الأرقام لا تكذب ولا تتجمل.. فقد حققت كل من شركتي مصر للطيران والقابضة للمطارات والملاحة الجوية إنجازا حقيقيا وسط مناخ يعوق أي مسيرة نجاح وذلك بفضل حسن تخطيط وإدارة رئيسا الشركتين .. الدكتور محمود عصمت رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية والطيار سامح الحفني رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران. فقد كشفت نتائج أعمال ميزانية الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية العام المالي 2014/2015 - والتي يقوم الجهاز المركزي للمحاسبات حاليا بمراجعتها - عن تحقيق أرباح بلغت ملياراً و100 مليون جنيه بزيادة عن ارباح العام المالي الماضي 2013/2014بنسبه تصل الي 40% .. وايضا نجحت إدارة الشركة في تحقيق أرباح تزيد بنسبة 10% عن المستهدف طبقا للموازنة التقديرية للشركة قبل بداية العام المالي.. فقد بلغت الزيادة في الأرباح عن المستهدف 100 مليون جنيه. أما القابضة لمصر للطيران فقد نجح الطيار سامح الحفني في تطبيق حزمة من الإجراءات أدت إلي وقف نزيف الخسائر التي تتكبدها الشركة منذ عام 2009 والتي تجاوزت 10 مليارات جنيه.. إضافة إلي ضياع الودائع بالبنوك التي تركها الطيار شريف جلال رئيس مجلس شركة مصر للطيران الأسبق بقيمة 800 مليون جنيه. وطالما ذكرنا إسم الطيار شريف جلال فلابد أن نذكر - ونحن رافعين له القبعة - أنه رئيس شركة الخطوط الوحيد الذي نجح في إدارة الشركة - وكما ذكرنا الأرقام لا تكذب ولا تتجمل - فقد ترك الطيار شريف جلال إدارة الشركة عام 2009 وأرباحها تبلغ 304 ملايين جنيه.. إضافة إلي ودائع بالبنوك تبلغ 800 مليون جنيه.. لكن بين ليلة وضحاها بعد مغادرة الطيار شريف جلال للشركة أعلنت إدارة الشركة الجديدة وقتها أن الأرباح التي حققها الطيار شريف جلال في آخر سنة مالية أثناء رئاسته للشركة تبلغ 200 مليون جنيه فقط !!.. وبعد مرور أول عام مالي لإدارة شركة الخطوط وبالتحديد عام 2009/2010 تم سحب 600 مليون جنيه من أصل الوديعة البالغ 800 مليون جنيه لتغطية جزء من الخسائر الكبيرة وقتها.. ومنذ ذلك الحين استمر تزايد نزيف الخسائر حتي نجح الطيار سامح الحفني في "فرملتها".. ولكن حتي نكون منصفين هناك نسبة ليست بالقليلة من هذه الخسائر كانت بسبب ما شهدته البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير .. ولكن الأكيد أنه ليس كل الخسائر كانت بسبب أحداث ما بعد الثورة. الاجراءات التي نجح الطيار سامح الحفني في تخفيض خسائر الشركة القابضة - كمحفظة مالية للشركات التابعة - بعد تطبيقها بعضها لا يعجب البعض ولكن أحيانا يكون تدخل الطبيب بمشرطه حتميا لإنقاذ حياة المريض قبل أن يحتضر وهو ما كانت تقترب منه مصر للطيران. فرغم عدم زيادة نسبة إمتلاء الطائرات سوي 1% في ظل زيادة عدد الركاب القادمين والمسافرين عبر مطار القاهرة مليون و800 ألف راكب وهذا يعد ثغرة في التسويق.. إلا أن أغلب الاجراءات كانت حتمية مثل تأجير 4 طائرات من الثماني التي كانت تقف بلا عمل وتكلف الشركة مبالغ كبيرة مقابل صيانتها وتأمينها وايوائها.. وتحويل طائرتين آخريين إلي نقل البضائع.. وأيضا تقليص عدد الرحلات بتخفيضها علي عدد من الخطوط ..وغيرها من الإجراءات التي أدت إلي القضاء تقريبا علي نزيف الخسائر عموما الطيار سامح الحفني أمامه التحدي الصعب خلال العام المالي الجاري لإعادة النظر في السياسة التسويقية والتوسع في الرحلات والنقاط لإعادة مصر للطيران إلي كامل عافيتها! وعمار يامصر!