال بلا مأوي إلا أن المشكلة مازالت قائمة لأننا لم نتمكن من حل أسباب تسرب الأطفال للشوارع .. أضاف :الخطة الطويلة المدي فتتم بالتنسيق مع القوات المسلحة ومحافظة القاهرة ووزارة الداخلية والتنمية الحضارية والأوقاف والتربية والتعليم وهدفها غلق المصادر التي تنتج طفل الشارع وقد تم حصر أطفال الشوارع في مصر كلها عام 2014 حيث يتراوح عددهم ما بين 18 ألفا وحتي 20 ألفا وتقوم الخطة علي عدة أسس أهمها مراقبة مؤسسات الرعاية ورعاية الأطفال بلا مأوي علي مستوي القاهرة من خلال عمل زيارات مفاجئة أسبوعية وعمل تقارير بصفة دورية للعرض علي الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي. وأيضا وضع خطط مستقبلية لتجفيف منابع أطفال الشوارع سواء من التفكك الأسري أو الفقر في المناطق العشوائية أو نزوح أطفال الأرياف للقاهرة للعمل في التسول. يشير عزالدين فرغل رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات والمؤسسات الأهلية بالقاهرة ان ظاهرة أطفال الشوارع تتركز في 4 محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية ويمكن تحديد المشكلة وحصر أعداء الأطفال عن طريق وزارة التضامن الاجتماعي وأن توجيهات الرئيس بضرورة حل مشكلة أطفال الشوارع ودمجهم في المجتمع وتدريبهم في مراكز التدريب المهني تؤكد حق هؤلاء الأطفال في حياة كريمة ومؤسسات المجتمع المدني ودور رعاية الأطفال بلا مأوي يمكن أن تساهم بدور محوري في حل ظاهرة أطفال الشوارع وذلك بالتعاون مع الأجهزة الحكومية والمحليات ووزارة التضامن ووزارة الداخلية والجمعيات الأهلية يمكنها توفير أماكن إعاشة وخدمات اجتماعية لانقاذ أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم يوضح د. طلعت عبدالقوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية ان القضاء علي أطفال الشوارع يحتاج خطة استراتيجية حكومية يشترك فيها القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي تؤكد أن الحكومة لديها إصرار علي إنهاء مشكلة أطفال الشوارع وإعادة تدريبهم وتأهيلهم وحتي نقضي علي أطفال الشوارع لابد من قيام الحكومة بعمل مشروعات تنموية في المناطق الفقيرة والعشوائية مع فتح فرص عمل للمرأة المعيلة وزيادة دخلها حتي نترك الأطفال في التعليم وتنفق عليهم. والجمعيات الأهلية لها دور كبير في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع عن طريق عمل ندوات لتوعية المرأة بعدم تسريب الأطفال من الدراسة وحل النزاعات الزوجية والمشاكل الزوجية بطرق غير تقليدية للحفاظ علي مستقبل الأطفال ومواجهة حالات الطلاق ومنع حالات نزوح الأطفال من الريف إلي القاهرة أي منع أسباب المرض وليس مواجهة العرض.